احتفل المصريون أمس بصورة غير مسبوقة بالذكرى الأربعين لنصر السادس من أكتوبر، رغم محاولات أنصار الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، نشر الفوضى في أماكن عدة بالقاهرة، والجيزة والمحافظات، لإفساد فرحة المصريين. وأسفرت حصيلة الاشتباكات بين مسيرات جماعة الإخوان والأهالي أمس، حسبما أعلنت وزارة الصحة، عن سقوط 44 قتيلاً منهم 25 في القاهرة، و15 في الجيزة و3 بمحافظة بني سويف، وقتيل في قرية دلجا بمحافظة المنيا، وإصابة 246 على مستوى الجمهورية، تنوعت إصاباتهم بين طلق ناري، وخرطوش، وكسور، وسحجات.
من جانبه أعلن اللواء سيد شفيق مساعد أول وزير الداخلية للأمن العام أن إجمالي ما تم ضبطه من مثيري الشغب في القاهرة وعدة محافظات أمس وصل إلى 335 شخصاً، مشيراً إلى أن محاولات الإخوان لإفساد فرحة احتفالات نصر أكتوبر باءت بالفشل كافة.
وانتشر باعة الأعلام والصور التذكارية في مختلف شوارع القاهرة وميادينها الرئيسية، واكتست إشارات المرور بأعلام مصر وصور أبطال حرب أكتوبر، ودقت الكنائس المصرية أجراسها في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر أمس وهو موعد ساعة الصفر في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وفي نفس الوقت قامت المساجد برفع التكبيرات وآيات من الذكر الحكيم في موعد ساعة الصفر في حرب أكتوبر.
وجابت الطائرات الحربية والهليكوبتر سماء ميدان التحرير والميادين المختلفة بالقاهرة، والجيزة، والإسكندرية، وباقي المحافظات، وأسقطت الأعلام المصرية وكروت الهدايا العينية التي يتم صرفها بكل المحافظات على المشاركين في الاحتفالات.
وأغلقت سلطات مطار القاهرة المجال الجوي في الساعة الثانية من ظهر أمس ولمدة نصف الساعة وفي الثالثة عصراً ولمدة 40 دقيقة لتمكين القوات الجوية من تقديم عروضها. وكان قد تم إغلاق المجال الجوي في التاسعة والنصف من صباح أمس مع بدء عروض القوات الجوية. واستمرت الاحتفالات الشعبية حتى موعد حظر التجوال منتصف الليل.
واحتشد آلاف المصريين في محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة، وميدان التحرير، وسط إجراءات أمنية مكثفة، شاركت فيها القوات المسلحة، والشرطة، واللجان الشعبية. وتمكنت قوات الأمن من إحباط محاولتين لاقتحام ميدان التحرير من قبل أنصار الإخوان كانت الأولى من ناحية كورنيش النيل بالقرب من السفارة البريطانية، حيث تقدمت مسيرة لتنظيم الإخوان قادمة من ناحية مستشفى القصر العيني، ورفع المشاركون فيها إشارات رابعة وصوراً للرئيس المعزول محمد مرسي، مرددين شعارات مناهضة للقوات المسلحة.
وحاول المتظاهرون اقتحام السياج الأمني الذي يؤمن مدخل ميدان التحرير من ناحية كورنيش النيل في الجهة المقابلة للسفارة البريطانية، وسرعان ما تعاملت قوات الأمن مع المسيرة وفرقت المشاركين إلا أن البعض منهم افترش الأرض بمحيط السفارة البريطانية.
وفي غضون ذلك نجحت قوات الأمن في منع مسيرة لأنصار الإخوان من اقتحام ميدان التحرير من ناحية ميدان طلعت حرب، ونجحت القوات في تفريقهم قبل أي احتكاكات مع المحتفلين في الميدان.
وأطلقت قوات الأمن المتواجدة بالقرب من ميدان عبدالمنعم رياض قنابل مسيلة للدموع لمنع مسيرة أنصار المعزول محمد مرسي، القادمة من رمسيس، من الاقتراب أو دخول ميدان التحرير.
وتظاهر المئات من أنصار جماعة الإخوان بميدان رمسيس بعد أداء صلاة العصر رافعين “شعار رابعة”، وعلم مصر، ورددوا هتافات “الله أكبر”، و”لا للانقلاب”.
وأجبرت قوات الأمن والقوات المسلحة عناصر الإخوان على التراجع إلى غمرة، وإلى الشوارع الجانبية بمحيط ميدان رمسيس، بعد حالة الشغب التي سادت هذه المنطقة.
وأطلقت قوات الأمن المركزي بصورة مكثفة القنابل المسيلة للدموع رداً على قيام الإخوان بإلقاء قنابل المولوتوف في اتجاه القوات، وإشعال إطارات السيارات، في الوقت الذي سمع فيه دوي طلقات نارية، وقامت القوات المسلحة بنشر المدرعات للفصل بين المواطنين وعناصر الإخوان، ومحاولة إغلاق مداخل ميدان رمسيس تجنباً لتجدد الاشتباكات.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مسيرة لأنصار الإخوان في شارع التحرير بالدقي كانت قادمة من شارع محيي الدين أبوالعز بالمهندسين، محاولة الوصول إلى كوبري قصر النيل، ومنه إلى ميدان التحرير.
ونشبت مشاجرة فى منطقة مصر القديمة فى محيط كوبري الملك الصالح بين المؤيدين للرئيس المعزول وأهالي المنطقة. وانتقلت القيادات الأمنية مدعومة بقوات الأمن المركزي لاحتواء الموقف وفض المشاجرة.
وقطع أنصار المعزول محمد مرسي قضبان مترو الأنفاق في محطة كلية الزراعة بالخط الثاني للمترو بشبرا الخيمة، مما أدى إلى توقف القطارات، واشتبكوا مع الركاب والمواطنين داخل المحطة. وأعادت قوات الشرطة حركة تشغيل قطارات المترو بعد توقف لمدة ساعة. وتمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من القبض على 25 من عناصر الإخوان وبحوزتهم 51 قنبلة يدوية داخل حقائب خلال اشتباكات محطة مترو كلية الزراعة، وتم إحالتهم للنيابة للتحقيق.
وقال المقدم محمد نصر رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة إن المتهمين حاولوا وضع القنابل داخل محطة مترو أنفاق كلية الزراعة لتفجيرها، وتعدوا على نقطة شرطة المحطة بعد قيامهم بإطلاق الرصاص على قوات الأمن أثناء ضبطهم وتفريقهم، كما تم ضبط منشورات تحريضية بحوزة المتهمين ضد الجيش والشرطة.
وألقت قوات الأمن بالإسكندرية القبض على 40 من أنصار الرئيس المعزول خلال فض تجمعات بمنطقة مسجد القائد إبراهيم، ومناطق بشرق الإسكندرية، فيما أصيب 12 خلال الاشتباكات التي شهدتها عدة مناطق بالمحافظة.
من جانبه، أكد اللواء أسامة متولي، مدير أمن المنيا، أنه تلقى إخطاراً من القوات الموجودة بقرية دلجا، بمصرع شخص إثر قيام مظاهرة تابعة لأنصار الجماعة المحظورة بمحاولة اقتحام نقطة الشرطة، وإطلاق الأعيرة النارية من قبل القوات، مما أدى إلى قيام القوات بالتعامل معهم لتفريقهم. وأصيب اثنان آخران خلال المحاولة.
وتحفظت أجهزة الأمن الوطني بسوهاج على طه كامل مراسل قناة “الجزيرة مباشر مصر” أثناء تواجده بميدان الثقافة بمدينة سوهاج لتغطية الاحتفالات بالذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر، كما ألقت القبض على 12 من المنتمين لجماعة الإخوان والتيارات الإسلامية أثناء خروجهم في مسيرة بميدان الشهيد عبدالمنعم رياض، بهدف إفساد فرحة المواطنين بذكرى انتصارات أكتوبر.
وأصيب 7 مواطنين بالسويس بجروح واختناقات بسبب الاشتباكات التي نشبت بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المعزول. وأكد شهود عيان أن حالة من الكر والفر دارت بين الطرفين داخل الشوارع الجانبية لحي الأربعين استخدم فيها إطلاق النار.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين المنتمين لجماعة الإخوان والأهالي بمنطقة السعرانية وشارع الجيش في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، بعد خروج مسيرة لأنصار المعزول لإفشال احتفالات الأهالي بذكرى انتصارات أكتوبر.
وأطلقت قوات الأمن بأسوان قنابل الغاز المسيل للدموع على مجموعة من أنصار الرئيس المعزول، بعد أن حاولوا دخول ميدان الشهداء وسط أسوان محيط الاحتفالات بذكرى نصر أكتوبر، حيث حدث كر وفر بين الطرفين قام خلالها أنصار المعزول برشق قوات الأمن بالحجارة، فيما تمكنت قوات الأمن من القبض على 17 من أنصار المعزول بعد اتهامهم بإثارة الشغب والفوضى بين المواطنين المحتفلين بنصر أكتوبر.
وأصيب 20 من أهالي قرية مطرطارس بسنورس بمحافظة الفيوم في مشاجرة بين الأهالي وأنصار المعزول، عندما تطاولت المسيرة على الجيش والشرطة، وهو نفس الأمر الذي تكرر في قرية الشواشنة بمركز يوسف الصديق.
عدد اليوم
