الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غياب المهنية في التدريس يعرقل مشاريع التطوير

23 يناير 2007 00:42
السيد سلامة: يعتبر غياب المهنية في التدريس أبرز المعوقات التي تواجه مشاريع تطوير التعليم في الدولة وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودا كبيرة لتدريب المعلمين وفق أسس ومعايير عصرية تواكب التحديات التي يشهدها القرن الواحد والعشرون في مختلف المجالات خصوصا في المجال التقني الذي بات أحد الهواجس الكبيرة في آلية تدريب المعلم وتوجيهه نحو '' تمهين'' التدريس واعتباره مهنة لها أصول ومعايير وليس مجرد وظيفة لمن لم يحالفه الحظ في الحصول على وظيفة مناسبة· وأكد معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم على أنه بدون وجود خطة شاملة للتنمية المهنية للمعلمين والاداريين في الميدان التربوي فإن الأمل في أن تؤتي مشاريع التطوير التربوي ثمارها يظل ضعيفا ومن هنا جاءت استراتيجية الوزارة بشأن تدشين عدد من المشاريع التربوية والتعليمية الفعالة وفي مقدمتها: تدريب المعلمين على الحصول على الرخصة الدولية في قيادة الحاسب الآلى، وكذلك تدريبهم على إتقان مهارات اللغة الانجليزية وتقنية المعلومات· بالاضافة إلى التدريب على المهارات الإدارية وغيرها من مجالات التدريب التي تتطلبها العملية التعليمية· وأشار معاليه إلى حرص الوزارة على تمهين التعليم بحيث تصبح عملية التدريس مهنة حقيقية وليست مهنة من لامهنة له كما هو الحال في بعض المراحل التي شهدت انضمام كثير من الخريجين والخريجات للعمل في هذا القطاع لاعتبارات وظيفية وليست مهنية كما نريد وكما ينبغى أن يكون العمل فى هذه المهنة '' الرسالية'' التي يجب قصر العمل فيها على المؤهلين فقط من الحاصلين على إجازة تدريس معتمدة من إحدى الجامعات المتخصصة· دراسة علمية وأكد الدكتور بيومي ضحاوي عضو هيئة التدريس بكلية التربية فى جامعة الامارات '' سابقا حول ''التنمية المهنية للمعلم'' على أن النمو المهني للمعلم لم يعد أمراً يخصه وحده ، بل أصبح شرطاً من شروط بقائه في وظيفته والترقي فيها إلى الوظائف الأعلى ،وأصبحت السوق مفتوحة للتنافس بين المعلمين من ذوي الكفاءة والتأهل والاستمرار في النمو المهني وهذا الوضع ألقى على مخططي برامج التنمية المهنية بالوزارة والمناطق التعليمية والمدارس مسؤوليات كبيرة وتطلب الأمر أن يحدث التكامل والتعاون بينهم وبين الأكاديميين في الجامعات ومؤسسات إعداد المعلمين من أجل تصميم الأدوات اللازمة لجمع المعلومات حول احتياجات المعلمين وحول آدائهم من أجل تخطيط البرامج التدريبية وإقامة المشروعات البحثية ومفهوم التنمية المهنية للمعلمين Professional Development أشمل وأعمق من مفهوم تدريب المعلمين أثناء الخدمة وقال بيومي في دراسة أنجزها حول تطوير التعليم تنشرها '' الاتحاد'' التدريب عملية محدودة ومقصودة وتستهدف إحداث تعديل في جانب واحد معين أو جوانب بعينها من الآداء مثل تطوير مهارة معينة عند المعلمين،أواستخدام برنامج محدد ، أو رفع كفاية لمعلم محدد بينما يتسع مفهوم التنمية المهنية ليشمل كافة مقومات أو جوانب المهنة ، سواء كانت الجوانب التخصصية ،أوالتربوية أو الأخلاقية ، وبنفس الدرجة من الاهتمام وبصورة متواصلة · ولهذا فإن الحاجة للتنمية المهنية ، حاجة دائمة ومتواصلة ، وليست رد فعل لوجود مشكلة ما· التنمية المهنية يؤكد الباحث على أن أنشطة التنمية المهنية تحتاج إلى توافر مجموعة من المقومات لعل من أهمها : وجود منظمات مهنية متخصصة ترعى مصالح المعلمين وتهتم بقضية نموهم المهني، وتضع المعايير التي ينبغي أن تتوافر في كل من يمارس المهنة، وتتمثل هذه المنظمات في اتحادات وجمعيات ونقابات المعلمين، واتحادات وروابط معلمي المواد الدراسية المختلفة ، تسكين التوجيه والإشراف التربوي داخل المدارس، بمعنى أن تضم كل مدرسة في هيكلها موجهين مقيمين للمواد الدراسية تكون مهمتهم الإشراف المستمر على عمليات تحسين الأداء التدريسي والأنشطة الصفية واللاصفية· الاستقلال الإداري وأكد بيومي على أهمية أن يكون هناك درجة عالية من الاستقلال الإداري والتعليمي للمدرسة فالمدرسة التي تحتاج في كل صغيرة وكبيرة إلى مراجعة السلطات التعليمية المركزية، ولا تستطيع اتخاذ الكثير من قراراتها بشكل مستقل، تظل دائماً مرتبطة بما تقدمه السلطات التعليمية المركزية من برامج للتدريب أثناء الخدمة· أهمية بث إحساس عالٍ بالمسؤولية لدى المعلمين،واستعداد كبير لتقبل الفكرة والتعامل معها بإيجابية وتصميم برنامج للتنمية المهنية لمعلمي المدرسة، والعمل على تنفيذه، هي أساساً مسؤولية المعلمين أنفسهم، مع ضرورة انتشار ثقافة التنمية المهنية· تحسين التعليم أشار بيومي في دراسته إلى تعدد المداخل إلى التنمية المهنية،وإن كانت جميعها تدور حول فكرة واحدة رئيسية هي '' أن يتحول المعلمون إلى متعلمين دائمي التعلم '' يتعلمون من أنفسهم ويفكرون بشأن أثره على تلاميذهم، ويتعلمون من زملائهم حين يلاحظون أداءهم، وحين يجربون بعض خبراتهم الناجحة بأنفسهم ويتعلمون من المواقف والأحداث والبيانات، حين يمارسون البحث العلمي الإجرائي للتعرف على أسباب المشكلات المختلفة وكيفية التغلب عليها وتحسين ممارساتهم من أولياء الأمور، حين يناقشون معهم أحوال أبنائهم، ويستمعون إلى ملاحظاتهم حول التدريس، وإلى مقترحاتهم لتحسين التعلم· وظائف التنمية المهنية وتطرق الباحث إلى وجود أربع وظائف أساسية للتنمية المهنية داخل المدارس هي: تعزيز وتطوير أداء الأفراد '' فنيون وإداريون'' تعديل الممارسات المهنية وضع الأسس اللازمة لتطبيق السياسات المطلوبة المساهمة في التغيير وتتضمن التنمية المهنية : النمو الشخصي ، والتنمية الجماعية، والتنمية المدرسية الشاملة 'كما تسعى لتنمية مهارات الأفراد إلى جانب الأهمية الواسعة للتنمية المهنية في تنمية وتعزيزالقيم وتحسين الفرص ولكي تكون التنمية المهنية فعالة ، يجب توزيع الموارد '' البشرية والمادية'' بشكل متوازن لمقابلة الأهداف الفردية والمدرسية كما أن إدارة التنمية المهنية الفاعلة تعتمد على دافعية الأفراد وليس إجبارهم على ذلك، بحيث يقوم الأفراد بأنفسهم في البحث عن جوانب التنمية المهنية اللازمة لهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©