الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهاجم المواطن ضحية «الغاية تبرر الوسيلة»!

المهاجم المواطن ضحية «الغاية تبرر الوسيلة»!
26 أكتوبر 2014 02:09
أمين الدوبلي (أبوظبي) رغم تناولها كثيراً في مختلف وسائل الإعلام منذ سنوات، إلا أن مشكلة «المهاجم المواطن» ما زالت تراوح مكانها، دون أي تحرك من أي جهة مسؤولة، أو رغبة في بحث أضرارها، أو نية للتعامل معها على أي مستوى، بل على العكس، تتفاقم المشكلة وتتعمق، وتستحكم حلقاتها، من عام إلى آخر، بينما يجلس الاتحاد والأندية في مقاعد المتفرجين، رغم أنهما يمثلون الجناة الحقيقيين. الغريب أن يكون لدينا مهاجم مواطن واحد يلعب ضمن التشكيلة الأساسية لفريقه بشكل مستمر، وهو علي مبخوت مهاجم الجزيرة؟، والأغرب أن تلجأ معظم أنديتنا إلى التركيز على الهجوم، في التعاقد مع معظم الأجانب، في حين أن الخطوط الخلفية الأضعف تستقبل الأهداف بابتسامة رقيقة، وتسامح لا نظير له، وربما تكتفي بعضها بتنظيم مرور الأهداف فقط، دون التصدي لها وإيقافها!. ونظراً لكل تلك المعطيات، فإن مدرب المنتخب يبحث عن المهاجم المواطن القادر على صنع الفارق مثل من يبحث عن إبرة في «كومة من القش»، وخياراته محصورة في لاعب أو اثنين فقط، ولا تقتصر المشكلة على منتخب بعينه، بل تشمل المنتخب الأول، و«الأولمبي»، وربما «أبيض الشباب».! وبمعرفة رأي مبخوت المهاجم الوحيد الذي يحظى بفرصته أساسياً في أنديتنا بدوري الخليج العربي، اتضحت الصورة تماماً، حيث قال: أعتبر نفسي محظوظاً بوجودي في الجزيرة، لأن إدارة شركة الكرة، برئاسة الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس النادي تؤمن بقدراتي، وتمنحني الثقة والفرصة اللازمة، وعندما أصوم عن التهديف في بعض الجولات، لا أتعرض لأي ضغوط، ووضعت إدارة الشركة هذا الأمر ضمن استراتيجيتها، وأخبرني به الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان بنفسه، وفي المقابل أتوجه له بالشكر والتقدير، ولن أدخر أي جهد في تقديم كل ما أملك من أجل رد الجميل له. وقال: دعم الإدارة ليس هو العامل الوحيد لغياب المهاجم المواطن عن التشكيلة الأساسية، لأنه يوجد سبب آخر مؤثر للغاية، وهو مدى اجتهاد المهاجم المواطن نفسه، وقدرته على فرض نفسه على الآخرين، مهما كانت مهاراتهم، ويجب عدم الاستسلام للأمر، وأن يتخذ ذلك «ذريعة» للأعذار، وهو مطالب بقبول التحدي، والعمل ليل نهار، ومن جانبي كنت أقاتل من أجل الفرصة في بداية المشوار، وضرورة استثمارها، وأن أحافظ عليها، وما زلت أقاتل للتمسك بها، وأعتقد أن هناك مهاجمين متميزين في الإمارات، لكنهم لم يحصلوا على الثقة الكافية، أو الفرصة الكاملة. وتعجب مبخوت من ممارسات بعض الأندية، في التعاقد مع الأجانب المهاجمين أو الوسط المهاجم، مؤكداً أن التوازن مطلوب في جلب الأجانب، مشيراً إلى أن ذلك لابد أن يواجه بمزيد من التحدي من لاعبينا المواطنين، وأعتقد أن الجهات المعنية، سواء الأندية أو الاتحاد يجب أن يتدخلوا، وأن يحذوا حذو شركة الكرة بنادي الجزيرة. أما جمال بوهندي المدير الإداري لمنتخبنا الأولمبي والمحلل الفني في قناة دبي الرياضية، فقد أكد أن مشكلة ضعف الثقة في المهاجم المواطن تنعكس بالتأكيد أيضاً على المنتخب الأولمبي، لأن لاعب الأولمبي إذا لم يكن الأجنبي موجوداً، تتاح له الفرصة في الفريق الأول، وفي الوقت نفسه فإنه ينضم للمنتخب دون أن يحصل على فرص الاحتكاك لاعباً أساسياً في فريقه بالدوري، ومن دون أن يحصل على الخبرات الدولية المهمة التي تجعله قادراً على تحمل الضغوط. وقال بوهندي: هذا الموضوع طرحناه كثيراً، وناقشناه باستفاضة، وأرى أن الأندية تنظر فقط لمصلحتها، ولا أحد يفكر في المنتخب، وهي مصلحة شخصية، وللأسف توجد أندية دفاعها مغناطيس يلتقط الكرات للشباك، وتتعاقد مع 4 لاعبين ذي طابع هجومي، وأنا أحترم الأندية التي تحافظ على التوازن، وتجلب في خط لاعب أجنبي مؤثر، بمعنى أن يتعاقد النادي مع مدافع أو ظهير، ثم لاعب ارتكاز أجنبي، ثم اللاعب رقم 10 تحت المهاجم (أجنبي)، ومهاجم صريح أجنبي، وبهذا تحقق التوازن، ولا تنظر إلى خط على حساب الخطوط الأخرى، والشارع الرياضي يتعرض حالياً للخدعة، عندما تقول الأندية إنها تتعاقد مع لاعب وسط مهاجم، والحقيقة أنه مهاجم. وأضاف: لدينا 14 نادياً بدوري الخليج العربي، لو أن لدينا 14 مهاجماً يختار مهدي علي من بينهم للمنتخب الأول، لكان الوضع مثالياً، بخلاف الاختيار بين لاعبين أو ثلاثة، وبالنسبة لي حالياً يوجد لاعبون مواطنون متميزون في الهجوم، بدليل أن أحمد علي تألق حينما حصل على الفرصة في الفترة الأخيرة، كما أن سعيد الكثيري يظهر بشكل جيد. وعندما سألنا بو هندي عن أحمد خليل، قال: رغم أنه واحد من أفضل مهاجمي آسيا، إلا أنه لم يحصل على فرصته في الأهلي، وإن حصل عليها، فهو يلعب تحت الضغط منذ 3 سنوات، لأنها تأتيه عندما يصاب جرافيتي، أو مونوز، ويدرك أن عودة أي منهما بعد مباراة أو اثنتين سوف تحرمه من الفرصة، ورغم قدراته الهائلة لا يلعب أساسياً، وأعتقد أن هذا الأمر له تأثير معنوي سلبي على اللاعب، وبشكل عام فإن أنديتنا تتعامل مع المشكلة بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وغايتها أن تسجل أهدافا فقط، والمنتخب يمنح مهاجمينا المواطنين الثقة أكثر من الأندية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©