الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مغامرات طرزان» تداعب شغف الأطفال بالشخصية الأسطورية

«مغامرات طرزان» تداعب شغف الأطفال بالشخصية الأسطورية
8 أكتوبر 2013 12:59
يبدو أن شخصية طرزان لا تزال متربعة على عرش النجومية رغم ما نسجت حولها من قصص تحولت مع مرور الزمن إلى أفلام مصورة ورويات سرح فيها خيال الكتاب ليشكلوا مواقف متشابكة لا تخلو من الطرافة والجمال، ولا يزال المسرح ببريقه، الذي لا يخبو، يقدم هذه الشخصية المثيرة بأساليب شتى، وهو ما دعا أطفال إمارة أبوظبي للالتفاف حول العرض المسرحي «مغامرات طرزان»، الذي تقدمه إحدى الفرق المسرحية البريطانية الشهيرة على خشبة المسرح الوطني، في إطار دعم ثقافة الطفل، الذي يتفاعل مع الأعمال الحية التي تستثمر الفن في أهداف ترفيهية وتعليمية توسع مدارك الصغار، وتشحذ فكرهم من أجل تعلم قيم رشيدة من مدرسة الحياة. تجمعت العديد من الأسر المواطنة والمقيمة مع أطفالها أمام المسرح الوطني في أبوظبي من أجل مشاهدة مسرحية «مغامرات طرزان»، التي حلت ضيفاً على العاصمة أبوظبي، وكان حضور الأطفال كثيفاً، وبدت فرحتهم غامرة وهم في حالة تشوق قبل بداية العرض لرؤية طرزان، الذي جسد شخصيته النجم البريطاني الشهير جيمي برس وشاركته البطولة الفنانة المسرحية أماندا سوفت. مواقف كوميدية منذ اللحظة الأولى، التي رفعت فيها ستارة المسرح الوطني في أبوظبي، دبت الحركة في أرجاء المكان بخاصة فور ظهور مجموعة من القردة الضخمة، التي أدت حركات راقصة متنوعة، وأثناء دورانها بشكل عفوي يخرج طرزان من إحدى جوانب المسرح بملابسه الشهيرة، وهو متعلق في حبل يتدلى من الأعلى ليهبط أمام الأطفال؛ فترتفع صيحاتهم تحية له، وفي لفتة منه يبادلهم التحية بود جارف، ويستمر العرض الذي تصحبه موسيقى هادئة بتنوع أحداثه، خاصة حين يرتاد ثلاثة من المستكشفين الذين يذهبون للغابة، وهناك يلتقون بالقرود الضخمة، فتفزع منهم في بداية الأمر بطلة العرض جين، التي تنشأ بينها وبين طرزان قصة حب، وهو ما يضعه في موقف صعب يجعله حائراً ما بين ترك الغابة التي عاش فيها، وبين العيش مع حبيبته خارجها، لكن تشابك الأحداث وأسر أحد القردة من قبل بعض القراصنة يؤجج الصراع في مراحل العرض لتنفك العقدة في النهاية من خلال بطولة طرزان، التي أظهرها في تخليص القرد، ومن ثم عودة الحياة لطبيعتها في الغابة، وتخلل العرض العديد من المواقف الكوميدية، التي تشتعل حدتها حين يطلب طرزان من الأطفال تحديد الوجهة التي ذهب إليها القراصنة مع القرد والصغار فيتجاوبون ويشيرون ويقولون في نفس واحد لطرزان «اذهب إلى جهة اليسار وستجدهم». ثقافة الطفل حول هذا العرض الذي تنوعت فيه المشاهد، وتوزعت فيه الأدوار بحرفية عالية، يقول منتج ومدير عام سكاي لتنظيم الفعاليات أكرم صبري «يأتي العرض في إطار سلسلة عروض نحرص على وجودها في الإمارات بشكل مستمر مثل سندريلا ورميو وجوليت، لكن مسرحية (مغامرات طرزان) تميزت بطابعها الترفيهي وحواراتها الكوميدية التي لاقت صدى كبيراً لدى جمهورها المتحمس من الأطفال، واستطاعت أن تبث في نفوسهم الرغبة في أن ينتصر الخير على الشر، وأن يسود المجتمع قيم المحبة والجمال». ويلفت إلى أن الحضور كان كثيفاً جداً من قبل الصغار والكبار، ولم تتوقف صيحات الأطفال فور نزول طرزان إليهم والتجول بين مقاعدهم وهو ما أضفى عليهم مزيداً من السعادة، ويشير إلى أن سكاي لتنظيم الفعاليات تسعى لدعم ثقافة الطفل وإثراء مخيلته بشكل تفاعلي بما يساهم في تشكيل وجدانه الارتقاء بمستواه الفكري، فضلاً عن أن المسرحية قدمت لقطاتها ومشاهدها بلكنة إنجليزية خالصة، وهو ما منح الأطفال العرب فرصة للتفاعل مع الممثلين بصورة مباشرة خصوصاً وأن أبطال العرض لم يتوقفوا عن استثارة الجمهور الصغير بصورة ممتعة وشيقة. يوم ترفيهي لم يفوت مدير الفعاليات بمركز أبوظبي التجاري محمد حمدان فرصة وجوده ضمن رعاة العرض المسرحي، فاصطحب أسرته المكونة من زوجته وطفليه. ويورد أنه انتهز فرصة هذا اليوم الثقافي الترفيهي الذي يجمع العديد من أطفال المدارس وعائلاتهم على حب طرزان فقرر أن تلازمه أسرته الصغيرة. ويلفت إلى أن حضور مثل هذه العروض يجعل الكبار والصغار معاً في حالة نشوة وهو ما يجدد إيقاع حياة الأسر، ويضفي على أطفالها البهجة والحبور، مضيفاً أنه كان حريصاً على أن يشاهد طفليه هذا العرض الذي قدمه نخبة من نجوم المسرح البريطاني في قالب فكاهي بسيط. ومن بين الذين حضروا العرض الروائي والإعلامي نبيل الكثيري، الذي يذكر أنه قرأ العديد من الرويات التي تناولت قصة شخصية طرزان في إطار أسطوري عميق، لكنه وجد أن هذا العرض بملامحه الترفيهية يناسب أكثر الأطفال فوجدها فرصة لاصطحاب طفلته، البالغة من العمر تسع سنوات، إذ إنها شغوفة بهذه الشخصية. ويلفت إلى أن عرض مسرحية مغامرات طرزان على حشد كبير من الأطفال جعلهم يرتبطون بالمسرح ويحبون الذهاب إليه. ويشير إلى أن مسرح الطفل غني ويغذي جوانب تثقيفية وترفيهية في نفوس هذه الفئة ويدفعهم نحو القراءة والاطلاع واكتشاف مواهبهم الفردية. عرض ممتع لا يخفي مدير فرع جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية في المنطقة الغربية راشد اليافعي سعادته بحضور هذا العرض الممتع. ويبين أنه جاء إلى المسرح الوطني بصحبة أطفاله الأربعة، الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 5 و13 عاماً، ولم يكن يتصور أن «مغامرات طرزان» تحمل كل هذا الفكر الموجه إلى فئة الأطفال. ويلفت إلى أنه كان سعيداً للغاية من تجاوب الأطفال مع أبطال العرض المسرحي الذي كان أداؤهم في غاية البساطة، إذ إنهم استطاعوا أن يزيلوا الحواجز بينهم وبين الصغار منذ الوهلة الأولى لظهورهم على المسرح. ويؤكد اليافعي أن هذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها مثل هذه العروض، لكنه على قناعة الآن بضرورة التلاحم مع مسرح الطفل، خاصة أنه يقدم فائدة كبيرة لهم نجوم خلف الكواليس في أحد الغرف المخصصة لتبديل ملابس نجوم عرض «مغامرات طرزان» ووضع الميكياج، جلس بطل العرض جيمي بريس على مقعد، ومن حوله أماندا سوفت وجراهام فوست، يمزحان معه، ويمسكان بعقده الملتف حول عنقه وهم يواصلون الضحك، وعبر في هذه اللحظة جيمي بريس عن سعادته لتقديم هذا العرض في العاصمة أبوظبي، ومن خلال وجوده في هذه الأجواء اكتشف أن أهل الإمارات يتميزون بالطيبة، ويرحبون بالزائرين ويتسابقون في إكرامهم، وشاركته هذه المشاعر أماندا سوفت بطلة العرض بقولها «شعرت بسعادة بالغة لتعاطف الصغار معي، وأحب دائما الحضور إلى هذا البلد من أجل إسعاد الأطفال». ويذكر جراهام فوست أنه فوجئ بأن الأطفال العرب لديهم قدرة عالية على فهم اللغة الإنجليزية على الرغم من حداثة أعمارهم. ويؤكد أنه سعيد بهذه التجربة المختلفة التي جسد فيها شخصية مركبة على أحد مسارح الإمارات. حوار بين طفلين قبل بداية عرض مسرحية «مغامرات طرزان» جلس شادي 10( سنوات) إلى جوار ريان، الذي يصغره بسبع سنوات، وظل يقرأ له نبذة عن العرض من خلال الدعوة الرسمية؛ في لقطة نادرة قلما تتكرر بين طفل وآخر. واللافت أن أسرتهما تركتهما يديران هذا الحوار الممتع الذي لم ينته إلا مع بداية العرض، ولم يتوقف شادي عن الحديث مع ريان طوال العرض في لفتات تعبيرية جميلة أظهرت مدى توافق الأطفال مع مثل هذه العروض التي تقدم في قارب ترفيهي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©