الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوعي والغذاء الصحي وممارسة الرياضة مثلث مكافحة «السكري»

الوعي والغذاء الصحي وممارسة الرياضة مثلث مكافحة «السكري»
7 أكتوبر 2013 20:54
قام نجم كرة السلة العالمي «كوبي براينت» بزيارة خاصة إلى الدولة في نهاية سبتمبر الماضي، ضمن فعاليات التوعية الصحية حول مرض السكري في الإمارات والترويج لنمط حياة صحية خالية من الأمراض المزمنة، بإسهام فاعل للمركز الوطني لطب الأطفال. في هذا الإطار التقت «الاتحاد» والدكتورة فران كوجن، رئيسة برنامج السكري، في المركز الوطني لطب الأطفال، الذي يضم معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث أكدت من جانبها أهمية تغيير العادات الصحية لتجنب الإصابة بمرض السكري، وأهمية التعريف على أنماط السكر الموجودة، وضرورة إدراك المريض وذويه بالفروق الجوهرية بين أنماط المرض المختلفة. تشير إحصاءات الاتحاد الدولي للسكري إلى أن 9.2% من البالغين من سكان شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط يعانون من داء السكري، وأن ما يقارب من 40% من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة ممن تجاوزت أعمارهم 60 عاماً يعانون من النوع الثاني من داء السكري. وتشير التقارير الصحية إلى أن داء السكري من النوع الثاني هو الأكثر انتشاراً في الدولة، وحيث يعجز جسم المريض عن امتصاص هرمون «الأنسولين» المسؤول عن تنظيم مستوى السكر «الجلوكوز» في الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وفي نفس الوقت تعجز الخلايا عن استخدام سكر «الجلوكوز» لإنتاج الطاقة وبالتالي تكون الأعراض الأولى لداء السكري هي الضعف الجسدي والعطش وزيادة في الشهية. ولا يستطيع معظم الناس اكتشاف الأعراض في هذه المرحلة، لكنهم يكتشفونها عادة بالمصادفة أثناء إجرائهم لبعض تحاليل الدم البسيطة التي تسبق العمليات الجراحية. العوامل الوراثية تذهب الدكتورة فران كوجن، إلى أن دولة الإمارات تعد واحدة من بين ستة بلدان تعاني من أعلى نسبة انتشار للسكري في المنطقة، إلى جانب كل من البحرين والكويت ولبنان وعُمان والمملكة العربية السعودية، وأن هناك ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالمرض في الإمارات، حيث تصل إلى 19.2?، ، مقارنة بنسبة 18.7? عام 2009، بحسب تقرير «IDF»، وأن هذه الزيادة في دولة الإمارات تعود إلى أسباب وراثية إلى جانب تناول المواد الغذائية الغنية بالكربوهيدرات وانخفاض مستوى ممارسة الرياضة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني. وتشير الدكتورة كوجن، إلى أهمية التعريف بأنماط السكر الموجودة، وأهمية إدراك المريض وذويه بالفروق الجوهرية بين أنماط المرض، وتقول:«النمط الأول من السكري، يعرف بالسكري الذي يعتمد فيه المريض على الأنسولين، والذي يعتمد أيضاً على المناعة الذاتية للمريض، أما النمط الثاني، فهو ذلك النوع الذي يعرف بأنه يصيب البالغين «سكري البالغين»، ويتم علاجه من خلال العقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم في بداية المرض، حيث تكون هناك حاجة لحقن الأنسولين في حال تقدم المرض. كما يوجد أيضاً أنواع أخرى للسكري، منها «سكري الحمل» الذي قد يصيب المرأة خلال فترة حملها، ومن الممكن أن يتطور إلى النمط 2 الثاني للسكري بعد فترة الحمل». وتضيف الدكتورة كوجن: «هناك كذلك نوع آخر من السكري الذي يصيب الأطفال، حيث يمثل مزيجاً من النمط الأول، والنمط الثاني، لكن لا يسبب أحدهما الآخر. ومن جانب آخر هناك مرض «السكري الدائم» لدى حديثي الولادة الذين تبلغ أعمارهم أقل من عام واحد، وهو مرض نادر الحدوث، وترتبط الإصابة بالمرض لدى الأمهات بالسكري الذي يسببه تناول بعض الأدوية والنوع المرتبط بالتليف المثاني. وعلينا أن نعلم أن تطور النمط الثاني من السكري يرتبط بالجينات الوراثية للعائلة، والحميات الغذائية وممارسة الرياضة، حيث يسود هذا النمط في الشرق الأوسط، ويرتبط العنصر الوراثي بشكل قوي بالإصابة بالنمط الثاني لمرض السكري. الوقاية والعلاج أما بالنسبة للعلاج، توضح الدكتورة كوجن: «يهدف علاج النمط الثاني من السكري إلى الإبقاء على مستويات السكر في الدم قريبة قدر المستطاع من المعدل الطبيعي لها، وينصب التركيز على السيطرة على نسبة السكر في الدم «الجلوكوز» من خلال رصد مستوياته وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحصول على الرعاية الصحية الدورية، وتناول الوجبات الغذائية المنتظمة. ويعتبر علاج السكري لهذا النمط عملية مستمرة ليس فقط للطفل المصاب بل لكافة أفراد العائلة، وعادةً ما يتم السيطرة على النمط الثاني خلال تطبيق نظام غذائي صحي، وفقدان للوزن، والسيطرة عليه، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إلا أن ذلك غير كافٍ، فلابد من استخدام جرعات الأنسولين وغيرها من الأدوية التي يحددها الطبيب المعالج». وتكمل الدكتورة كوجن: «يمكن أن يصاب أفراد أي أسرة وفي أي وقت بالنمط الأول من مرض السكري، فليس هناك أي طرق للوقاية منه، وهناك العديد من البحوث الجارية للتنبؤ بخطر الإصابة بالسكري لدى الأطفال الذين يعاني أحد أفراد أسرتهم المقربون من السكري. أما فيما يتعلق بالوقاية من النمط الثاني، يجب اختيار حمية غذائية متوازنة والإكثار من ممارسة الرياضة». اعتبارات مهمة وتضيف الدكتورة كوجن: «لابد أن يحصل الأطفال المصابون بالنمط الأول من السكري على جرعات أنسولين بشكل يومي بهدف إبقاء مستوى السكر في الدم ضمن المستويات الطبيعية. يتم تحديد نوع من الأدوية من قبل طبيب الطفل وفقاً لعمر الطفل وصحته العامة وسجله المرضي بالإضافة إلى اعتبارات أخرى خاصة بمدى الإصابة بالمرض وحساسية الطفل. من الممكن أن يشتمل العلاج على طعام مناسب وتمارين رياضية محددة وفحص دوري للدم وفحص البول الطبيعي». وتلفت الدكتورة كوجن إلى طريقة التعامل مع مرضى السكري من الأطفال، وتقول: «تعتمد طريقة التعامل مع مرضى السكري على عمر الطفل، حيث لا يمكن للأطفال أحياناً فهم أسباب تؤدي إلى تغيير في نمط حياتهم. قد يشعر الأطفال عند إصابتهم بالنمط الأول من السكري بأنهم يتعرضون للمعاقبة أو أنهم مذنبون أو يشعرون بالخوف من الموت أو العدوانية ضد الوالدين. ونظراً لضرورة حصول الطفل المصاب بمرض السكري من النمط الأول على الرعاية الصحية اللازمة من قبل الوالدين إلا أنه يتوجب عليهم تجنب التفاعل الزائد مع الحالة». من الأعراض المعروفة لمرض السكري هي زيادة التبول وزيادة العطش وبالتالي زيادة تناول السوائل وزيادة الشهية لتناول الطعام. ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور سريعاً، خلال أسابيع أو شهور، في النمط الأول خصوصاً إذا كان المريض طفلاً. وعلى العكس من ذلك فإن تطور الأعراض في النمط الثاني أكثر بطأً وصعب الملاحظة بل ويمكن أن تكون غائبة تماما. ويمكن أن يسبب النمط الأول فقدانا سريعا للوزن ولكنه كبير، على الرغم من أن تناول المرضى للطعام يكون طبيعياً أو حتى زائداً، كما يمكنه أن يسبب خمولا وتعبا مستمرا. وتظهر كل هذه الأعراض ماعدا فقدان الوزن في مرضى النمط الثاني الذين لا يولون المرض الرعاية الكافية. وعندما يرتفع تركيز جلوكوز الدم أعلى من الحد الأقصى لقدرة الكلى، لا تكتمل إعادة امتصاص الجلوكوز في الأنبوب الملتف الداني ويبقى جزء من الجلوكوز في البول ويزيد الضغط الاسموزي للبول ويمنع إعادة امتصاص الماء بواسطة الكلية مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول وبالتالي فقدان سوائل الجسم. ويحل الماء الموجود في خلايا الجسم محل الماء المفقود من الدم وينتج عن ذلك جفاف وعطش. ويسبب ارتفاع تركيز جلوكوز الدم لفترات طويلة إلى امتصاص الجلوكوز مما يؤدي إلى تغيرات في شكل العدسات في العين وينتج عنه تغيرات في الإبصار، ويشكو مرضى السكري عموماً من الرؤية المشوشة ويجب دائماً على المريض مصاب بالنمط الأول من السكري في حالات تغير الإبصار السريع بينما يكون النمط الثاني عادة متدرج في سرعته. معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال تأسس معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال في المركز الوطني لطب الأطفال في واشنطن بمنحة تقدر بـ 150 مليون دولار«355 مليون درهم» قدمتها حكومة أبوظبي، لتحقيق رؤية مشتركة تتمثل في إحداث تقدم طبي ملحوظ وكبير من شأنه توفير نتائج جراحية أكثر أماناً وسلامة بالنسبة للأطفال في مختلف أنحاء العالم. وتأتي هذه المنحة هدية قدمتها حكومة أبوظبي تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». ويعمل معهد الشيخ زايد لتطوير جراحة الأطفال، الذي تأسس في سبتمبر 2009، على إعادة تعريف الأساليب الجراحية الممكنة من خلال الابتكار والأبحاث المتكاملة. ويطبق العلماء والأطباء فـي المعهـد خبراتهم الواسعة في مجالات تخصصاتهم لتحقيق هدف مشترك يتمثل في الحد من العلاج الجراحي، من خلال الجمع بين الأبحاث العلمية والعمل السريري في هذا المجال، ويسعى المعهد إلى تطوير المعرفة والأدوات والأساليب المبتكرة التي ستعود بالخير على صحة الأطفال في مختلف أنحاء العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©