السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطاط يحيل الكلمات إلى لوحات تنبض فناً

خطاط يحيل الكلمات إلى لوحات تنبض فناً
7 أكتوبر 2013 20:57
الخطاط أميد رباني عشق الحرف العربي وسكن وجدانه عندما وجد نفسه منسجماً مع ما تحمله الحروف من دلالات، وما يكتنفها من معان؛ فغاص في بحر الأبجدية، سابحاً في ملكوتها، مفجراً موهبته، وبلغة فنية رائعة وتقنيات متميزة، أحال الكلمات إلى لوحات تنبض ألقاً، وتشع جمالاً. الفن في أعمال الخطاط أميد نشأ من طبيعته العميقة كفنان مارس الرسم في البداية، ولكنه سرعان ما انتقل إلى رحاب الخط العربي لأنه فتح أعماق إبداعه، فضلا عن أن قيمته التي تتجاوز الدلالة الواقعية بمعنى أن للخط العربي قيمة سامية. استطاع رباني أن يفرض نفسه في ساحة الخط العالمي من خلال قوه فنه وأدائه المتميز وبراعته في إخراج الحروف من نطاقها التقليدي وإضفاء مسحة جمالية وصبغة مميزة؛ لذا انتزع الكثير من الجوائز التقديرية. يرى رباني أن «الخط فن يحتاج إلى الموهبة والدراسة والتدريب لتستطيع أن تخلق لنفسك نموذجا وصبغة مميزة تأتي البراعة والإصرار على الإبداع؛ فالخط هو الدرة التي تتوسط عقد الفنون الإسلامية». وما يميز الخط العربي برأي رباني «تلك الدقة التي تميزه عن غيره من الفنون، فضلا عن أن الخط العربي هو أيقونة جمالية احتفظت ببريقها على مر العصور ولا تزيدها السنوات إلا جمالا، وكما تتشرب الريشة الحبر يتشرب الخطاط حب هذا الفن فيغدق عليه بجل موهبته ووقته». ويشير رباني إلى أن الحرف العربي بحد ذاته جميل في بنيانه وتكوينه وانحناءاته وأشكاله وزواياه ونقاطه لذا فهو نفسه محط إلهام للخطاطين، ومحفزا لخيالاتهم لتنهل من معين جماله، فمجرد النظر إلى الحرف ترتسم في مخيلتك آلاف الصور عنه، فيرى الخطاط به ما لا يقوى على رؤيته الآخرين، وهنا تتعانق الموهبة مع جمالية الحرف ليولد الإبداع. واشتهر رباني بخط «النستعليق»، الذي يرى فيه مدرسة جمالية قائمة بذاتها لذا يطلق عليه «عروس الخطوط الإسلامية»، فضلا عن أن آليات النستعليق أقرب للفن والرسم أكثر من الكتابة لذا فالكتابة به لوحة فنية متكاملة العناصر تسبر أسرار الحروف لتكشف عن ما بها من جماليات، كما أنه من أكثر الخطوط نضوجاً، ويحتاج إلى دقة وقوة في التحكم بحركة اليد، كما يبدو وكأن الحروف في النستعليق ترقص برشاقة على سطح الورقة من تباين الإيقاع المختلف وتبادل الانحناءات والامتدادات في الحروف. من وجهة نظره يرى أن الخطاط الناجح هو القادر على خلق تلك التراكيب المختلفة من الحرف الواحد، إلى جانب الدقة وحركة اليد واتزانها والقوة في مواضع من دون غيرها، ورسم الحرف كما تصوره في مخيلته، وكما نقش في قلبه ووجدانه. ويطمح رباني لكتابة المصحف كاملاً بخط يده.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©