الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريم الزعابي: تميزي في دورة تدريبية منحني وظيفة في ألمانيا

ريم الزعابي: تميزي في دورة تدريبية منحني وظيفة في ألمانيا
8 أكتوبر 2013 00:34
سردت ريم الزعابي، مهندسة عمليات بشركة «جلوبل فاوندريز»، قصتها موضحة أنها تهوى اقتحام المهن الصعبة، ومشيرة إلى أن الشيء السهل يمكن للجميع ممارسته، بينما يبقى التميز هو اختيار المجالات العصية على الكل. وأكدت أنها استطاعت كسر حاجز الخوف من اللغة الألمانية، التي درستها، وما زالت تدرسها إلى اليوم. حاجز اللغة وأشارت الزعابي، التي تفاعل الطلبة مع تجربتها خلال منتدى مبادلة للشباب 2013، إلى أن اختيارها لألمانيا كبلد للعمل جاء عقب خوضها دورة تدريبية صيفية في ألمانيا بعد تخرجها في جامعة الإمارات، تخصص هندسة كهرباء سنة 2010، وتميزت إلى جانب 10 طلاب، فعرض عليها مصنع أشباه الموصلات، الذي تدربت فيه وظيفة لديه، فقبلت. وأبدت الزعابي فخرا كبيرا كونها تتصدر المتميزين في شركة عالمية لأشباه الموصلات، موضحة أن مسيرتها وتميزها لم يخل من تحديات. وذكرت الزعابي أنها عانت في بداية مشوارها العملي من حاجز اللغة الألمانية التي طوعتها لتكون إلى جانب زملائها المهندسين الألمان الذين لا يتحدثون لغة أخرى غير لغتهم، وتحدت الصعوبات لتعمل في ميدان ما زال حكرا على الرجال، وقد اعترضتها صعوبات عدة، لكنها استطاعت تجاوزها، وقالت كلمتها وفرضت وجودها، بل كانت توكل لها مهمة الإشراف على تدريب المهندسين في عمل دقته متناهية. وحول فترة تدريبها، قالت «قضينا فترة التدريب الصيفي في جو من العمل الجدي، وخولت لنا هذه التجربة دخول عالم طالما حلمت بمعرفة أشياء كثيرة عنه، بحيث كنت دائمة التساؤل عن سر تصغير أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، وتعلق تفكيري دائما بكيفية صنع هذه الرقائق المتناهية الدقة، وأجابت الدورة الصيفية في ألمانيا عن هذه الهواجس، ولاحظ القيمون على المجموعة شغفي بهذا العمل الذي أتقنته وأعطيت كل ما في وسعي لأظهر جديتي وحبي للعمل، ما ميزني إلى جانب زملائي، وبعد انتهاء الدورة ورجوعي إلى الإمارات اتصلوا بي وعرضوا علي وظيفة، تلقيت التشجيع من أهلي، خاصة من والدتي المعروفة بشغفها وحبها للسفر، التي أكدت أن العمل خارج الدولة والاحتكاك مع مهارات وعقول مختلفة يغني التجربة ويقوي الشخصية، وقبلت العرض ومن هناك بدأت مرحلة أخرى، مرحلة تحدي الصعاب وإثبات الذات». عقبات الاختلاط استطاعت الزعابي أن تكشف عن مهاراتها التي تمتلكها في المجال التقني والعملي، لكن كانت أمامها العديد من الصعوبات، من بينها لغة التواصل، بحيث كان زملاؤها الألمان لا يتكلمون لغة أخرى غير لغتهم، ما شكل لها حاجزا كبيرا في التفاهم معهم، فقررت دراسة اللغة الألمانية، وقضت على مقعد الدراسة 6 أشهر إضافية لامتلاك أسس هذه اللغة، كونت لنفسها رصيدا من الكلمات، وهي اليوم تتابع دراستها للغة الألمانية بالمستوى الثاني، وبدأت العمل الذي عرف تفاعلات كبيرة في بيئته إن الألمان لا يتكلمون إلا لغتهم، لكنهم يحترمون كل متشبث بدينه وقيمه. وأوضحت «كنت إلى جانب زميلاتي نتحرك باللباس الشرعي (الحجاب) وملتزمين بقيمنا، فاستطعنا انتزاع احترامهم، إلى جانب حبنا للعمل، ومن الأفكار التي كانت راسخة لديهم واستطعنا تغييرها، وهي أننا شعب مدلل ونفتقد إلى مهارات خاصة في جانب كأشباه الموصلات التي تحتاج إلى أيدٍ ماهرة عالية الخبرة، فكيف لبنات اقتحام هذا المجال العصي على الرجال أنفسهم؟ لكن لمسوا عزمنا على التعلم وقدرتنا على استيعاب المعلومات بسرعة، وبعد فترة وجيزة اتضح لهم جوانب قوتنا وسرعة استيعابنا». وبعد فترة وجيزة من العمل استطاعت الزعابي إثبات وجودها، وإضافة مسؤولية التدريب إلى جانب مهامها. قالت «لاحظوا إصراري على التعلم وطريقة أسئلتي وقدرتي على استيعاب المعلومات، فأوكلوا لي مهمة تدريب المهندسين الجدد، والمهندسين من مصانع أخرى عالمية، وكان فريق عملنا ثلاثة يضم مهندسين فقط، وكنت أتلقى التشجيع الدائم من مديري الذي كان يثني على أداء عملي، مؤكدا أنني أفضل المهندسين في المجموعة، حيث كنت أتعلم منهم ويتعلمون مني ونتبادل الخبرات، ومن طبعي أبحث عن الجديد وأطرح الأسئلة». حول هندسة الكهرباء وأشباه الموصلات والصعوبات التي تعترض هذا المجال، أكدت أنها تهوى المجالات الصعبة. وأضافت «استمتعت بعملي في شركة «جلوبل فاوندريز»، التي شكلت جزءا من تطورها، وساهمت في نجاح بعض أعمالها، حيث وضعت في مكان القرار في بعض الأحيان، ما أوجب عليَّ اتخاذ قرارات حاسمة، خاصة عندما كنا نعمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحيث كنت أشعر بأنني تحت ضغط كبير، خاصة عندما يتوجب عليَّ الحسم في قرار معين، قد يساهم في خسارة الشركة أو قد يتسبب في خسارتها، ما توجب عليَّ توخي الحذر عند اتخاذ القرار بتشغيل بعض الأجهزة، فقد يتسبب تشغيل جهاز معين أو إيقافه في خسائر الملايين للشركة، وبالتالي فالموظف أو المسؤول يشكل جزءاً من الربح». وأوضحت الزعابي أن عملها يحتم عليها أحيانا العمل 12 ساعة متواصلة، لافتة إلى أنها تستقل المواصلات العامة بعد إنهاء عملها، ثم تتوجه لمكان سكنها وتبدأ تجهيز ما تحتاجه من طعام، وتعلمت الطبخ بعد التحاقي بالعمل في ألمانيا لنتجنب أكل المطاعم، ونتأكد من أننا أكلنا حلالا، وعلمتني هذه التجربة الاعتماد على النفس، وكونت صداقات جديدة من حول العالم، وكنت سعيدة بالرد على استفسارات كل شخص يتساءل عن بلدي الإمارات، وكنت فخورة بسرد قصص نجاحي ونجاحات أبنائي. وقالت الزعابي إن العمل في مصنع أشباه الموصلات يشبه العمل في غرفة العمليات، لافتة إلى أن أرضه لا تستحمل ذرة غبار. وأوضحت الزعابي، التي كانت تنوي دراسة الطب ثم حولت إلى دراسة الهندسة، أن العلامات ليست معيارا للنجاح، بينما حب العمل والتوجه الصحيح لما يرغب فيه الشخص هو من يخلق الفرق. وأشارت إلى أنها تنوي قبول عرض مديرة برنامج تقود من خلاله مجموعة من المهندسين، الذي قُدم لها من طرف الشركة التي عملت بها في ألمانيا لتحقيق المزيد من الخبرات والتطور في مجال أشباه الموصلات. شركة طموحة أُسست «جلوبل فاوندريز» عام 2009، وكان إنشاؤها ثمرة لشراكة ربطت بين «آتيك» وشركة «إيه.إم.دي» العالميّة. وفي فترة وجيزة بعد تأسيسها، بدأت «جلوبل فاوندريز» بالتوسّع، لتخطو خطوات سريعة نحو تحقيق هدفها الطموح، وكانت بداية ذلك باستحواذها على شركة «تشارترد» السنغافوريّة، المتخصصة في تصنيع أشباه الموصلات. في الوقت الحاليّ، باتت «جلوبل فاوندريز» تملك ثماني منشآت لتصنيع أشباه الموصلات، منها ست منشآت في سنغافورة، ومنشأة في مدينة دريزدن الألمانيّة، ومنشأة في ولاية نيويورك الأميركيّة. وتتضمن شبكة مصانع «جلوبل فاوندريز» ما يصل إلى 184 ألف متر مربع من المساحات المخصصة لما يسمى «الحجرات النظيفة»، وهي من الضرورات الحتميّة في تصنيع أشباه الموصلات وسبك الشرائح الكمبيوتريّة. عبر هذه الشبكة من المنشآت والمسابك، تمكنت الشركة في عام 2011 من إنتاج ما يزيد على 4,5 مليون رقاقة (الرقائق هي قطع شبيهة بالأقراص، تسمى «ويفر» بالإنجليزيّة، ترصف عليها ملايين من أشباه الموصلات، ثم تقتطع منها الشرائح الإلكترونيّة المنفردة). عبر منشآتها ومسابكها المتعددة، والمنتشرة في أرجاء مختلفة من العالم، تتمكن «جلوبل فاوندريز» من تلبية حاجة الأسواق العالميّة للتقنيات المتطورة، وتتمكن من إنتاج الشرائح بكميات عالية تواكب الطلب المتزايد. وعلى الرغم من أنّ إنتاج الشرائح الإلكترونيّة واقتطاعها من رقائق الويفر يؤدي دائماً لحصيلة غير كاملة، بحيث تكون نسبة معيّنة من الشرائح مهدرة وغير مجدية، إلا أنّ مصانع «جلوبل فاوندريز» حققت ريادة في هذا المجال؛ إذ أنّ حصيلتها الإنتاجيّة أعلى من أيّ مصانع أخرى لسبك الشرائح الإلكترونيّة في العالم. وبفضل جودة إنتاجها وسرعة تسليمها، فإنّ «جلوبل فاوندريز» اليوم تخدم أكثر من 150 عميلاً من كبريات الشركات العاملة في قطاع التكنولوجيا، بما فيها الشركات العشرون الأولى عالميّاً في مجال تصميم الدوائر الإلكترونيّة المتكاملة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©