الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غلاء الأسعار لم يمنع المصريين من شراء الأضاحي

غلاء الأسعار لم يمنع المصريين من شراء الأضاحي
7 أكتوبر 2013 20:59
يبدو عيد الأضحى في مصر هذه السنة استثنائيا بكل المقاييس، نظراً لموجة الغلاء الهائلة التي تجتاح أسعار مختلف المواد الغذائية في ظل ظرف صعب للغاية تمر به البلاد، جراء الأزمة التي تشهدها منذ يوم 30 يونيو الماضي، وما ترتب عليه من أحداث أثرت بالسلب على اقتصاد البلاد، ناهيك عن تلاحم المواسم مع بعضها من رمضان لعيد الفطر ثم موسم المدارس وانتهاء بعيد الأضحى، الأمر الذي أدى لزيادة العبء على كاهل غالبية الأسر بالإضافة إلى الزيادة المتلاحقة التي تشهدها أسعار معظم السلع في الفترة الماضية، إلا أن كل هذا لم يمنع المصريين من الحفاظ على عاداتهم باستقبال العيد. استهلاك مصر من الأضاحي يبلغ 7 ملايين رأس ماشية ينتج محليا منها نحو 60 في المئة يتم تربيتها في الريف ويتم استيراد بقية احتياجات السوق، حسبما يقول الدكتور يوسف ممدوح رئيس إدارة الحجر البيطري بوزارة الزراعة، فقد قامت مصر أخيرا باستيراد 11 ألف رأس من الأبقار من إثيوبيا والبرازيل و 6 آلاف عجل جاموسي وبقري من السودان والمجر إلى جانب 65 ألف جمل من جيبوتي والسودان، بالإضافة إلى استيراد نحو 950 ألف طن من اللحوم المجمدة والمبردة والكبد والكلاوي من البرازيل، ونيوزيلندا، وأميركا، وأستراليا، وكندا. أعباء مالية الراصد لما يموج به الشارع المصري في الفترة الحالية يكتشف أنه وبالرغم من كميات اللحوم الحية والمجمدة التي دخلت البلاد، فإن هناك من وجد صعوبة في شراء أضحية العيد بسبب تداخل المواسم وكثرة الأعباء المالية على الأسر، وهو ما يشير إليه عادل أبوالعلا (42 سنة) موظف قائلا: لن أضحي هذا العام لأن الأسعار مرتفعة للغاية فلم أنتهي بعد من سداد قروض حصلت عليها من أصدقائي للوفاء بمستلزمات بداية العام الدراسي لأطفالي الأربعة وكذلك التعاقد على الدروس الخصوصية إلى جانب الزيادة المتتالية في أسعار غالبية المواد الغذائية مما أثر بصورة كبيرة على نظرتنا للأساسيات التي نريدها وما يمكننا الاستغناء عنه هذا العام لحين تحسن الأحوال المالية، لافتاً إلى أنه اعتاد في السنوات السابقة التضحية بماعز ولكن هذا العام ثمنها من الصعب تدبيره ولهذا قرر اللجوء إلى الجزار لشراء بضعة كيلوجرامات من اللحوم.  الأسعار «نار» وقال عبدالغني سلامة (50 سنة)، تاجر فاكهة: أسعار الأضاحي «نار» هذا العام، فثمن الخروف متوسط الحجم نحو 3 آلاف جنيه والماعز 2000 جنيه بينما العجل الجاموسي أو البقري أقل من 300 كيلوجرام يتراوح ثمنه من 8-10 آلاف جنيه والجمل البعرور أي صغير السن يباع في المتوسط بـ 7 آلاف جنيه وتتضاعف الأسعار كلما زاد الحجم و»كل عام أشتري خروفا أما هذا العام فقد اشتريت الماعز بـ 1800 جنيه وهو مبلغ يتناسب مع ميزانية الأسرة والطقوس المصاحبة لعملية الذبح والسلخ فوق سطح المنزل وحرص الأطفال على حضورها تنسي الفرد هذا الجنون في الأسعار وتدخل على أسرته بهجة العيد.  وقالت نادية عبدالمنعم «موظفة»: أتعاون مع زوجي على إدخار ثمن الأضحية من العام للعام كي ندخل على نفوس أطفالنا الثلاثة فرحة العيد خاصة وإنهم ينتظرون بفارغ الصبر مشاهدة عملية الذبح وتقطيع اللحم ويحلو لهم اللهو برأس الخروف وأرجله قبل أن يتم طهوها. تشارك الأسر وإذا كانت بعض الأسر المصرية تواجه صعوبات حادة في تدبير نفقات أضحية العيد، فإن أسراً أخرى بدت مهتمة بشراء عجل أو جمل بمقابل مالي يزيد لأكثر من الضعف على ثمن الخروف، وهي ظاهرة برزت في السنوات الأخيرة الهدف منها أن تشارك أكثر من أسرة في شراء الأضحية الواحدة لتقليل تكلفتها ونيل الثواب ومن ثم توزيع لحومها بينهم بعد الاتفاق على توزيع جانب من اللحم على الفقراء، وهو ما يشير إليه جمال عبدربه (53 سنة)، والذي يتشارك مع ثلاثة من أقاربه في شراء جمل من سوق إمبابة كأضحية لهذا العام. وقال إنه لجا إلى هذه الحيلة هذا العام لمواجهة غلاء أسعار الأضاحي بعدما وصل سعر الخروف المتوسط الحجم إلى 3 آلاف جنيه بينما سعر الجمل 12 ألف جنيه ويحصل على نصيب من اللحم أكثر من ذبح الخروف ويتم تقسيم المبلغ على الشركاء الأربعة.  أما خالد رزق تاجر أدوات كهربائية (41 سنة)، فيقول إنه قرر أن يضحي هذا العام ببقرة بلغ وزنها 550 كيلوجراما وقد اشترك مع خمسة من أصدقائه في دفع ثمنها 14 ألف جنيه، ويرى أن الأسعار مرتفعة هذا العام كثيرا.  تأثر حركة البيع في حين، أكد محمود الشاهد (39 سنة)، ميكانيكي، أنه لا يزال يحرص على التردد على سوق إمبابة لبيع الماشية كلما اقترب عيد الأضحى لشراء خروف بسعر مناسب.  وقال: أفضل دوما شراء الأضاحي من السوق رغم أن الحي الذي أسكنه فيه شوادر بيع الخراف ولكن في السوق أستطيع الاختيار من بين مئات أنواع الماشية بما يتناسب مع مقدرتي المالية كما أن غالبية تجار السوق هنا قادمون من صعيد مصر وأنا أثق بتربيتهم للماشية من دون غش أو تدليس، والبيع يتم بلا وسيط أو تدخل للمضاربين والأسعار تقل عن مثيلاتها من الماشية التي تباع في الشوادر. وقال سعيد الإسواني (60 سنة) تاجر خراف: موسم عيد الأضحى مختلف هذا العام عن أي عام آخر فالناس أحجموا عن الشراء بدعوى غلاء الأسعار وقلة الرواتب والتجار لا يستطيعون أن يخفضوا الأسعار بسبب ارتفاع سعر العلف، وبالتالي حركة البيع تأثرت بشدة. الخروف المستورد وأضاف الشاهد، أن الأحداث التي تمر بها البلاد وفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال ليلاً ساهمت أيضا في ارتفاع أسعار سوق الأضاحي من 3- 5 جنيهات في الكيلو بالنسبة للخراف الحية و7- 10 جنيهات بالنسبة للمذبوحة مقارنة بما كانت عليه في العام الماضي. لافتاً إلى عدم وجود اختلاف كبير في أسعار الخراف البلدي والمستوردة فكلاهما يتراوح سعر الكيلو للخراف الحية قبل الذبح بين 32 و37 جنيها إلا أن الخروف البلدي يكثر الطلب عليه ويستحوذ على رغبات غالبية المستهلكين لاسيما نوع الدرناوي الوارد من محافظة مرسى مطروح.  وشدد على أن الخروف المستورد له زبونه أيضاً حيث يكثر اللحم فيه ويثق بعض المستهلكين بنوعية لحمه ولاسيما المستورد من دول كالسودان وتزداد مبيعاته في الأحياء الشعبية بالقاهرة، وارتفاع الأسعار لم يمنع زبائن مقتدرين على حجز أكثر من أضحية ودفع الثمن مقدما مع التوصية بأن نظل نرعاها حتى ليلة العيد إلى أن يحضر مع أسرته لمشاهدة عملية الذبح.  من مظاهر استقبال العيد بعيدا عن شكاوى غلاء الأسعار تنتشر في قرى ومدن مصر مظاهر استقبال عيد الأضحى، أبرزها تلك المتعلقة بحرص ربات البيوت على تخزين بعض المواد الغذائية لأيام العيد كالأرز والبهارات لطهو وجبتي الفتة باللحم الضان و»الكوارع» الشهيرتين والحاضرتين بقوة على موائد أغلب العائلات المصرية خلال أيام عيد الأضحى. وهناك مظاهر تتعلق بانتشار شوادر متخصصة في بيع الماشية في الشوارع والميادين لاسيما في المناطق الشعبية وما يصاحب ذلك من مواقف طريفة تتعلق بعمليات تحميل الأضاحي في السيارات المكشوفة من أماكن التربية إلى شادر البيع، إذ تجري مطاردات من قبل بائعين أو مشترين مع مواشيهم للقبض عليها ومنعها من الهرب.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©