الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأمراض «السيكوسوماتية» علاقة معتلة للشخص مع ذاته

الأمراض «السيكوسوماتية» علاقة معتلة للشخص مع ذاته
7 أكتوبر 2013 21:01
أبوظبي (الاتحاد) - إذا كانت البيئة عاملاً مساعدا لكثير من الأمراض، فمما لا شك فيه أن الإنسان هو المسؤول الأول عن أكثر الأمراض التي هي من صنع يديه، أو نتيجة لكثير من سلوكياته السلبية، أونتيجة علاقاته الخاطئة مع ذاته ومع الآخرين، ومع الحياة من حوله. كثير من خبراء الطب النفسي يرجعون أسباب أمراض فسيولوجية عديدة إلى نمط الحياة التي يعيشه الإنسان، مما تعتبر من أهم مسببات الأمراض النفسية والجسمية. لقد أصبحت الحياة التي نعيشها الآن سلسلة طويلة من الأزمات والصراعات والتوترات التي تسبب ضغوطاً رهيبة على الإنسان، حتى أصبحت أخبار الحروب والمنازعات والصراعات والقلاقل والنزاعات مشهداً شائعا ً وسائداً في حياتنا اليومية، فضلاً عما يواجه الإنسان من ضغوط الحياة والعمل والمشاكل الأسرية ومتطلباتها. الدكتور محسن خليل، أخصائي الطب النفسي، يوضح العلاقة بين الضغوط اليومية، وحدوث الأمراض العضوية، ويقول:« كثيراً ما يلتبس الأمر عند البعض في الخلط بين المشاكل المختلفة والضغوط اليومية، فالضغوط تتسبب في حدوث استجابة فسيولوجية ترتبط بعملية التكيف، حيث إن الجسم يبذل مجهودًا لكي يتكيف مع الظروف الداخلية والخارجية محدثًا نمطًا من الاستجابات التي تحدث سرورًا أو ألمًا، وقد تكون هذه التغيرات مؤلمة، وتختلف من شخص إلى آخر تبعاً لتكوين شخصيته وخصائصه النفسية التي تميزه عن الآخرين. فمشكلة المرور مثلا ظاهرة نراها ونلمسها يوميا في انتقالاتنا، وتحتاج حلولا للحد منها، لكنها تسبب لدينا توترا وضغوطا نفسية وعصبية قد تسبب لنا الوقوع في الخطأ والحوادث، أي أن الضغوط تنتج عن مشكلة ما، أو عدة مشاكل». انعكاسات أما عن الانعكاسات والتأثيرات السلبية المرضية التي تسببها الضغوط النفسية والاجتماعية، يقول الدكتور خليل: «هذه الانعكاسات أو التأثيرات تعرف أو تندرج تحت مسمى «الأمراض النفس جسمية»، أو «الأمراض السيكوسوماتية»، وفي مقدمتها أمراض الغدة الدرقية، التي تنتشر بين النساء أكثر من الرجال بشكل ملحوظ نظراً لرهافة إحساس الأنثى مقارنة بالرجل، كذلك أمراض الجهاز الهضمي حيث تسبب الضغوط اليومية تنشيطاً للعصب الحائر الموجودة نواته ملاصقة لمركز الانفعالات في مخ الإنسان، مما ينتج عنه زيادة في إفرازات الجهاز الهضمي وخاصة عصارة المعدة، مما يؤدي أيضاً إلى زيادة حركة الجهاز الهضمي مما يسبب وجود تقرحات في المعدة والاثنى عشر، كما أن زيادة هذه الإفرازات في الغدة الدرقية تسبب حالة ضاغطة على الجهاز الدوري والقلب، مما ينتج عنها ارتفاع في ضغط الدم، وحدوث حالات الذبحة الصدرية، أو الجلطة الدموية القلبية، والتي تظهر بصورة متزايدة عند الرجال أكثر من النساء، فضلاً عما تسببه من قلق وتوتر ينتج عنه الشعور المستمر بعدم الراحة والإحساس الدائم بالتعب والإرهاق، والرغبة الدائمة في النوم، وهي أحد مظاهر الاكتئاب الخفي «المبكر» كرد فعل طبيعي لما يتعرض له الشخص من ضغوط مختلفة الأسباب، كذلك تسبب اضطراب أو اختلال النوم، وعدم الاستمتاع به، مما يسبب الإرهاق الدائم، وقد تظهر أعراض الضغوط الحياتية في شكل «زغللة بصرية»، أو باختلال التوازن وعدم الراحة أو التركيز، واضطراب الأكل والشهية، والشعور بالقلق بما يفقد الإنسان القدرة على الاستمتاع بالحياة والوقت والأشياء، ومن ثم يشعر بعدم الرضا المستمر وهي حالة ضاغطة على الحالة المزاجية والنفسية، ويشعر معها الشخص أنه يدور في حلقة مفرغة، ولا ننسى تأثير الضغوط من جانب آخر على المرأة الحامل التي يمثل لها الحمل سبباً ضاغطاً في حد ذاته، وإذا أضيفت إليها ضغوط أخرى متعددة الأسباب، فإن الانعكاسات تؤثر على جميع الأجهزة، وتزيد المرأة الحامل من الإحساس بالقلق والتوتر والخوف، وقد تتعـرض لتأثيــرات جانبية عديدة أخرى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©