الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات تطالب مجلس الأمن بوقف جرائم صالح

12 أكتوبر 2011 00:49
(صنعاء- نيويورك) - طالب عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الثلاثاء، بالعاصمة صنعاء ومدن يمنية، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليته إزاء ما وصفوها بـ”جرائم” الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يتعرض لضغوط دولية وإقليمية من أجل التنحي، لإنهاء الأزمة المتفاقمة في بلاده منذ مطلع العام الجاري. وجابت تظاهرة حاشدة لآلاف المعتصمين في مخيم الاحتجاج الرئيسي بصنعاء، عددا من الشوارع الواقعة في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات العسكرية المنشقة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع. وردد المتظاهرون، الذين حملوا الأعلام الوطنية وصور الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم الحمدي، والثائر الأرجنتيني تشي جيفارا: “لن نرتاح لن نرتاح حتى يحاكم السفاح”، “ثورة ثورة حتى النصر.. لن يبقى فاسد في القصر”، و”اسمع وافهم يا نظام.. حصلنا نوبل للسلام”، في إشارة إلى الناشطة المعارضة توكل كرمان التي حازت، الجمعة الماضي، على جائزة “نوبل” للسلام مقاسمة مع رئيسة ليبيريا الين سيرليف، والناشطة الليبيرية ليما غبويي. وقال المتظاهر بسام صريم، لـ(الاتحاد): “خرجنا للتظاهر من أجل دعوة المجتمع الدولي إلى التعامل بإيجابية مع مطالب الشعب اليمني في التغيير نحو الأفضل”، مضيفا: “نريد من مجلس الأمن اتخاذ قرارات حازمة بشأن علي عبدالله صالح”. وقد جابت مسيرات احتجاجية مماثلة، أمس الثلاثاء، عددا من المدن اليمنية، للتأكيد على أوحدية المطالب الشبابية بإسقاط النظام الحاكم. وقال عضو بالمركز الإعلامي لما يسمى بـ”شباب الثورة اليمنية”، لـ«الاتحاد» إن المحتجين الشباب يطالبون “الأشقاء والأصدقاء” بذل “المزيد من الضغوط على نظام صالح لحقن دماء اليمنيين”. وأشار عارف أبوحاتم إلى ضرورة أن يوقف المجتمع الدولي “ألاعيب صالح ومراوغاته بالضغط عليه من خلال تجميد أرصدته المالية ورموز نظامه، وإحالة ملف جرائمه إلى محكمة الجنايات الدولية، وإيقاف صفقات بيع الأسلحة” لليمن. وقال: “مرت تسعة أشهر على اندلاع الثورة، وسيل الدماء لم يتوقف والقتل بالعشرات، والحياة معطلة”. وكان دبلوماسيون أعلنوا، الاثنين، أن مجلس الأمن الدولي يأمل في اعتماد قرار بشأن اليمن بحلول الأسبوع القادم يعبر عن التأييد للوسطاء الخليجيين الذين حثوا الرئيس علي عبد الله صالح على تسليم السلطة. ورفض صالح، ثلاث مرات، التوقيع على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة في بلاده، والتي رعت تحقيق انتقال سلس وسلمي للسلطة في هذا البلد. وتضع بريطانيا مشروع قرار بشأن اليمن بالتشاور مع فرنسا والولايات المتحدة وتعتزم توزيعه على بقية أعضاء المجلس عقب جلسة مغلقة الثلاثاء. وقال دبلوماسيون في نيويورك إن من غير المرجح أن تعترض روسيا والصين على صدور قرار بشأن اليمن. وقال دبلوماسي غربي لرويترز مشترطا عدم الإفصاح عن اسمه “نود التصويت على مشروع القرار هذا الأسبوع إذا سارت الأمور بطريقة مثالية”. وقال دبلوماسي آخر إن من المرجح إجراء التصويت في نهاية الأسبوع أو أوائل الأسبوع القادم. ومن المقرر أن يطلع مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، الثلاثاء، على الوضع في اليمن الذي غادره في وقت سابق هذا الشهر بعد أن حاول دون جدوى على مدى أسبوعين الوساطة بين حكومة صالح والمعارضة. ويأتي اجتماع المجلس بشأن اليمن بعد أن لمح صالح يوم السبت إلى انه سيتنحى خلال أيام وهو وعد سبق أن قدمه ثلاث مرات هذا العام. وعبر محللون ودبلوماسيون في الأمم المتحدة عن اعتقادهم أن هذا مجرد خطوة أخرى للمماطلة من جانب صالح. وقال الدبلوماسيون إن القرار سيعبر عن التأييد للمبادرة الخليجية التي تدعو صالح إلى تشكيل حكومة تقودها المعارضة وتسليم السلطة إلى نائبه قبل إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة. وفي صنعاء، التقى أمس الثلاثاء، نائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي، السفير الأميركي جيرالد فايرساين، وبحث معه “الجهود الهادفة لإخراج اليمن من هذا المأزق الخطير”. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، أن هادي حذر من أي تداعيات “سلبية” بخصوص الأزمة اليمنية الراهنة، معتبرا أن نتائجها لا تصب “في صالح أحد سواء في السلطة أو المعارضة”، وإنما تهدد “حياة الناس ومعيشتهم”. وقال نائب الرئيس اليمني إن “الجميع مسؤول بصورة كاملة عن هذه التداعيات”، مؤكدا استمرار “المساعي الحثيثة من أجل الخروج الآمن والديمقراطي” للبلاد من أزمتها المستعصية. وأوضح أنه قد “تم قطع شوط كبير في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية، والتفاهم حول الآلية المزمنة لها وبما يمكن من الحفاظ على النهج الديمقراطي بصورة سليمة”، معبرا عن تقديره لمساعدة الولايات المتحدة “من أجل الحفاظ على النهج الديمقراطي باعتباره الطريق الوحيد للنهوض الاجتماعي وإحداث التغيير نحو التطور بكل صوره ومناحيه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©