الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«طوارئ» في سيناء وإغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى

26 أكتوبر 2014 12:03
القاهرة (وكالات) أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، وجود دعم خارجي للاعتداءات الإرهابية ضد الجيش في سيناء التي أسفرت عن سقوط 33 قتيلاً و31 جريحاً أمس الأول، مؤكداً أن المعركة مستمرة ولن تنتهي خلال يومين، معلناً إجراءات سيتم البدء بها على الحدود مع قطاع غزة الذي شهد إغلاق معبر رفح إلى أجل غير مسمى، بالتزامن مع بدء القوات المسلحة وسط حالة حداد عام لـ3 أيام تنتهي غداً الاثنين، تطبيق قرار مجلس الدفاع الوطني بفرض حالة طوارئ في منطقة واسعة شمال ووسط شبه الجزيرة، تشمل حظر التجول من الساعة الخامسة مساء إلى الساعة السابعة صباحاً ولمدة 3 أشهر. وقال السيسي الذي تقدم تشييع شهداء الجيش بجنازة مهيبة في مطار ألماظة العسكري بمشاركة رئيس الوزراء إبراهيم محلب، والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، كما ترأس اجتماعين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني «العملية وراءها دعم خارجي.. هناك دعم خارجي تم تقديمه لتنفيذ العملية ضد جيش مصر بهذا الشكل»، وأضاف من دون تحديد أي جهة «الهجوم هدفه كسر إرادة مصر والمصريين.. هدفه كسر إرادة الجيش باعتباره عمود مصر». وتابع قائلاً «مشكلة رفح والمنطقة الحدودية بيننا وبين قطاع غزة لا بد أن يتخذ فيها إجراءات لإنهاء المشكلة من جذورها، وهناك إجراءات كثيرة ستؤخذ بشأنها خلال الفترة المقبلة». وطالب السيسي المصريين بأن ينتبهوا لما يحاك ضدهم، وقال «لا نريد أن نهتز.. هؤلاء الشهداء سقطوا كي تبقى مصر التي تقود حرباً من أجل الوجود، وهذا معناه أن يكون المصريون على قلب رجل واحد»، وأضاف «نحزن نعم ولكن يجب أن نعرف أبعاد ما يحدث»، لافتاً إلى أن مكافحة الإرهاب في سيناء مستمرة منذ شهور وقد أسفرت عن مقتل المئات من الإرهابيين، ولولا ذلك لتحولت المنطقة إلى كتلة من الإرهاب كان سيكون من الصعب التعامل معها. وأضاف «المعركة في سيناء ممتدة ولن تنتهي خلال يومين، والشعب يقف مع جيشه وشرطته، ولكن الخطر الحقيقي أن يتدخل أحد بينهما، ولن يستطيع..نحن نتحرك لإعادة الدولة المصرية إلى مكانتها، وهذا ليس سهلاً». وإذ لم يحدد السيسي الإجراءات المتوقعة على حدود قطاع غزة، كشف موقع «اليوم السابع» «أن هذه الإجراءات المنتظر إعلانها خلال أيام، تشمل إقامة منطقة عازلة بين الشريط الفاصل للأراضي المصرية والقطاع، قد يصل عمقه بين 1500 إلى 3000 متر، لإفشال أي محاولة إرهابية للتسلل عبر الأنفاق». وأضافت «أن القوات المسلحة سوف تبدأ عمليات واسعة لتطهير المنطقة الحدودية من الأنفاق بشكل نهائي، وسوف تزيل كافة المنشآت والمباني والمزارع الموجودة على جانب الشريط الحدودي، من أجل تحقيق السيطرة الكاملة على المنطقة. وأضافت أن المنطقة العازلة قد تمتد إلى مسافة 14 كيلو متراً مربعاً، أي ما يساوي طول الشريط الحدودي بين مصر والقطاع، إضافة إلى تكثيف القوات البحرية دورياتها على ساحل البحر المتوسط لمنع أي دعم قادم إلى الجماعات الإرهابية من البحر المتوسط، وقطع كافة الإمدادات والاتصالات بينها وبين الجهات الدولية الممولة للإرهاب في سيناء. وكانت الرئاسة المصرية أكدت في بيان مصادقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال اجتماع برئاسة السيسي استمر أكثر من 3 ساعات على خطة لمجابهة الإرهاب في سيناء تبناها مجلس الدفاع الوطني تتضمن فرض حالة الطوارئ في المنطقة المحددة شرقا من تل رفح مروراً بخط الحدود الدولية وحتى العوجة، وغرباً من غرب العريش حتى جبل الحلال، وشمالا من غرب العريش مروراً بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية في رفح وجنوبا من جبل الحلال وحتى العوجة على خط الحدود الدولية، إضافة إلى حظر التجول من الخامسة مساء وحتى السابعة صباحاً لمدة 3 أشهر تحت طائلة عقوبة السجن لأي مخالف للقانون. وكلف السيسي الذي أعلن الحداد العام 3 أيام، رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المدنيين الموجودين داخل المنطقة المحددة بحالة الطوارئ. وأعلن بيان الرئاسة عن تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة، دراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة واستخلاص الدروس المستفادة التي من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بجميع صوره في سائر أنحاء مصر. ونقلت عن المجلس الأعلى عزمه استئصال الإرهاب الغاشم من سيناء، وتشديده على أن الأعمال الإرهابية لن تزيد مصر بشعبها وجيشها إلا إصراراً على اقتلاع جذور الإرهاب. إلى ذلك، نشرت القوات المصرية حواجز أمنية في الشارع الرئيسي في الشيخ زويد التي تحولت إلى ما يشبه مدينة أشباح بعد أن لزم السكان منازلهم، في ظل تطبيق حالة الطوارئ وأيضاً حظر التجول المعلن لـ3 أشهر من الخامسة مساء وحتى السابعة صباحاً في قسم من شمال ووسط سيناء. وأفادت مصادر أمنية أن مروحيات الأباتشي قصفت مواقع يشتبه أنها لجماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية، مما أسفر عن مقتل 8 متشددين على الأقل. وإذ لم تعلن أي جهة رسمية بعد تفاصيل الهجوم الإرهابي الجمعة، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. قالت مصادر أمنية «إن انتحاريا يقود سيارة مفخخة محملة بكميات ضخمة من مواد شديدة الانفجار هاجم حاجزاً للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب العريش، مما أدى إلى نسفه بشكل كامل ومقتل 30 جنديا على الأقل وإصابة 31 آخرين بجروح». وأضافت أنه بعد ساعات على الهجوم الأول، قتل ضابط وجنديان في هجوم منفصل على حاجز أمني في منطقة الطويل جنوب العريش. وقالت مصادر طبية لـ«رويترز»، إن أفراد الطواقم الطبية العاملة في مستشفيات بالمحافظة نقلوا إلى المستشفى العسكري بالعريش للمساعدة في علاج المصابين في كرم القواديس. وذكرت وكالة أنباء الشرق ألأوسط أن طائرات هليكوبتر نقلت المصابين وجثث القتلى إلى القاهرة، وأضافت «أن السلطات قرت إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة حتى إشعار آخر». ودان الأزهر الشريف العمليات الإرهابية في سيناء.. وأكد أن أرواح شهداء الواجب الوطني لن تذهب سدى، مطالباً السلطات وأجهزة الدولة المعنية بضرورة تعقب الجناة خونة الدين والوطن وتقديمهم للعدالة الناجزة. وأكد أن هذه الأعمال الإرهابية لن تنال من العزيمة، وأن مصر سائرة نحو بر الأمان، وستصل حتماً إلى بغيتها من العيش الآمن والسلام بين أبنائها. وشدد على أن مصر كلها بشعبها وقيادتها وأزهرها تقف خلف قواتها المسلحة والشرطة في حماية الوطن والدفاع عنه ضد البغاة والمارقين. وأكدت القوى الوطنية أهمية خطاب السيسي، مطالبة إياه باتخاذ ما يراه من إجراءات على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بما يضمن حماية الأمن القومي. وأعلنت القوى المدنية تأييدها ودعمها الكامل لقرارات مجلس الدفاع الوطني في حربه ضد الإرهاب بسيناء، معتبرة أن ما شهدته العريش، معركة حقيقية تتطلب مساندة الجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©