وصل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ظهر أمس إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا في زيارة تستغرق أربعة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين الإندونيسيين وهى المحطة الثانية والأخيرة في اطار جولته الآسيوية التي يقوم بها سموه إلى كل من سنغافوره وإندونيسيا بهدف تعزيز التعاون الثنائي معهما في جميع المجالات·
ويبحث سموه مع المسؤولين الإندونيسيين تطوير العلاقات المشتركة بين البلدين في مختلف الميادين، وكذلك العديد من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية·
وكان في استقبال سموه بالمطار معالي تريونو ويبوو مساعد وزير خارجية جمهورية إندونيسيا ومعالي علوي شهاب مبعوث الرئيس الأندونيسي لمنطقة الشرق الأوسط ولطفي رؤوف مدير مراسم الدولة، ويوسف راشد الشرهان سفير الدولة لدى جاكرتا وأعضاء السفارة·
ويرافق سمو نائب رئيس مجلس الوزراء في الزيارة وفد رفيع المستوى يضم الشيخ محمد بن نهيان بن مبارك آل نهيان، والسفير سلطان بن خلفان الرميثي رئيس ديوان سمو الشيخ حمدان بن زايد، والمهندس صلاح سالم الشامسي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة، ويونس حاجي خوري وكيل وزارة المالية، وعبدالله آل صالح وكيل وزارة التجارة الخارجية، واللواء فارس المزروعي رئيس هيئة الإمداد بالقوات المسلحة، وظافر سمحي الأحبابي المستشار الخاص لســمو الشـــيخ حمـــدان بـــــن زايد آل نهيان، وسلطان راشد المطروشي القائم بأعمال المدير التنفيذي للشؤون الفنية والتعاون الدولي بوزارة العدل، والسفير أحمد عبدالله المصلي مدير إدارة الشؤون الآسيوية والأفريقية بوزراة الخارجية، ويوسف راشد الشرهان سفير الدولة لدى إندونيسيا، وخالد غانم الغيث مدير إدارة الشؤون الاقتصادية والتعاون الدولي بوزارة الخارجية، وعلي بن حرمل الظاهري رئيس المجلس التنفيذي لجامعة أبوظبي العضو المنتدب لشركة أبوظبي للمعارض ''أدنيك''·
وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان قد غادر سنغافورة صباح أمس في ختام زيارة رسمية التقى خلالها إس آر ناذان رئيس جمهورية سنغافورة، ومعالي لي سيان لونغ رئيس الوزراء السنغافوري ومعالي جايا كومار نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والقانون السنغافوري السابق، ومعالي جوه تشوك تونج الوزير الأول في الحكومة السنغافورية·
وبحث سموه مع القيادة السنغافورية العلاقات الاقتصادية والتجارية وسبل تطويرها، إضافة إلى آليات دعم القطاع الخاص للمشاركة بصورة فعالة في تحقيق طموحات البلدين·
كما شهد سموه توقيع اتفاقية تفاهم مشترك بين وزارتي المالية في البلدين في مجال إدارة التمويل الحكومي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة، حيث يقوم الطرفان بالتعاون في تبادل الخبرات في مجالات إدارة المال والميزانية والضرائب المباشرة وغير المباشرة، وإدارة الديون ومجالات أخرى يتم تحديدها لاحقاً·
وتكتسب زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لدول شرق آسيا أهمية خاصة في إطار نهج السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وسعيها المستمر لدعم التواصل مع الدول الصديقة خاصة في ضوء ما وصلت إليه علاقات التعاون والصداقة الوطيدة التي تربط بين دولة الإمارات وكل من سنغافورة وإندونيسيا والتطورات المتلاحقة في علاقات التبادل الاقتصادي والتجاري والتعاون العلمي والتقني·
العلاقات الإماراتية الإندونيسية
تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا صلات تاريخية تمتد إلى ماض عريق وتدعمها علاقات تواصل بين الشعبين الصديقين·
ويتميز البلدان بعضويتهما في منظمة الأوبك، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز والكثير من المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، وتتقاسمان نفس المواقف من العديد من القضايا الدولية، ويلتزمان بمبدأ الصداقة والتفاهم بين الأمم والشعوب والمشاركة الفعالة في حل المشكلات الدولية بالطرق السلمية وتغليب الحوار في العلاقات الدولية وقد حرصت دولة الإمارات بشكل دائم على تدعيم الامن والاستقرار في أندونيسيا حتى تؤدي دورها في خدمة الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي·
وتولي إندونيسيا دولة الإمارات مكانة خاصة في سياق سياستها الخارجية، سيما في مجالات العلاقات الاقتصادية وذلك لما تملكه الإمارات من مواصفات الدولة الحديثة وما تتمتع به من الرخاء والاستقرار وارتفاع حجم النمو الاقتصادي·
ولم تكن الزيارات تقتصر فقط على الزيارات الرسمية أو الخاصة للدولة بل كانت أيضاً لحضور العديد من المعارض السنوية، حيث وقعت الدولتان على العديد من الاتفاقات التجارية والاقتصادية حيث نجحتا في توجيه هذه العلاقات لما يخدم مصلحة شعبيهما·؟
وفي أكتوبر ،2008 أطلق مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين والإندونيسيين في جاكرتا عمليات مجموعة ''كابيتال الاستثمارية'' وهي شركة مساهمة خاصة مشتركة تعمل في المجال الاستثماري في قطاعات البنية التحتية والمال والعقارات في إندونيسيا ودول جنوب شرق آسيا، وذلك بعد عام من تأسيسها من قبل مجموعة من رجال الأعمال الإماراتيين والإندونيسيين ·؟
كما وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة واندونيسيا في جاكرتا في ديسمبر 2007 مذكرة تفاهم في مجال العمالة توفر بمقتضاها اندونيسيا العمالة الماهرة في مجالات الصحة·
أخبار الساعة: زيارة حمدان بن زايد دعم مهم للعلاقات الإماراتية ــ السنغافورية
أبوظبي (وام) - أكدت نشرة ''أخبار الساعة'' التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أن الزيارة التي بدأها سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء لسنغافورة في السابع من شهر مارس الجاري 2009 تنطوي على أهمية كبيرة لجهة تطوير العلاقات·
وتحت عنوان ''دعم مهم للعلاقات الإماراتية - السنغافورية''، قالت النشرة ''تشير اللقاءات المهمة التي أجراها سموه والوفد المرافق له في سنغافورة وشملت كبار المسؤولين هناك وعلى رأسهم الرئيس ورئيس الوزراء والاهتمام الذي حظيت به الزيارة من قبل الفعاليات السنغافورية المختلفة، إلى اهتمام سنغافورة بشكل كبير بتطوير علاقاتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة وإدراكها واقع التقدّم التنموي الكبير الذي تشهده الإمارات وامتلاكها كثيراً من المقوّمات التي تؤهّلها لإقامة شراكات اقتصادية وتجارية فاعلة مع دول العالم المختلفة في الشرق والغرب''·
وأضافت النشرة أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الإمارات وسنغافورة تؤكد أن البلدين يمتلكان قاعدة قوية للتعاون يمكن البناء عليها لتحقيق المزيد من التقدم في المسارات المختلفة للعلاقة بينهما·
وفي هذا الإطار، فإنه وفقا لأرقام السفارة الإماراتية في سنغافورة، فإن حجم التجارة الكلية بين البلدين بلغ خلال الفترة من عام 2002 إلى عام 2008 نحو 43 مليارا و996 مليون دولار أميركي وإن الميزان التجاري بينهما وصل في عام 2008 إلى تسعة مليارات و789 مليون دولار·
ونوهت بالتصاعد الملحوظ في قيمة استثمارات الإمارات في سنغافورة واتخاذ بعض الشركات الإماراتية من سنغافورة مركزاً رئيسياً للتوسّع في الأسواق الآسيوية· وعلى الجانب الآخر، تعمل في الإمارات عشرات الشركات السنغافورية، في إشارة إلى ما تتمتّع به الدولة من بنية تحتية قوية وعصرية تجعلها جاذبة لكبرى الشركات وأهمها على المستوى الدولي·
وأشارت النشرة إلى أن ما يعطي زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أهمية خاصة، أن سنغافورة تعد واحدا من أهم المراكز المالية والاقتصادية على المستوى العالمي ولديها اقتصاد متنوّع يعطي التكنولوجيا أهمية كبيرة، وهذا يتشابه مع التوجّهات الاقتصادية الإماراتية التي تركّز على التنوّع الاقتصادي وبناء تنمية مستدامة قائمة على المعرفة، معتبرة أن هذا التشابه في التوجهات يمثل عاملا إضافيا لتطوير العلاقات من ناحية وتحقيق الاستفادة المتبادلة من ناحية أخرى·
وأوضحت أنه في الإطار الاستراتيجي الأوسع، فإن زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء لسنغافورة تأتي في إطار اهتمام دولة الإمارات بتدعيم علاقاتها الآسيوية وتطويرها في ضوء الأهمية المتصاعدة لآسيا على المستويين الاقتصادي والسياسي في العالم، حيث سيقوم سموه بزيارة لإندونيسيا أيضا بعد زيارة سنغافورة وشهدت السنوات الماضية الكثير من التعاون والزيارات المهمّة بين الإمارات والعديد من الدول الآسيوية المؤثّرة مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها· ورأت ''أخبار الساعة'' في ختام مقالها الافتتاحي أن العلاقات بين الإمارات وسنغافورة تمتلك الكثير من فرص التطور والتقدم إلى الأمام، مؤكدة أن زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان تمثل دفعة قوية لهذه العلاقات سوف يترتب عليها الكثير من النتائج الإيجابية خلال الفترة المقبلة
عدد اليوم
