بيروت-''الاتحاد'': قتل 3 لبنانيين وأصيب أكثر من 100 آخرين أمس في أول أيام الإضراب العام الذي أعلنته المعارضة، وغطت بيروت والمدن اللبنانية سحابة سوداء من أعمدة الدخان الكثيفة، الناجمة عن الإطارات المطاطية المشتعلة التي بكرت المعارضة في نشرها على الطرقات وإضرام النار فيها، في حركة احتجاجية تهدف إلى زيادة الضغط على حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ودفعه إلى الاستجابة لمطالبها بتشكيل حكومة وحدة وطنية· وأغلق المتظاهرون الطرق باستخدام الإطارات المشتعلة والسيارات القديمة والحوائط البشرية التي حالت في غالبية الوقت دون تمكن قوات الجيش من فتح الطرق·
ففي الساعة الخامسة فجراً، نزل عناصر المعارضة إلى الطرقات الرئيسة وعملوا على إقفالها بالمكعبات الإسمنتية والرملية، فيما تولت الشاحنات الصغيرة نقل الإطارات التي كان قد تم تحضيرها مسبقاً، وحال هذا الوضع دون وصول آلاف العمال والموظفين إلى أماكن عملهم، الأمر الذي أدى إلى سلسلة حوادث أمنية بين عناصر المعارضة وعناصر فريق الأكثرية، في مناطق عدة، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وأدت إلى سقوط عدد من الجرحى· ووفقاً لمصدر في الشرطة فإن أغلبية الإصابات كانت في صدامات بالحجارة، فيما عدا 35 أصيبوا بطلقات نارية بين الفصائل المتنافسة في منطقة جبيل والبترون وحلبا·
وألقت عناصر المعارضة الأتربة والحجارة وسط الطرق في بيروت والأشرفية والحمرا وطريق المطار وجبيل والشمال والبقاع والجنوب·
وشمل تحرك المعارضة مناطق عكار وطرابلس، زغرتا، البترون، كسروان، البقاعين الأوسط والغربي وبعلبك والهرمل وشتورا والضنية وصيدا وصور والنبطية وبنت جبيل وراشيا وحاصبيا، فيما لم تتأثر منطقة الشوف بالإضراب وفتحت المحال التجارية أبوابها والمدارس استقبلت التلامذة، مع الإشارة إلى أن التجاوب مع الدعوة إلى الإضراب تفاوت بين منطقة وأخرى· ووقعت غالبية المواجهات بين مناصري المعارضة والأكثرية على خلفية عمليات قطع الطرق ومنع اللبنانيين من الوصول إلى أماكن عملهم·
وتركزت المواجهات في مناطق بيروت وجبل لبنان بين أنصار ''التيار الوطني الحر'' بزعامة ميشال عون وأنصار ''القوات اللبنانية'' التي يتزعمها سمير جعجع، بالإضافة إلى المواجهات بين أنصار المستقبل والتيار القومي السوري فيما شهد الجنوب هدوءاً بسبب سيطرة قوى المعارضة من ''حزب الله''و''أمل'' على المناطق بشكل كامل· وقام أنصار ''حزب الله'' في مجموعات من 10 إلى 15 شخصاً على متن دراجات بخارية باغلاق الطرق الرئيسة·
وشهدت المناطق بين بيروت وشمالها صدامات بين أنصار عون وجعجع، وكانت اكثرها حدة في منطقة كورنيش المزرعة (غرب بيروت) والزلقا ونهر والموت والجديدة· وكان المشهد نفسه في كل المناطق، شبان يتراشقون بالحجارة وعناصر من الجيش اللبناني يقفون في الوسط ويحاولون تهدئتهم بإطلاق النار في الهواء·
وفي جبيل (شمال)، حاول الجيش اللبناني فتح الطريق الساحلية مراراً من دون جدوى مع اصرار انصار ''التيار الوطني الحر'' على إغلاقها· وعمد بعض المتظاهرين إلى اغلاق الطرق باجسادهم عبر الاستلقاء وسط الطريق كما في منطقة عمشيت·
ونجح الجيش في فتح الطريق الساحلية في منطقة نهر الكلب تفادياً لصدام بين مناصري عون وجعجع· وأحرق المتظاهرون إطارات وزالقوا تراباً وحجارة في سط الطرق في الأشرفية والحمراء·
وشهدت مناطق شمال لبنان مواجهات عنيفة بين أنصار تيار ''المستقبل'' والحزب القومي السوري الاجتماعي تبادل خلالها الطرفان إطلاق النار في قرية حليا، مما أدى إلى إصابة 5 من مؤيدي الحكومة اللبنانية·
وشهدت المناطق الجنوبية بشكل عام إقفالاً تاماً للمدارس والمؤسسات التجارية، حيث أغلقت الطرق المؤدية من وإلى مدينة صور وطريق صور الناقورة، وتعطلت حركة الملاحة في مرفأي صور والناقورة، وتوقف الصيادون عن مزاولة أعمالهم تلبية لنداء المعارضة· كذلك، شهدت المناطق الحدودية إقفالا لطرق مرجعيون حاصبيا والخيام والطرق المؤدية إلى مدينة بنت جبيل·
وفي طرابلس، بدت حركة السير طبيعية والمدارس فتحت أبوابها وكذلك الجامعات، كما شهدت الأسواق حركة عادية لم تسجل فيها أي حوادث تذكر· أما في الأسواق الداخلية للمدينة فقد فتحت المحال التجارية أبوابها وكذلك المدارس والحركة عادية· وأغلقت وحدات من الجيش اللبناني المداخل المؤدية إلى قصر رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي في طرابلس، بناء لطلب من مكتب كرامي، وتم منع السيارات من الدخول والخروج الى تلك المنطقة منعاً لحدوث إشكالات أمنية·
عدد اليوم
