«خبصة» يرصد مشكلات الصراع بين الطبقات الاجتماعية

(دبي) - قدمت فرقة «المسرح الحديث» مساء أمس الأول عرضها الذي حمل عنوان «خبصة»، عن نص الكاتب الشاب جاسم الخراز، وإخراج وبطولة الفنان الشاب نواف المطروشي، في تجربته الإخراجية الأولى، وشارك في التمثيل إضافة إلى المخرج ثمانية ممثلين بينهم ممثلة واحدة. و«خبصة» كان عاشر عروض «مهرجان دبي لمسرح الشباب» الذي يختتم مساء اليوم بتوزيع الجوائز، في حفل يقام في الثامنة والنصف في فندق رافلز دبي. العرض ابتدأ بفتح الستارة على موسيقى وخشبة فارغة تماماً، ليدخل شاب وفتاة يبدوان متزوجين حديثا، ويريدان رسم بيت المستقبل على هذه القطعة من الأرض التي ورثها الشاب عن والده، فيحددان مكان الحديقة والمطبخ وبركة السباحة ويختلفان ما إذا كان يجب أن تكون مضافة لأن الزوجة لا تحب الضيوف كثيرا، وذلك ضمن مشهد باهت يفتقد الحركة وحرارة الأداء والحوار من كلا الطرفين، الممثل (المطروشي) والممثلة حنان البلوشي، ولكن بقدر من مرافقة الموسيقى والإضاءة. يتكون العرض من مشهد واحد طويل مقطع عبر الإضاءة التي تلعب دورا بارزا فيه، ويبني المؤلف والمخرج العرض على فكرة الصراع على الأرض بين الإخوة، فالشاب الذي رأيناه في مشهد البداية يخطط لبيت المستقبل يكتشف أن لديه إخوة يشاركونه الأرض، فيبدأ كل واحد منهم تحديد القطعة التي يريد، ويضع عليها حواجز، وذلك وسط خلافات حادة، وتدخل من زوجة الشاب الذي يجد نفسه بلا حيلة، وتنطوي الخلافات على مساومات وتدخلات السماسرة، لتتصاعد الأمور حتى لا يبقى للشاب سوى قطعة أرض لها حدود مشتركة مع القطع الأخرى، فيعرض عليه كل واحد من إخوته بيع قطعته له كي يوسع أرضه، فنجده في حالة من الهستيريا والهذيان وهو ينظر إلى قطعة أرض هي الأصغر، ومحاطة بالحواجز، وفي تصعيد أخير يأتي الإخوة بعقود البيع ويلقونها عليه، فينكمش وتتحول الحواجز من حوله إلى قضبان سجن، مع تصاعد لموسيقى وإضاءة ملونة. لا شك في أن العمل يمكن تفسيره بأبعاده الواقعية الإنسانية والاجتماعية، كما يمكن إلقاء البعد الرمزي عليه ليجري تناول الموضوع من وجهة نظر ما يتم من تقسيم في العالم على أيدي القوى الكبرى. فعلى المستوى الأول شاب يريد بناء حياته مع شريكته في هذه الحياة، ويجد أن لديه أرضاً يبدأ منها، لكنه يفاجأ بوجود إخوة غير أشقاء، ليطرح العمل مشكلة الرجل الذي يتزوج وينجب سراً، ودور التربية عموما، وما يخلقه هذا من مشكلات اجتماعية. ويتناول العمل شرائح من المجتمع ينتمي إليها الإخوة، فهم مختلفون طبقياً حتى، فهذا تاجر وهذا يريد بناء مصنع والآخر يريد بناء برج، حتى أن هناك اثنين من المتسولين يحجزان حصتهما من الأرض. وعلى المستوى الرمزي يمكن الإشارة إلى كيفية تقسيم الدول، واقتطاع الأراضي من هذه لمنحها لتلك. على صعيد البناء المشهدي الجمالي للعرض قدم المخرج وفريق الفنيين مجموعة من المشاهد التي بدأت بالأرض الجرداء، وانتهت بالسياجات والحواجز التي تقطع هذه الأرض. وقدم مشاهد من الصراعات بين الإخوة في صور تجمعات وأفراد، وفي أحد المشاهد يظهر أحد الإخوة يخطب في حفل افتتاح بناء البرج أو المصنع، وصولا إلى المشهد الأخير الذي جاء تتويجاً درامياً للحكاية كلها. المخرج الممثل كان الأفضل أداء، لكن أداءه لا يرتقي إلى المستوى المطلوب منه كممثل معروف بتجارب سابقة وحاز جوائز في التمثيل، وهو برر قيامه بدور الممثل حين انسحب الممثل الرئيسي عنده قبل أيام من حضور لجنة المشاهدة، فما كان منه سوى القيام بالدور، فجاء أداؤه على هذا النحو. بقية الممثلين كان أداؤهم عاديا بل مملا ومفتعلا.