الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تسير على الطريق الصحيح لتطوير التعليم

الإمارات تسير على الطريق الصحيح لتطوير التعليم
26 يناير 2015 00:26
قالت الدكتورة آنا باوليني ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونيسكو» في دول الخليج العربي واليمن ومديرة مكتب المنظمة في الدوحة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت خطة واضحة المعالم لتطوير التعليم وأنها تسير على الطريق الصحيح في إطار نهج واضح منذ نشأة الدولة على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. وتحدثت في حوار خاص لـ «الاتحاد» على هامش منتدي القادة ضمن فعاليات الأسبوع الفني «تي فيت 2015» الذي اختتم فعالياته مؤخرا في أبوظبي، عن أبرز التحديات التي تواجه الدول التي تطور أنظمتها التعليمية والتربوية في ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي يشهدها العالم حالياً. وأكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت مبكراً في الاهتمام بالتعليم، وهذه قيمة لا تقدر بثمن من خلال إعطاء حق التعليم لكل إنسان، فالتعلم أساس بناء المجتمعات القوية. حوار: أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكدت الدكتورة آنا باوليني ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونيسكو» في دول الخليج العربي واليمن أن دولة الإمارات نجحت في الاستثمار بالتعليم حتى أصبح على رأس الأولويات في خطة الحكومة، التي نجحت إلى حد كبير في إعطاء أدوات للأفراد، تتلخص في التعليم الجيد المتطور الذي يسمح لهم بالحصول على فرصة عمل مناسبة أو بدء مشروع خاص بهم». وأضافت أن أحد أهم ما وفرته حكومات الإمارات المتعاقبة منذ إنشاء الدولة حتى الآن إمكانية حصول الجميع على التعليم الجيد وأدواته بداية من الدراسة النظرية، ووصولا إلى التدريب العملي، وهذا أهم ما يميز نظام التعليم في الدولة في ظل عالم متسارع التطور وما وصل إليه وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي وإمكانية المعرفة والتعلم من خلالها. الاستثمار في المعلمين وأشارت إلى أن أهم التحديات الموجودة في قطاعات التعليم في العالم العربي ودول الخليج هو المعلم لأنه أساس التعليم الجيد، مشددة على أهمية الاستثمار في المعلمين من خلال التدريب المستمر لهم وإطلاعهم على آخر المستجدات واتاحة الأدوات التي تمكنهم من تطوير مهاراتهم حتى يتمكنوا من مجاراة الطلاب الذين يعيشون في ظل ثورة تكنولوجية ومعلوماتية تتطور بسرعة هائلة. وأوضحت أن أسبوع التعليم التقني مبادرة ممتازة حيث تقام للمرة الأولى ويسمح فيها للجمهور من الآباء والأمهات والطلاب والمعلمين بالتعرف على الفرص المتاحة التي توفرها الحكومة من خلال التعليم الفني والتقني. ولفتت إلى أنها فرصة متميزة بالنسبة للطلاب حيث تمثل حلقة من الوعي تمكنهم من التعرف على أهمية التعليم الفني والتقني، مشيرة إلى أن الأهمية أيضا تتمثل في وجود خبراء من مختلف دول العالم المتقدم في القطاع الصناعي واقتصادات مختلفة لديها تنوع في المصادر وحاجات متباينة لهذا النوع من التعليم، بهدف تبادل الخبرات من خلال ورش عمل ولقاءات متميزة. وأكدت أن التعليم الفني في إمارة أبوظبي لابد أن يكون متسقاً مع احتياجات الدولة ومتطلباتها من مخرجات هذا القطاع التعليمي المهم الذي يعد رافداً لا غنى عنه من خريجي التعليم الفني والتقني لتخصصات متنوعة في القطاع الصناعي والتكنولوجي. ولفتت إلى ضرورة توفير مناخ وظيفي متميز ليكون عامل جذب مهما لأجيال جديدة للدراسة في مراكز ومعاهد التعليم الفني والتقني. وعن نظام التعليم في مراكز التعليم الفني والتقني، قالت الدكتورة باوليني: إن أحد العوامل التي لفتت نظري دراسة توسيع قاعدة مشاركة الدارسين سواء من المواطنين والمقيمين في التعليم الفني، بتوفير فرصة جيدة لتطوير مهاراتهم والاستفادة منهم. وأضافت أن ثمة تحدياً مهماً وهو النظرة النمطية للأسر وتركيزها على إرسال أولادهم وبناتهم إلى الجامعات للدراسة بها والحصول على مؤهل أكاديمي والبعد عن التعليم الفني والتقني، وفي المقابل نجد أن مجتمعات عدة لديها وظائف لخريجي التعليم الفني ورواتب توفر لهم عيشاً كريماً للخريجين المهنيين ولأسرهم. وحثت الدكتورة باوليني الجهات المعنية بالتعليم في الدولة علي ضرورة ربط التعليم الفني بالتعليم الأساسي من خلال الموضوعات، التي يمكن أن تكتشف مواهب الطلاب وتوجيههم إلى التعليم الفني للاستفادة منهم والبعد عن النظرة النمطية في الحصول على مؤهل عال من جامعة. نظام متميز وعن واقع التعليم الفني واستقطاب أنظمة من دول متقدمة صناعياً، دعت ممثلة اليونيسكو المسؤولين عن التعليم الفني والتقني في الدولة إلى ضرورة وضع نظام تعليمي يوافق طبيعة الاقتصاد ليس فقط في إمارة أبوظبي بل أيضا على مستوى الدولة، مستندة في ذلك على أن ما ينجح في أستراليا أو كندا يمكن ألا يحقق تقدماً في دول أخرى لاختلاف طبيعة الاقتصاد من دولة إلى أخرى. وأوضحت أنه لابد من دراسة احتياجات الاقتصاد أولًا قبل استقطاب أي نظام تعليمي فني وتقني وربطه بنظام التعليم في الدولة ولابد من التعلم من الخبرات الأخرى وتطبيق ما يناسب طبيعة دولة الإمارات. وأشارت إلى أن دولة الإمارات بدأت بشكل صحيح وتحاول التعرف على أنظمة التعليم الفني في دول مختلفة للاستفادة من خبراتها وهذا أهم ما يميز نظام التعليم الفني والتقني بالمعاهد والمراكز في إمارة أبوظبي. الاحتياجات والأولويات وعما تحتاجه إمارة أبوظبي لتحقيق تقدم في مجال التعليم الفني، قالت الدكتور باوليني: إن هناك استراتيجية لحكومة أبوظبي 2030 وهذا أمر رائع، ومتى بدأت عملية التطوير والتحديث وفق استراتيجية لن تتوقف بل تمضي قدما وستحقق الأهداف المرجوة، نحن في عام 2015 ولم يتبق سوى 15 عاماً وهي فترة قصيرة جدا في أعمار البلدان والأمم. وأضافت أن مناهج التعليم الفني والتقني لابد من تطويرها بشكل مستمر، حيث إن هذا المجال يتطور بسرعة كبيرة في شتى أنحاء العالم. وأشارت إلى أن نظام التعليم في «مركز أبوظبي للتعليم التقني والفني» يستطيع أن يتغلب على تحديات توظيف الخريجين في القطاع الخاص وعلى المدى الطويل سوف تصبح أموراً طبيعية أن يعمل الخريج الفني والتقني في القطاع الخاص وستكون الفرص متساوية مع القطاع الحكومي. التعليم عن بعد حول التعليم عن بعد وأهميته في التغلب على صعوبة الانتقال، قالت آنا باوليني ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة «اليونيسكو»: «إن التعليم الإلكتروني أو عبر الانترنت والدراسة عن بعد لها أهمية ، فالنساء على سبيل المثال يمكنهن الدراسة والتعلم عبر الانترنت بدلًا من السفر خاصة في بعض المجتمعات التي لا تسمح للبنات والنساء بالسفر بمفردهن وقضاء فترات طويلة بعيدا عن العائلة. وأضافت أن التعليم عبر الانترنت أحد الأدوات حيث إنه لا يزال تعليما نظريا فلا يمكن الاستغناء عن التدريب العملي، ولكن التعليم أو الدراسة عن بعد للمواد النظرية مهمة وضرورية وتتيح للجميع فرصا متساوية لاسيما في المجتمعات الفقيرة التي لا يملك أفرادها إمكانات مادية للانتقال والتعلم في الخارج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©