الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل ينوي موسوفيتش إشراك خلفان في الألعاب المصاحبة؟

24 يناير 2007 02:27
لست ساحراً ولا قارئاً لفنجان الفنان الراحل عبدالحليم حافظ لأعرف نتائج المباريات قبل أن تتدحرج الكرة على البساط الأخضر ولكنني أكاد أجزم بأن مباراة السعودية والعراق ستنتهي اليوم بالتعادل السلبي والسبب أن الفريقين لا يملكان الحافز لأداء مباراة هجومية تتطلب احراز الأهداف الحاسمة بعد أن ضمنا الصعود إلى المربع الذهبي في خليجي 18 بنسبة كبيرة تزيد على نسبة الفوز المألوفة والمعروفة في الانتخابات الرئاسية العربية! وعلى هذا الأساس لا داعي لإضاعة جهد اللاعبين واستنزاف طاقاتهم وتفريغ مهاراتهم في مباراة مضمونة ولابد من توفير بطارياتهم للمباريات الصعبة المقبلة· وإذا رأيتم اللاعبين العراقيين والسعوديين يلعبون على الواقف فلا تنزعجوا أو تزعلوا فقد أضعنا فرصة الصعود بأيدينا وبالرؤية التكتيكية الخاطئة التي انتهجها موسوفيتس والتي تشبه إلى حد كبير أخطاء ميلوسوفيتش في يوغسلافيا السابقة! فهذا المدرب القدير لم يكن موفقاً في هذه الدورة وبالتحديد في مباراة السعودية وبالأخص في شوطها الثاني حيث كان متردداً ومتحفظاً بل خائفاً في تغييراته· ويكفي أنه استبدل المهاجم المشاغب الكابتن ماجد الذي فاقت شهرته الآفاق في المسلسل الكرتوني الشهير باللاعب الأهلاوي يونس صاحب النزعة الدفاعية البحتة وترك المهاجم خلفان إبراهيم خلفان أحسن لاعب في آسيا يجلس على دكة الاحتياط ويتفرغ لتوقيع الأوتوغرافات والتقاط الصور التذكارية مع المعجبين بموهبته الكروية· فهل هذا قرار صائب لمدرب يحرص على الفوز بالبطولة الخليجية؟ ولا ندري متى سيلعب خلفان ويوظف مهاراته الكروية لصالح الفريق فالجمهور الخليجي متعطش لرؤية قدراته الآسيوية التي قادته للحصول على جائزة أحسن لاعب في قارة آسيا؟ وإذا لم يلعب ف يهذه الدورة ويثبت أنه نجمها المتوج فمتى سيلعب؟ إلا إذا كان مدربنا البوسني لا يريد الزج به في منافسات كرة القدم ليبعده عن الضغوط النفسية وينوي اشراكه لاعباً أساسياً في إحدى لعبات الألعاب المصاحبة ليستعرض مهاراته في كرة اليد أو السلة أو الطائرة! ويبدو أن موسوفيتش فوجئ بالهدف المبكر الذي أحرزه لاعبنا علي صالح في مرمى السعودية فأصيب بالحيرة ولم يعرف كيف يتعامل مع المباراة في مرحلة ما بعد الهدف هل يدفع الفريق للهجوم لإضافة هدف آخر أم يكتفي باللعب مدافعاً عن ذلك الهدف؟ وبين حيرة موسوفيتش الدفاعية والهجومية اختلطت أوراق العنابي وأصيبت خطوط الفريق بالتشويش فضاعت الطموحات العنابية· ورغم تقديري لقدرات مدرب المنتخب من الناحيتين الخططية والتكتيكية إلا أن عيبه الوحيد هو التردد بينما لا مكان للمترددين أو الخوافين في بطولات الكؤوس الخليجية فهذه البطولات وبالأخص دورة الخليج تحتاج إلى الثقة بقدرات اللاعبين والجرأة في التعامل مع مجريات المباريات والتكيف الفني والتكتيكي مع تقلباتها وتحولاتها وهذا ما نراه الآن في أداء الفريق العُماني الذي يشبه إلى حد كبير أداء الملاكم الشهير محمد علي كلاي - شفاه الله - قبل أن يصاب بمرض الباركنسون · فالفريق العُماني يرقص أمام خصمه كالفراشة ثم يلسعه كالنحلة وينقض على فريسته كالفهد ويضربه كالأسد فيصيبه بالضربة القاضية· ومن الآن يسعدني أن أزف التهنئة الى أشقائنا العمانيين على هذا الفريق العالمي فقد صبروا كثيراً على الهزائم ثم صنعوا فريقاً يثير الرعب في نفوس الخليجيين وفقاً لهذه المعطيات الفنية فإنه الفريق الوحيد حتى الآن الذي يستحق الفوز بكأس البطولة· وقبل سنوات كان اللعب مع الفريق العماني بالنسبة للفرق الخليجية وبالتحديد المنتخب الكويتي أشبه بنزهة استعراضية على الكورنيش في سيارة مكشوفة يقودها جاسم يعقوب أو فيصل الدخيل أو عبدالعزيز العنبري بين منطقة الأبراج وشارع السالمية! ولو عدنا الى الوراء قليلاً يمكن القول إنه قبل عقد من الزمان أو أكثر كان الفريق العماني لقمة سائغة للفرق الخليجية أشهى من طعم الحلوى العمانية · أما اليوم فقد أصبح العمانيون يفرضون اسمهم وشخصيتهم وايقاعهم على كل مباراة يخوضونها ويكونون طرفاً فيها فيتركون بصمتهم على دورات الخليج ويكفيهم فخراً أنهم في خليجي 18 حققوا الفوز على الإمارات في عقر دارها في دار زايد وهذا كان يعتبر قبل سنوات من سابع المستحيلات لأن تاريخ وأرشيف لقاءات الفريقين يصب في مصلحة الإماراتيين · ولكل هذا يستحق الفريق العماني أن نتوجه له بالتهنئة الصادقة الخالصة على هذا الأداء الرجولي في مشواره البطولي نحو الكأس ويكفي أنه فريق عماني مائة بالمائة لا وجود فيه لدماء غير عمانية من رأس الحربة البهلواني عماد الحوسني حتى حارس المرمى المطاطي سالم الحبسي المحترف في نادي بولتون الإنجليزي · ومن كان يصدق قبل سنوات أن لاعباً عُمانياً سيجد الفرصة للاحتراف في بلاد الإنجليز الذين اخترعوا لعبة كرة القدم ووضعوا قوانينها· بل من كان يصدق أن لاعباً قادماً من الباطنة أو صحار سيفرض اسمه أمام فرق عالمية عريقة لها جمهورها على امتداد الكرة الأرضية مثل مانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال وتشلسي· إنها باختصار مخرجات وانجازات الكرة العُمانية اما نحن فلم يبق لنا سوى أن نتابع مباراة العراق والسعودية اليوم نتساءل بأية نتيجة سيتعادل الفريقان؟ هل سيكون تعادلهما سلبياً دون أهداف أم بهدف أو اثنين أو ثلاثة لكل منهما؟ ولا داعي للحيرة والتساؤل أو المراهنة بين بعضنا البعض فالشيء الوحيد الذي نعرفه دون أن نحتاج إلى قدرات تنجيمية خارقة أن التعادل هو النتيجة المحسومة لمباراة العراق والسعودية قبل أن تبدأ!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©