الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب كينيا... دعوة للوحدة ونبذ الانتقام

7 أكتوبر 2013 22:00
نحن الشباب من المستوطنات غير الرسمية (العشوائية) في نيروبي نعرب عن تعاطفنا العميق مع العائلات الثكلى وضحايا الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 61 مدنياً على الأقل وجرح أكثر من 100 شخص في حصار مركز «ويست جيت» للتسوق الشهر الماضي، والذي أعلنت جماعة «الشباب» الإرهابية مسؤوليتها عنه. ولكننا أيضاً نود أن نوجه نداء إلى رفقائنا في كينيا وللمجتمع الدولي: نتوسل إليكم ألا تستجيبوا حيث إن هؤلاء الإرهابيين يريدون منا أن نرد - من خلال الانتقام والعنف بين الأديان، خاصة ضد المسلمين والصوماليين. وبينما تبحث كينيا عن وسائل للرد، يتعين على الشرطة والمواطنين في كينيا توخي الحذر لتجنب تشخيص وكراهية ظالمة، والتي من شأنها أن تبث الفرقة بدلاً من مداواة الناس المكلومة. وقد وردت تقارير بالفعل عن سوء معاملة الصوماليين في كينيا. ونحن نعلم من التجربة أن أفضل رد على العنف هو السلام والوحدة - من خلال التعاطف والتسوية والحوار المجتمعي. العديد من شباب مجتمعنا المكرس للسلام ممن كانوا أعضاء سابقين بعصابات منافسة قد تصالحوا الآن. وقد شعر جميعنا بألم العنف الناتج عن دواع سياسية وخلافات عرقية. لقد فقدنا عائلات ومنازل في المذبحة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الكينية عام 2007. لكننا أيضاً وجدنا وسيلة مثمرة لتخطي العنف. من خلال مبادرة «نحن لدينا القوة»، وهى عبارة عن برنامج يهدف إلى الحد من الصراعات الناتجة عن دوافع سياسية، فنحن نطرح خلافاتنا جانباً عقب ما يزيد على عشر سنوات من العدوان، كما قدنا مبادرات سلام خلال الحملات الانتخابية لهذا العام، الأمر الذي أسفر عن إجراء انتخابات سلمية في كينيا. يلقى المشروع دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ويقوم على تنفيذه شركاء من منظمات غير حكومية مثل «جلوبال كوميونيتيز» و«بيس نت» و«كيتو تشا شيريا». بالنسبة لنا، جاءت المصالحة من خلال أول مناقشة لمظالمنا مع المنسقين من المنظمات غير الحكومية، ثم قمنا بعد ذلك بالعمل داخل مجتمعنا للتوصل إلى ما يكمن تحت كل صراع – مثل حقوق الأراضي وعمليات الإخلاء أو سياسات الحكومة التمييزية. بعد ذلك جلسنا مع الجماعات التي كنا في صراع معها، والتي مرت بنفس العملية. ومعاً، ومن خلال الحوار المجتمعي، قمنا بفرز انقساماتنا للتوصل إلى القضايا التي تسببت حقاً في هذا الانقسام. وأدركنا المرات التي شهدت تلاعب رجال السياسة بنا لأغراضهم الخاصة، وعلمنا حقوقنا، التي يكفلها الدستور الكيني لنا كمواطنين. وبمرور الوقت، وجنباً إلى جنب مع أعداء الماضي وأصدقاء اليوم، تمكنا من وضع حلول للمشاكل الحقيقية التي أدت إلى الصراع. واليوم، نحن نقوم بحملة من أجل السلام، كما نقوم بتثقيف أقراننا فيما يتعلق بحقوقهم كمواطنين، والسعي للتأثير على سياسات الحكومة من أجل خلق كينيا أكثر عدالة ومعالجة القضايا بصورة مباشرة. وفي الواقع فقد احتفلنا قبل بضعة أسابيع بالقيام بخطوة مهمة للأمام، تتعلق بالصراع الذي دام لسنوات بين أصحاب الأراضي والمستأجرين، والذي أدى إلى طرد العديد من أصحاب المنازل في حي «كيامبيو» الفقير بنيروبي. ومن خلال برنامجنا، بدأ المستأجرون الذين تركوا منازلهم بطريقة غير مشروعة في فهم أن هذا هو مصدر الصراع المستمر، وأنه لن يكون هناك سلام حتى يتم تسوية هذا الصراع. وبعد أن عملنا مع السلطات المحلية لضمان أن لا أحد سيصبح بلا مأوى، وفي شهر سبتمبر قام المستأجرون غير الشرعيين بتسليم هذه المنازل مرة أخرى إلى أصحابها الشرعيين، في تسوية لصراع دام عشر سنوات. بالإمكان تحقيق سلام في كينيا، وفي أعقاب مأساة «ويست جيت» من المهم أن تلتزم كافة العرقيات والفصائل بالهدوء، واحتواء تنوعنا ووحدتنا، وفهم أن هذا ليس هو الوقت المناسب لتعريض السلام الذي بذلنا جهوداً مضنية دامت سنوات لتحقيقه في بلادنا. الأحياء الفقيرة في نيروبي هي موطن الكثير من الجماعات العرقية المختلفة بما في ذلك وجود أعداد كبيرة من الصوماليين وجماعات أخرى مسلمة. وقد مزقت الصراعات هذه المناطق في السنوات الأخيرة. وقد تؤدي ردود الفعل المعادية ضد المسلمين والصوماليين في كينيا إلى تصعيد التوتر والعنف داخل أحيائنا. نحن نعرف ظروف انعدام الثقة وسوء الفهم التي تؤدي إلى العنف، كما يجب علينا ألا نسمح لهذه المأساة أن تلغي كل التقدم الذي أحرزناه. ولا يوجد أي خطأ في أن هجوم «ويست جيت»، لا يمثل الخلافات بين الأديان أو الخلافات العرقية والثقافية في كينيا، ولكنه يعكس تصرفات أقلية – عنيفة ومتعصبة ومدفوعة بدوافع سياسية والتي تسعى إلى زعزعة استقرار مجتمعاتنا وبلادنا، وكذلك إلى ترويع السكان في كينيا وخارجها. وقد قام العديد من الصوماليين الذين يقيمون في كينيا بالفرار من اعتداءات «جماعة الشباب»، ولا يجب النظر إليهم كمؤيدين لها ببساطة بسبب أصلهم العرقي. إننا ندعو الكينيين وعدة آلاف من المغتربين الذين يقيمون في كينيا إلى اليقظة وتبادل المعلومات التي يمكن أن تساعد في مكافحة الإرهاب. كما نناشد مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية أن تكون لديهم مسؤولية في الاتصالات والمناقشات التي يقومون بها من خلال شبكة الإنترنت، كما نطلب من جميع الكينيين ممارسة التسامح واحترام كرامة الإنسان وسيادة القانون في الدستور الكيني. كما ندعو أيضاً الشباب في جميع أنحاء العالم، مثلنا، إلى دعم المبادرات التي تسعى إلى تحقيق حلول سلمية للصراعات. ونوصي أيضاً القادة السياسيين والدينيين بإظهار الوحدة والدعم والتضامن الذي أظهره المجتمع الدولي في أعقاب هذه المأساة؛ ونطلب منهم الاستمرار في هذه الروح، ليس فقط في أوقات الأزمات ولكن على الدوام. البرنامج الذي جمعنا سوياً، تمت ترجمته من اللغة السواحلية الكينية، وباعتبارنا كينيين ومواطنين في المجتمع العالمي، فإننا نمتلك القوة لنتسامى على الإرهاب واحتضان خلافاتنا والعمل سوياً للبناء والحفاظ على السلام. دان أوروجو، وكارل ماركس، وألفونس أبونجو نيروبي- كينيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©