الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعثرتْ بحرير حُرقتِها حَمائِمْ!

تعثرتْ بحرير حُرقتِها حَمائِمْ!
15 أكتوبر 2011 17:54
لقاء في مطار محايد سألتني.. وكنا من ضُحى النبعِ مرة... عائديْْنْ “ماذا تكره.. ومن تُحِب؟!” فأجبتُكِ من خَلفِ أهدابِ الفُجاءة ودمي يُسرعُ ويُسرعْ كظل سحابِة الزُرْزُورْ: “اكرهُ الرحيلَ... أحبُّ النبعَ والدربَ واعبُدُ الضُحى!” فَضَحِكْتِ.. فأزهرَ لوز وشدَتْ في الأيكِ أسرابُ العنادِلْ! سؤالٌ!: عُمرُه الآن عقودٌ أربعةْ يا للْجواب من السؤالْ وجوابٌ: عُمرُه عُمرُ رحيلك يا لَلْسؤالِ من الجوابْ. واليومَ: يا للْمُحالْ! ها نحن في مطارٍ مُحايِِدْ.. على شفا صُدفةٍ نَلتَقي! وّيحيْ...؟! نلتقي...؟! وها أنتِ تُعيدين السؤالْ؟! يا لَلْمُحالِ من المُحالِْ! عَرَفْتُكِ! ولم تعرفيني. “أهذا أنتَ؟!” ولم تُصَدِّقي. وفجأة.. انفجرتِ تسألين: “إن كنتَ أنتَ أنتَ فماذا تكره ومن تُحبْ؟!” فأجبتكِ ودمي يغادرُ الشُرفةْ.. يُسْرعُ ويُسْرعُ كظلِّ سحابةِ الزُرْزوُرْ: “أكره الرحيلَ.. أُحبُّ النبعَ والدربَ وأعبُدُ الضحى” فبكيتِ.. فاطرقت ورُود. وتعثرتْ بحرير حُرقتِها حَمائِمْ! عبد الهادي يصارع دولة عظمى في حياته ما قرأ ولا كتب. في حياته ما قطع شجرة، ولا طعن بقرة. في حياته، ما جاب سيرة “النيويورك تايمز” بغيابها. في حياته، ما رفع صوته على احد إلا بقوله: “تفضل...” “والله العظيم غير تتفضل” ومع ذلك، فهو يحيا قضية خاسرة. حالته، ميؤوس منها، وحقه ذرة ملح، سقطت في المحيط. ? ? ? أيها السادة! إن موكلي، لا يعرف شيئا عن عدوه! وأؤكد لكم، انه لو رآهم بحارة الانتربرايز لقدم لهم البيض المقلي، ولبن الكيس!! نوم وشاي إن كان ثمّة مدبّرٌ لهذا الكون بيده البسط والقبض بأمره يبذر البذار وبمشيئته يحصد الحصاد فأنا أصلي له طالباً إليه: أن يقْدُر أجلي حين تنضب أيامي فيما أنا جالسٌ أحتسي من كوبي المفضل خفيفٌ شايه طفيفٌ حلاه في ظلّ صيفٍ بعد ظُهري الحميم وإذا لم يكن شايٌ وظهرٌ فإبان نومتي العذبة بعيد الفجر. الحلم فيما مضى كنت أرى في الحلم أنك راحلة فيخنقني الأسى.. ولأن ذلك كان حلمًا.. كنت أستيقظ فأفرح.. ويملأ القمح الظهيرة! وأنت كنت الأسى وأنت كنت الفرح. أما الآن.. فإنني أحلم أنك قادمة! فأفرح.. وأستيقظ لأدرك أن ذلك كان حلمًا.. فيخنقني الأسى... ويملأ الشوق الغسق! ساعة الوداع نحن لم نبك ساعة الوداع! فلدينا لم يكن وقت ولا دمع ولم يكن وداع! نحن لم ندرك لحظة الوداع أنه الوداع فأنّى لنا البكاء! مذبحة على شواطئ عكا محمود مصطفى أبو عليان شاب ذو وجه واحد وأمّ ومجموعة نادرة من الشمائل غادر قريتنا، ضحى، قبيل نضج التين وأوروبا تشمر ثيابها حتى الكليتين، لتخوض الحرب الثانية. تلك حرب!! تقشعر لها جلدة الرأس، ففي النهار محمود يرتدي البنطلون، ويغسل الصحون، ضد المحور!! في قاعدة للمدفعية، تبعد شرب سيكارة، عن تل نابليون، وفي الليل: محمود يحن إلى أمه، ويحلم بفاطمة، ويتمنى أن يهبط بالباراشوت. تحذير! إلى هواة الصيد وشُداة القنص! لا تصوِّبوا غدّاراتكم إلى فرحي! فهو لا يساوي ثمن الخرطوشة (تُبدَّد باتجاهه!) فما ترونه: أنيقاً وسريعاً كغزال ويفرّ في كل اتجاه كديك حجل ليس فرحاً! صدقوني: فرحي لا علاقة له بالفرح!. ناقوس صفورية!! ماذا تفعلين هنا في هذا الليل المجوسي العاكف على ذاته عكوف القلب على البغضاء!؟ وأين أقراطك!؟ أماشطة أنت أم مشنقة!؟ ... ... آثارنا دارسة رسومنا جُرفت وما من معلم واحد يوحي بشيء ... لقد تقادم العهدُ وتمادت الأيّام ... الأرض خائنة الأرض لا تحفظ الودّ والأرض لا تُؤتمن الأرض مومس أخذت بيدها السّنين ... تضحك بكلّ اللّغات وتُلقم خصرها لكلّ وافد الأرض تتنكّر لنا تخوننا وتخدعنا. أيها الدفتر الصغير أيها الدفتر الصغير الأصفر كسنبلهْ والصامتُ كوجهْ أخشى عليك من البلبل والقوارض وأأتَمِنُكَ على خوفي وحزني وأحلامي ولا ألقى منك سِوى العقوقِ والخيانَهْ وإلا فأين الكلامُ الذي أقولُ منه ليتَني صَخْرَهْ على ربوةْ لا تسمَع ولا ترى لا تحزنُ ولا تتألم !؟ وأينَ المقطع الذي فحواهْ أتمنى أن أكون صخرة على رابيةْ يفَجِّرها الصِّبيةُ في الخليل ويُهدونها إلى أطفالِ القُدْس ذخيرةً للأكُفِّ والمقاليع!؟ وأين العبارة التي أود أن أكون صَخْرَةً على رابيةْ لأشاهدَ من هناك بعد مئات السنين جموعَ الفاتحين الملثمين ثم أين ما أخصّ به حلمي بأني صخرة على رابيةْ من روابي الكرمل حيث أتفقد مصادر حزني أحدّق في الموج وأفكر بالتي مضى على وداعي لها على رصيف الميناء في حيفا أربعون سنهْ وما زلت: أنتظر عودتها مع حمائم البحر ذات مساء ‍ أفَيَسْتَقيم أيها الدفتر الصغير الأصفر كسنبلهْ والصامت كوجهْ أن تحذف ما حذفت تطمسه وتلغيهْ لمجرد كونه كلامًا فارغًا لا يخيف العدو ولا يُطمئِنُ الصديق؟‍
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©