الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حرب «صامتة» بين السويداء الموالية ودرعا المعارضة

حرب «صامتة» بين السويداء الموالية ودرعا المعارضة
26 يناير 2013 00:08
السويداء (أ ف ب) - تشهد الملابس المضرجة بالدماء والجدران المهدمة وواجهات المباني التي كساها السواد، على عنف الاشتباكات التي دارت في جبل الدروز قرب السويداء جنوب سوريا، بين القوات النظامية والسكان من جهة، ومقاتلين معارضين قدموا من درعا من جهة أخرى. في ضهر الجبل، على ارتفاع 1400 متر، احتل حوالى مئة مسلح من المعارضة قبل 10 أيام 7 فيلات استعداداً لشن هجوم كبير على مدينة السويداء التي يقطنها حوالي 110 آلاف شخص. غير أن توقيت الهجوم تزامن مع تساقط كمية كبيرة من الثلوج، ما جمد حركتهم. أما سكان الجبل الدرزي المعتادين على الطقس القاسي، فقد أثارت شكوكهم الحركة حول هذه المنازل الفخمة التي يأتي إليها سكانها في فصل الصيف فقط. فما كان منهم إلا أن ابلغوا السلطات التي أرسلت إلى المكان 4 عناصر أمن قتلوا فور وصولهم. على الإثر، اندلعت معارك عنيفة انتهت بمقتل 8 مقاتلين معارضين على رأسهم قائدهم خلدون زين الدين، وهو ضابط درزي منشق كان يعرف جيداً جغرافية المنطقة، بحسب ما أفاد مسؤول في المحافظة. وذكر ناشطون معارضون للنظام أن زين الدين هو أول ضابط درزي انشق عن الجيش بعد أشهر من بدء الانتفاضة على نظام الرئيس بشار الأسد للانضمام إلى الثورة. واخرج هذا الحادث إلى العلن الحرب الكامنة بين محافظة درعا التي شكلت «مهد الثورة» إذ انطلقت منها أولى الاحتجاجات ضد نظام الأسد منتصف مارس 2011، ومعها سهل حوران من جهة، والسويداء التي انطلقت منها الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد الانتداب الفرنسي بين 1925 و1927. في 19 ديسمبر الماضي، كان حوالى 300 مقاتل معارض قد هاجموا مركزاً للجيش في مجيمر على بعد 16 كلم جنوب غرب السويداء. ويقول الضابط النظامي أبو رائد لفرانس برس وهو يشير إلى مكان صخري في أرض ذات تربة حمراء، «هنا قتل محمد جراد، شقيق زوجة أبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم (القاعدة في العراق)». ويضيف «كان يطلق نيران رشاش طراز (بي كاي سي) عندما أرديناه مع 20 إرهابياً آخرين». وتطلق السلطات السورية اسم «الإرهابي» على مسلحي المعارضة. وكان التيار السلفي المتشدد في الأردن أعلن في 17 يناير الحالي، مقتل عنصرين من التيار ضمن صفوف «جبهة النصرة» المتشددة في سوريا، أحدهما محمد جراد (22 عاماً)، شقيق زوجة الزعيم السابق لـ «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل بهجوم أميركي في العراق عام 2006. وكل أسبوع، يسجل حادث أو مواجهة مسلحة في السويداء. ففي مايو ويونيو الماضيين، تم خطف موظفين دروز في درعا، فرد سكان السويداء بعملية مماثلة استهدفت سنة من درعا. ورغم وجود حوالى 9 آلاف نازح من درعا في محافظة السويداء، فإن العلاقات بين المنطقتين تتسم بالحذر الشديد وانعدام الثقة. ويقول جهاد الأطرش من منزله في عرى «قام المسلحون مؤخراً بخطف حوالى 20 شخصاً من قرى درزية. إننا حالياً في وضع استنفار في 18 قرية حدودية مع محافظة درعا. رجالنا مسلحون يقومون بدوريات ليلًا نهاراً للحؤول دون تكرار هذا الأمر». وخطف جهاد الأطرش، وهو حفيد الأمير حسن الأطرش منذ مدة على أيدي عناصر من «جبهة النصرة» لمدة 3 ساعات قبل أن يتم الإفراج عنه. إلا أن الأطرش يؤكد رغم ذلك على حسن الجوار مع سكان درعا «الذين نقيم معهم علاقات تاريخية»، مشيراً إلى أن «الخوف هو من النصرة التي نحن على أهبة الاستعداد لصد هجماتها علينا». ولا يزال الجزء الأكبر من سكان محافظة السويداء يدين بالولاء لنظام الرئيس الأسد. ويقول شيخ عقل الدروز حكمت الهجري «رغم الأزمة التي تمر بها البلاد، لا نزال نؤمن بالدولة والقانون. نحن ضد الفوضى ومع العدالة. نحن ضد المجموعات المتطرفة التي تريد خرق الأمن. نحن مع الحوار الوطني» الذي يدعو إليه الأسد. ويضيف في منزله في بلدة قنوات، حيث علقت صورة لبشار الأسد «خلال السنوات العشر الأخيرة، نجحنا في تعميق علاقاتنا مع المجتمع الدرعاوي، لكن للأسف، بسبب الأحداث الجارية والفوضى القائمة، تمت إزاحة أعيان المحافظة المجاورة التي كنا على اتصال بهم، وقد فقدوا نفوذهم»».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©