الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباس يحشد الاعتراف... في أميركا اللاتينية

12 أكتوبر 2011 23:05
تريسي ويلكنسون ميكسيكو سيتي قام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بجولة في أميركا اللاتينية هذا الأسبوع؛ زيارة هي الثانية له إلى المنطقة في أقل من عام وتندرج في إطار جهود دبلوماسية حثيثة يبذلها عبر العالم من أجل الحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية. ففي يوم الاثنين الماضي، التقى عباس بمسؤولين في العاصمة الكولومبية بوجوتا، وذلك بعد يوم واحد على إعلانه رفقة الرئيس السلفادوري موريسيو فيونيس عن مخططات لإقامة علاقات دبلوماسية. ومن الجدير ذكره في هذا الإطار أن السلفادور كانت حتى عهد قريب من أقرب حلفاء إسرائيل في أميركا اللاتينية. وفي هذا السياق، قال عباس في سان سلفادور، حسب الترجمة الإسبانية لتصريحاته: "إننا مهتمون جدّاً بتطوير علاقات مع كل بلدان القارة الأميركية". يذكر أن الفلسطينيين شرعوا في حشد الدعم في أميركا اللاتينية العام الماضي في إطار استراتيجية تروم خلق زخم لمساعيهم الرامية إلى الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بقيام دولتهم المستقلة. ونتيجة لهذه الجهود، اعترفت بلدان كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين وتشيلي رسميّاً بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وذلك بأشهر عدة قبل أن يهيمن هذا الموضوع على جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام. وخلال الاجتماعات في نيويورك الشهر الماضي، قدم عباس طلباً رسميّاً للاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة، غير أن أعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة عشر منقسمون حول هذا الموضوع، ومن المرجح أن تدور مداولات مطولة قبل الاتفاق على تحديد موعد لأي تصويت حول هذا الموضوع. وتعتبر جهود عباس الحالية رمزية إلى حد كبير على اعتبار أن الولايات المتحدة أوضحت بشكل لا لبس فيه أنها لن تتوانى عن استعمال حق النقض "الفيتو" ضد محاولة الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية في حال عُرض الموضوع للتصويت في مجلس الأمن الدولي؛ حيث تقول إدارة أوباما، إلى جانب عدد من الحكومات الأوروبية، إن قيام دولة فلسطينية ينبغي أن يتم عبر المفاوضات مع إسرائيل -على رغم أن ذلك الهدف أثبت أنه عصي على التحقق منذ قرابة عقدين من الزمن. ويرغب الفلسطينيون في إظهار أنهم يحظون بدعم عالمي واسع لطلبهم، ومن ذلك دعم بلدان أميركا اللاتينية. وفي وقت عبر فيه عدد من بلدان المنطقة عن دعمها للمطلب الفلسطيني، لم تتردد أيضاً في التعبير عن رفضها الشديد لموقف واشنطن. غير أن كولومبيا والمكسيك، اللتين تعدان من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، هما الوحيدتان من بين بلدان أميركا اللاتينية اللتين لا تؤيدان اعترافاً فوريّاً بدولة فلسطينية. فكولومبيا، التي تتوفر على مقعد بمجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، تمتنع عادة عن التصويت حول المواضيع ذات الصلة؛ غير أن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس قال مؤخراً إن المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية واتفاق سلام هما أمران أساسيان ينبغي أن يتوفرا قبل الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما ينسجم مع موقف ما يسمى بـ"الرباعية الدولية" التي تضم كلا من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ومن جانبها، دعت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريشيا إسبينوزا، التي كانت تتحدث في مجلس الشيوخ المكسيكي أواخر الشهر الماضي، إلى "الحوار" وتسوية متفاوض بشأنها بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وعلى رغم أن عدداً من البلدان التي تحكمها حكومات يسارية في أميركا اللاتينية مثل فنزويلا قد اعترفت بـ"فلسطين" قبل سنوات، إلا أن عباس تمكن من خلق كتلة أساسية بفضل الجهود الدبلوماسية الفلسطينية التي بدأت أواخر العام الماضي. ففي حفل في ديسمبر الماضي، على سبيل المثال، منحت البرازيل عباس قطعة أرض في برازيليا وضع عليها حجر الأساس لسفارة مقبلة لفلسطين. ووقتها، قلل مسؤولون إسرائيليون من شأن الخطوة باعتبارها جهوداً عقيمة "في قارات نائية"؛ ولكن من الناحية التاريخية كثيراً ما تحولت أميركا اللاتينية إلى وطن جديد للفلسطينيين وعرب آخرين غادروا الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال، توجد في تشيلي وأجزاء من أميركا الوسطى جاليات كبيرة ومؤثرة من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وآخرين ينحدرون من أصول عربية. وعلاوة على ذلك، فإن التجارة والاستثمارات بين أجزاء من أميركا اللاتينية والعالم العربي عرفت خلال السنين الأخيرة نموّاً لافتاً. يذكر هنا أن مجموعة "ميركوسور" ، تكتل بلدان السوق الأميركية الجنوبية المشتركة، أعلنت أنها ستبدأ مفاوضات حول اتفاق تجارة حرة مع الفلسطينيين. وقد قال عباس، الذي كان يلقي كلمة يوم الاثنين بمبنى البلدية في بوجوتا حيث مُنح مفاتيح العاصمة كهدية رمزية، إن السلطة الفلسطينية مستعدة للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، وإنه لا تناقض بين إجراء المفاوضات والاعتراف بدولة فلسطينية. هذا وقد التقى عباس يوم الثلاثاء مع الرئيس سانتوس. غير أن الرئيس الكولومبي كان شدد على أن زيارة الزعيم الفلسطيني لا تشير إلى أن بوجوتا ستغير موقفها بشأن مسألة قيام الدولة الفلسطينية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم. سي. تي. إنترناشيونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©