أحزان عراقية..
الكرة غريبة وعجيبة لا تنفع معها استنتاجات ولا توقعات ·
من كان يصدق أن يخرج حامل لقب ''خليجي 17 '' من الدورة دون أن يحقق فوزا واحدا ومن كان يصدق أن العراق والتي راهن عليها الجميع تخرج هي الأخرى من الدورة ، على الرغم من أنها دخلت الجولة الثالثة وهي مدججة بأكثر من فرصة للتأهل ·
صحيح ان الكرة لا يؤمن جانبها ، ولا اخفي تعاطفي المطلق مع الجماهير العراقية وهالة الحزن التي رافقتها بعد نهاية المباراة ، وبصريح العبارة ان العراقيين لا تنقصهم الأحزان ، وكانت البطولة مصدر فرح ، كنت أتمنى أن يعيشوا فيه أطول فترة ممكنة ·
وإذا كانت العراق قد ودعت البطولة بالدموع في مشهد لم يكن يتوقعه أكثر المتفائلين قبل مباراة الأمس ، فأن العنابي قد ودعها بالحسرة ، كيف لا وهو حامل اللقب ومع ذلك خرج برصيد نقطه يتيمة وخسارتين ، ولا شك أن هذه المشاركة الهزيلة تفرض علينا حقيقة أن ''التجنيس'' لوحده ليس حلا للتفوق ·
لقد اكتمل مشهد الدور قبل النهائي ، بصعود السعودية لمواجهة منتخبنا ، وتأهل البحرين لمواجهة عمان ، وإذا كان التأهل السعودي مرجحا منذ البداية ، فإن تأهل المنتخب البحريني بالقياس على الظروف التي دخل بها الجولة كـــانت شبه مستحيلة ·
الأخضر السعودي والذي افتقد الاقناع في أول جولتين ، مارس في الجولة الثالثة المهمة التي يجيد ممارستها باستمرار وهي الارتقاء إلى مستوى التحدي ، من النقاط المعروفة عنه انه كلما جاءت مواجه حاسمة تجده يبدع ويظهر بصورة مختلفة ، وهو المشهد الذي تابعناه بالأمس في ستاد آل نهيان ·
والبحرين ، يمكن القول إنها تأهلت من '' ثقب إبرة '' إذا جاز لنا التعبير ، كانت تملك فرصة واحده مقابل ثلاث فرص للعراق ، وتأخرت بهدف في البداية ، وتحقق فوزها في الوقت بدل الضائع ، ولم يكن الفوز لوحده يكفيها ، كانت بحاجة إلى فوز السعودية ·
كل هذه العوامل تدفعنا للقول : البطولة ''تبغي'' البحرين ·!
نبارك للمتأهلين ، ونعزي الخارجين ··
آخر همسة:
الفوز حلو وعز في نفس الوقت ·
وانظروا إلى وسائل الإعلام الخليجية وطريقة تعاملها مع المنتخب بعد فوزه على الكويت واجتيازه الدور الأول ، واختار عنوان الرياضية السعودية القائل : إماراتي خطر غسل ''الازيرق'' بـ ''مطر'' ·