أشرف جمعة (أبوظبي)
لا يقتصر جمال مصر على سواحلها، بل يمتد إلى نيلها وما يحتضنه من وجهات ومواقع سياحية وأثرية منتشرة على طول شرايينه التي تضج بالحياة. ومن هذه الوجهات، أسوان التي تستقبل زوارها طوال العام لكنهم يتزايدون مع تحسن الأحوال الجوية، حيث تجمع بين مواقع أثرية وسياحية مهمة وطبيعة ساحرة، وأساطير الحب التي جعلت منها واحدة من أهم المقاصد السياحية في المنطقة والعالم
«سوانو»
ويعود أصل تسمية أسوان إلى الكلمة المصرية القديمة «سوانو» وتعني السوق أو التجارة، حيث حظيت المدينة بمكانة مهمة في الربط بين شمال مصر وجنوبها، وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة، تمنح أسوان زوارها فرصة الاستمتاع بسحر الطبيعة الخلابة، واكتشاف أسطورة فرعونية خالدة تسرد حكايات الآلاف من السنين خلال مختلف فصول السنة وبشكل خاص في فصلي الخريف الشتاء.
معالم تاريخية
تحتضن أسوان الآثار الغنية ومنها المتحف النوبي، الذي افتتح عام 1997، ويضم قطعاً ومقتنيات أثرية مهمة من حقبات مختلفة تبدأ من عصور ما قبل التاريخ، فضلاً عن معالم وآثار الحضارة النوبية والمصرية، ويتربع المتحف على ربوة عالية في واحد من أجمل المواقع الأثرية في المحافظة بالقرب من القباب الفاطمية الإسلامية المعروفة بالـ «44 ولياً».
جزيرة «فيلة»
من الشواهد المعمارية بأسـوان، جزيرة «فيلة» التي تتميز بموقعها الجغرافي الفريد في قلب النيل، فاصلـــة النهــر إلى قـناتيـن متعاكستين، ويعود اسمها «فيلة» أو «فيلاي» إلى اللغة اليونانية، وتعني «الحبيبة» أو «الحبيبات»، أما اسمها العربي فهو «أنس الوجود» نسبة لأسطورة أنس في قصص ألف ليلة وليلة، في حين أن اسم الجزيرة المصري القديم والقبطي فهو «بيلاك» أو «بيلاخ» ويعني «الحد» أو «النهاية».
مقابر النبلاء
وتضم أسوان مقابر النبلاء، وهي مقابر صخرية لحكام أسوان والفنتين وتقع على الضفة الغربية للمحافظة، وتعكس هذه المقابر المنحوتة في الصخر الرملي الطابع المعماري للمدافن في العصور القديمة.
معبد «كوم أمبو»
ويتمركز معبد «كوم أمبو» ويعني «تل الذهب» على الضفة الشرقية لنهر النيل في المدينة التي حملت اسمه، وقد شيد المعبد في عهد بطليموس السادس فيلومتور على أنقاض معبد قديم يدعى «بر سوبك» أو «منزل سوبك»، وقد شيدت صالة الأعمدة في عهد الملك بطلميوس الثامن «يورجنتيس الثانى»، وتمت الزخرفة في عهد الامبراطور تيبريوس، واستغرق بناء المعبد 400 عام.
أضخم مسلة
ومن المعالم التي تمتاز بها محافظة أسوان أيضاً «المسلة الناقصة» التي اكتسبت اسمها بسبب عدم اكتمال العمل فيها على الرغم من أنها أضخم مسلة وجدت في مصر حتى اليوم.
قصة حب
وتقع مقبرة الأمير محمد شاه أغاخان فوق هضبة من الجهة الغربية لمحافظة أسوان في جزيرة وسط النيل، حيث تعد من المزارات الشهيرة، وتشرف المقبرة على قصر الملك فاروق الذي أصبح اليوم فندق «كتراكت»، ومن الجهة الأخرى تطل على مقبرة رومانية إغريقية ومعبد «ساتت» الذي شيدتة الملكة حتشبسوت.
وقد بناها الأغاخان بجوار قصره على طراز المقابر الفاطمية في مصر القديمة، مستخدماً في ذلك الرخام المرمري الخالص، لتظل شاهدة على قصة حب أسطورية بينه وبين بائعة الورد الفرنسية ايفيت لا بدوس التي توجت ملكة جمال فرنسا عام 1938، حيث التقى العاشقان مصادفة خلال حضورهما لأحد الاحتفالات الملكية في مصر.
طبيعية وساحرة
تضم أسوان أيضاً الحديقة النباتية وهي من أقدم الحدائق بالعالم وتتربع على جزيرة وسط نيل أسوان حملت اسم «جزيرة النباتات»، وتجمع الحديقة مجموعة من الأشجار والنباتات النادرة، وعلاوة على ذلك، تضم أسوان محمية سالوجا وغزال، وهي من أصغر المحميات الطبيعية في مصر.
مراكب نهرية
عند زيارة أسوان، لا بد من زيارة كورنيشها ومراقبة الفلوكة والمراكب النهرية حين تشق طريقها في مياه النيل، وتناول الأسماك الطازجة في مطاعم عائمة على أنغام الموسيقى النوبية، ثم زيارة أسواق أسوان التقليدية ورسم نقوش الحناء المصرية، واقتناء بعض التذكارات والقطع الفنية الأفريقية اليدوية الصنع، إلى جانب التمتع بالعديد من النشاطات التراثية التي تجمعها حنايا المدينة.
وجهة علاجية
اشتهرت أسوان ببيئتها العلاجية المتميزة التي توفر مجموعة من الممارسات العلاجية المختلفة لزوارها، مثل طمر الجسد في الرمال الذي يساعد على الشفاء من العديد من الأمراض المستعصية كالروماتيزم والتهابات المفاصل وتورمها والتهاب البشرة وتعد أسوان هي وجهة منشودة لقضاء عطلة عائلية والاستمتاع بالعلاجات الطبيعية، فضلاً عن التعرف على المعالم الأثرية وقضاء الأوقات في نزهات على نهر النيل والكورنيش وبين أحضان الطبيعة المصرية الخلابة في منطقة من أكثر مناطق العالم جمالاً وأصالة.
عدد اليوم
