الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أوروبا تدرس سبل الإفلات من القبضة الروسية

26 يناير 2007 00:59
ما أن حل عام 2006 حتى بدأت المخاوف تساور الاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل إمدادات الغاز الطبيعي، فقد ابتدرت روسيا ذلك العام بالعمل على إغلاق صنابير الغاز بشكل مؤقت أمام أوكرانيا بسبب نزاع يتعلق بالأسعار بشكل أدى إلى تعطيل التسليمات إلى دول بما فيها فرنسا وإيطاليا، وبعض الدول الأعضاء من أوروبا الشرقية· وفي الوقت الذي ارتعد فيه المستهلكون بسبب تدني حجم واردات الغاز التي يتم ضخها عبر أوكرانيا فقد تملك السياسيون الغضب والمخاوف من إمكانية أن تتعرض إمدادات الطاقة إلى مخاطر التوقف والانقطاع· ويبدو أن النزاع القصير الأمد بين موسكو وكييف جاد ليسلط الضوء على الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي من أجل تنويع إمدادات الغاز في نفس الوقت الذي أصبحت فيه موارده الخاصة تعاني من التراجع والانخفاض· وقال اندرياس بيبالجز مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي ''من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي يمر بفترة من الاعتماد على الواردات إلى فترة أخرى أكثر اعتماداً على الواردات، وفي وقت تأتي فيه 70 في المائة من احتياجاتنا من الغاز من خارج الاتحاد الأوروبي، لذا بات يتعين علينا العمل على تنويع وتأمين سعة كافية من الواردات''· ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي استهلاك الغاز في داخل الاتحاد الأوروبي من مستوى 406 مليارات متر مكعب في عام 2000 إلى 573 مليار متر مكعب بحلول عام ،2020 وفي ظل هذه الحاجة الماسة فإن أهمية روسيا كمزود للغاز من شأنها أن تنمو وتتعاظم، فهذه الدولة التي تستلقي على أكبر احتياطيات للغاز في العالم أصبحت المزود الأكبر للاتحاد الأوروبي، بيد أن روسيا من جانبها مازالت تؤكد على أنها سوف تصبح شريكا يتسم بالمصداقية لكن المخاوف مازالت قائمة أولاً بسبب ارتفاع الطلب على الطاقة في روسيا نفسها نسبة لنمو اقتصادها بشكل متسارع ربما يؤثر على الإيفاء بالتزاماتها· كذلك، فإن الاتحاد الأوروبي أصبح منقسماً على نفسه بشأن التعامل مع روسيا وسط مخاوف من أن تعمد موسكو إلى استخدام مواردها للطاقة كسلاح سياسي· لذا فإن بروكسل تعكف حاليا على حث أعضائها الخمسة والعشرين على التحدث بصوت واحد متى ما انعقدت المفاوضات· أما السبب الثالث لهذه المخاوف فيتمثل في نوايا شركة جاز بروم الروسية التي تهيمن عليها الحكومة بشأن خطوط أنابيب الصادرات· وكان الرئيس الروسي فيلادمير بوتين قد رفض المطالب التي تقدمت بها بروكسل للسماح لدول أخرى يضخ غازها إلى الاتحاد الأوروبي عبر خطوط الأنابيب التي تعتبر بالغة الأهمية لإيصال الإمدادات من بحر قزوين ومن دول آسيا الوسطى· وفي ظل هذه المخاوف أخذ الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى زيادة وارداته من دول أخرى مثل النرويج والجزائر· بالإضافة لذلك فإن الاتحاد الأوروبي بات يدرس إمكانية الاستيراد من دول أخرى غنية بهذه الموارد بمن فيها ليبيا وأذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وربما استغلال احتياطيات الغاز الهائلة في إيران، وفي هذه الأثناء ظلت بروكسل توفر الدعم والإسناد لخط أنابيب نابوكو الطموح بطول 3400 كيلو متر الذي يربط بين تركيا والنمسا بهدف جلب الغاز من منطقة بحر قزوين· إلا أن هذا المشروع مازالت تعترضه العديد من العوائق السياسية والتحديات الفنية والمالية من أجل بناء مسارات جديدة تسير بالتوازي مع شبكة خطوط الأنابيب الروسية· إضافة لذلك فقد ظل الاتحاد الأوروبي يركز جهوده أيضاً على زيادة استخداماته من الغاز الطبيعي المسال الذي أصبح يحظى باهتمام شديد بسبب ما يتيحه من إمكانية دخول أوروبا إلى احتياطيات الغاز التي لا يمكن الوصول إليها بسهولة بواسطة خطوط الأنابيب· وباتت كميات متزايدة من الغاز الطبيعي المسال تأتي إلى الاتحاد الأوروبي من مصر ونيجيريا وقطر ومناطق أخرى· ويبقى أن الاتحاد الأوروبي مازال عاجزاً من إنشاء سوق موحدة تتسم بالتنافسية بحيث يوفر الأسعار المنخفضة والمزيد من الخيارات من المنطقة التي أصبح يقطنها 454 مليون مواطن أوروبي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©