مصطفى عبدالعظيم، يوسف العربي (دبي)- أكد مشاركون في معرض سيتي سكيب جلوبل الذي بدأ أعماله في دبي أمس المشاريع العقارية الجديدة التي تم الإعلان عنها ترسم ملامح الخريطة العقارية لدبي المستقل.
وقال هؤلاء إن البنية التشريعية وتكامل المشاريع وارتفاع نسب الإنجاز أبرز محفزات الطلب.
ولفتوا إلى أن الدورة الحالية للمعرض هي الأكبر خلال السنوات الأربع الماضية بفضل التعافي الاقتصادي الحالي.
يقام المعرض على مدى ثلاثة أيام وتعرض فيه مشاريع سياحية وسكنية وتجارية تصل قيمتها إلى ما يناهز الستين مليار درهم، بحسب تقديرات متباينة.
ورسمت المشاريع العقارية الجديدة التي تم إطلاقها خلال معرض سيتي سكيب جلوبال ملامح الخريطة العقارية الجديدة لدبي المستقبل، وفقاً لخبراء مشاركين في المعرض والذين أجمعوا على دخول القطاع العقاري في دورة جديدة من الانتعاش المنضبط.
وأكد مشاركون في المعرض أن دورة عام 2013 أعادت للأذهان الدورات السابقة خلال فترة ذروة الانتعاش العقاري قبل الأزمة المالية العالمية في نهاية العام 2008، لافتين إلى أن عودة المطورين الرئيسيين إلى السوق مجددا بمشروعات عملاقة متكاملة تتكامل في أهدافها وتتنافس في أرباحها، يشكل علامة مهمة على عودة الثقة بالقطاع العقاري.
وأوضح هؤلاء أن هذه الثقة جاءت بعد أن نجحت دبي في ظل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أن تعيد صياغة خريطة القطاع العقاري من جديد من خلال وضع بنية تحتية تشريعية متكاملة وضوابط مختلفة عززت ثقة المطورين والمستثمرين في آن واحد.
وتعتبر الدورة الحالية لمعرض سيتي سكيب جلوبال، الأكبر خلال السنوات الأربع الماضية، وذلك بفضل التعافي الذي تشهده سوق العقارات في دبي، وما يحققه من نمو مستمر بفضل الانتعاش الاقتصادي الحالي.
تكامل المشروعات
وقال مروان بن غليطة الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتنظيم العقاري، إن المشاريع المعروضة في سيتي سكيب دبي هذا العام تشكل في مجملها الخريطة العقارية الجديدة لدبي المستقبل، لافتا إلى أن أهم ما يميز المشاريع المطروحة بالمعرض هو التكامل حيث يركز كل مشروع على جزء مختلف عن المشاريع الأخرى.
وأوضح أن ما يميز المعرض هذا العام هو عودة المشاريع الكبيرة والمطورين الرئيسيين بعد أن أسهمت البنية التحتية التشريعية التي وضعتها دبي في ضوء رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي اعتبرها المحرك الرئيسي لعودة الثقة بالقطاع بشكل عام.
وأضاف أن إطلاق الشركات الكبرى لمشاريع مختلفة في الآونة الأخيرة مرتبطة بالبنية التحتية مثل قناة دبي المائية ومدينة محمد بن راشد وغيرهما من المشاريع،أسهمت بدورها في تعزيز ثقة المستثمرين والمطورين للعودة بمشاريع جديدة للقطاع، مشدداً على أهمية مواصلة العمل على تثقيف المشترين فيما يتعلق بالعوائد الاستثمارية التي يتوقع أن تكون أفضل.
وتوقع بن غليطة أن تشكل استضافة دبي لمعرض اكسبو 2020 المتوقع أن يعلن عن المدينة الفائزة بهذا الحدث في نوفمبر المقبل، نقطة محورية في صياغة توجهات القطاع للفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه في حالة الفوز بهذا المعرض فإنه سيكون له مردود قوي في قطاعات محددة كالفنادق والمستودعات وسكن العمال، بما يؤسس لطفرة أخرى وعوائد جيدة للمستثمرين في هذا القطاع.
المطورون الرئيسيون
بدوره، قال عارف مبارك، الرئيس التنفيذي لشركة أراضي للتطوير إن أهم ما يميز سيتي سكيب هذا العام هو عودة المطورين الرئيسيين بقوة للسوق بمشاريع أكثر عقلانية، وهو ما تعكسه نسبة إنجاز معظم المشاريع المعروضة التي تتراوح بين 20 إلى 50% على الأقل، مشيراً إلى أن اختفاء المشاريع التي كانت تعلن على الخريطة فقط.
وقال إن المطورين باتو اكثر نضجاً ويتبعون استراتيجيات مختلفة تركز على النوع والحجم والقيمة المضافة.
وكشف عارف مبارك عن طرح المرحلة الثانية من مشروع “سنترال بارك” الذي أطلقته “أراضي للتطوير”، التي تم تأسيسها بالشراكة بين ديار ومجموعة دبي للعقارات للبيع، متوقعاً أن يلقى المشروع إقبالا كثيفاً مثل المرحلة الأولى التي تم بيعها خلال فترة قصيرة.
وأرجع سبب التفاؤل بارتفاع الطلب على المرحلة الثانية إلى حالة الانتعاش التي تشهدها السوق العقارية في دبي وإلى إقبال المستثمرين على المشاريع التي بلغت نسب إنجاز مرتفعة حيث بلغت في المشروع أكثر من 80% بما يعطي ثقة أكبر للمستثمرين في السوق العقاري، فضلا عن سهولة الحصول على التمويل، حيث تم الاتفاق مع بنك دبي الإسلامي على توفير تمويلات للمشترين في المشروع بنسبة 90% للمواطنين و84% للوافدين الذين يمثلون جنسيات مختلفة.
بدوره قال ووتر مولان، مدير معرض سيتي سكيب جلوبال إن المعرض حقق هذا العام نمواً هائلاً مقارنة بالعام الماضي، حيث بيعت مساحة العرض بالكامل قبل افتتاحه بستة أسابيع، ما يعكس الثقة الكبيرة بقطاع العقارات في دبي، والذي بدأ باستعادة زخمه منذ أوائل العام 2012.
واستقطب المعرض في دورته لهذا العام 223 شركة عالمية وإقليمية تشارك في قاعات المعرض الست على امتداد 25 ألف متر مربع.
ووفقاً للاستطلاع السنوي الثامن لآراء المستثمرين العقاريين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والصادر عن شركة جونز لانج لاسال، فإن القطاع العقاري في دبي يستقطب مستثمرين يفوق عددهم البائعين، بينما تستمر المبالغ الكبيرة بالتدفق إلى السوق المحلية.
وقال آلان روبرتسون، الرئيس التنفيذي لدى جونز لانج لاسال في الشرق الأوسط وإفريقيا، إن غالبية المشاريع الجديدة في دبي تتسم بالطموح كما عهدنا في القطاع، ولكننا نرى توجها أكثر نضجاً، مما ينعكس إيجاباً على مصداقية القطاع لدى المستثمرين على المدى الطويل.
وتأكيداً للآراء الإيجابية حيال السوق المحلية، فقد شاركت جميع شركات التطوير العقاري الإماراتية في سيتي سكيب جلوبال لهذا العام، بما فيها رعاة التأسيس إعمار العقارية ونخيل ومجموعة دبي العقارية، إلى جانب الراعي الاستراتيجي بروة، والراعي الفضي باسيفيك فنتشرز وأنانتارا ريزدنسز، وجميعها تتطلع إلى استعراض أحدث مشاريعها أمام جمهور من المستثمرين الدوليين والإقليميين.
ومن الشركات الإماراتية الأخرى المشاركة في المعرض، شركة داماك العقارية وديار للتطوير ودايموند للتطوير وفلاش العقارية ومجموعة ميدان وأمنيات وتنميات وثراء القابضة.
إكسبو 2020
من جانبه، قال نيال مكلولين، النائب الأول للرئيس لدى شركة داماك العقارية إن إقامة المعرض هذا العام قبل شهر من الإعلان عن نتائج استضافة معرض إكسبو 2020، يعني أن الأنظار ستتجه إلى دبي، خاصة مشاريع السكن الفندقي حيث تستهدف الإمارة استضافة 20 مليون زائر بحلول عام 2020.
وأضاف: “نتطلع إلى ثلاثة أيام حافلة بأنشطة العمل المثمرة فيما نسلط الضوء على مجموعة من مشاريعنا الجديدة، ومنها الفنادق الفاخرة في مشروع أكويا، والمزيد من الفرص الاستثمارية المثيرة ضمن تعاوننا مع فنادق ومنتجعات باراماونت في دبي والسعودية”.
بدوره قال سعيد القطامي، الرئيس التنفيذي لشركة ديار للتطوير إن النتائج الإيجابية التي حققتها شركة ديار للتطوير خلال النصف الأول تعكس تجدد ثقة المستثمرين والأجواء الإيجابية في القطاع، والتي تخطط الشركة للاستفادة منها لزيادة أرباحها عبر مبيعات المشاريع المكتملة خلال المعرض.
وسجلت ديار للتطوير المدرجة في سوق دبي المالي أرباحاً إجمالية قدرها 140.2 مليون درهم للنصف الأول من العام الحالي، مقارنة مع 108.7 مليون درهم عام 2012.
وفي الوقت الذي تشارك فيه جميع شركات التطوير العقاري المحلية بقوة في المعرض، فإن سيتي سكيب جلوبال يواصل استقطاب أسماء بارزة من العارضين الدوليين، إذ يستضيف ثمانية أجنحة عالمية لهذا العام، وسيكون الجناح التركي مجدداً أكبر جناح للعام 2013، حيث يضم أكثر من 30 شركة عقارية ويمتد على مساحة تفوق 1500 متر مربع.
وفي تعليقه على النمو الذي حققته مساحة العرض لهذا العام قال مولان: “شهد سيتي سكيب جلوبال نمواً بواقع 50% في مساحات العرض المباعة لهذا العام، بينما يمثل العارضون الدوليون حوالي نصف تلك المساحة. إلا أن المطورين في دبي يحتلون أجنحة أكبر بالمتوسط، ويشكل تواجدهم حوالي 65% من إجمالي مساحة العرض الإجمالية”.
وأضاف أن سيتي سكيب العام الماضي سجل حضور أكثر من 25 ألف زائر، متوقعاً أن يرتفع العدد بنسبة كبيرة هذا العام بناء على تحسن الأجواء السوقية والأعداد الحالية من الأشخاص المسجلين مسبقاً.
ويقام معرض سيتي سكيب جلوبال في دورته للعام 2013 بالتزامن مع ثلاثة مؤتمرات متخصصة هي القمة العقارية العالمية، مؤتمر مدن المستقبل ومؤتمر مينا للرهن العقاري والإسكان الميسر، إلى جانب حفل جوائز سيتي سكيب للأسواق الناشئة والذي يشهد تكريم رواد القطاع في الدول الناشئة.
عدد اليوم
