الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عراق مصغر في قلب عمَّان

26 يناير 2007 01:57
عمان - اف ب: وجد مئات الالاف من العراقيين السنة والشيعة والمسيحيين، من الأغنياء واصاحب نفوذ كما من الفقراء، ملاذا في الأردن مشكلين ''عراقا مصغرا'' في عمان ما يعتبره البعض مثيرا للقلق· ولا تتوفر احصاءات دقيقة حول عدد العراقيين الذين نزحوا الى الأردن بعد حرب ·2003 ففي حين تتحدث المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن ''ما يزيد عن 700 الف'' لاجئ عراقي، تقدر مصادر مستقلة هذا العدد بما يزيد عن المليون· أما السلطات الأردنية فتؤكد ان عددهم لا يتجاوز نصف المليون· واتخذ معظم العراقيين في الأردن منازل لهم في العاصمة الأردنية ما ضاعف عدد سكانها الذي كان لا يتجاوز المليون عام ،2003 وادى الى زيادة اسعار العقارات الى ثلاثة اضعاف مما اضطر العديد من أفراد الطبقة الوسطى من الأردنيين الى الانتقال الى الضواحي· ويقول محلل اقتصادي في احد مراكز الدراسات الأردنية ان العراقيين ''انشأوا مجتمعا داخل مجتمع، لدينا الان (عراق صغير) في عمان وهذا ما يدعو للقلق على المدى الطويل''· وتمركز العراقيون في عمان في احياء سكنية كالرابية وخلدا، والتي يصفها سائق سيارة الأجرة مازحا بانها اعيدت تسميتها بالكرادة والجادرية (احياء سكنية في بغداد)· وتوجد الآن في هذه الاحياء التي كانت هادئة في السابق مطاعم تقدم الاطباق العراقية الشهيرة مثل سمك ''المسقوف'' وما يسمى ب''كباب الفلوجة'' بالاضافة الى الملاهي الليلية التي يحيي لياليها مغنون وراقصون عراقيون· واصبحت تطلق تسمية ''بغداد مول'' على وجهة التسوق الأولى في عمان ومركز التسوق الأكبر فيها ''مكة مول'' الذي يزوره العراقيون بكثرة· واقام العديد من الفنانين العراقيين مشاغلهم الفنية في الأردن وشاركوا بلوحاتهم في معارض يديرها عراقيون في ضوء العنف الذي يعني للفنانيين والمبدعين انه لم يبق مكان للفن هناك''· ويشكو الكثير من الأردنيين الذين اعتقدوا في البداية ان وصول العراقيين الأغنياء الى بلدهم سينعش الاقتصاد، من ان جيرانهم زادوا التضخم المالي واصبحوا يشكلون عبئا على الأردن· وقال محلل اقتصادي ان ''العراقيين يعيشون في احياء اصبحت خاصة بهم ولم يفعلوا الا القليل للاستثمار في المملكة عدا عن شراء المنازل وبعض المشاريع كشراء المطاعم حيث غالبية الموظفين عراقيين''· واضاف ''لقد ساهموا في التضخم المالي وقليلا ما اختلطوا مع الأردنيين، وهذا غير صحي''· ويؤيد عبد الرحمن وهو موظف حكومي ما قاله المحلل· وقال ''كان لدي نية لشراء شقة صغيرة عام 2005 ولكن عندما تمكنت من الحصول على قرض مصرفي، قال لي المالك ان سعر الشقة ارتفع من 35 الف دولار الى 115 الف دولار''· واشتكى نقابي أردني كذلك من ان العراقيين يدفعون بالأردنيين ببطء الى خارج سوق العمل وقال ان ''آلاف العراقيين يعملون بشكل غير قانوني ويقبلون بأجور اقل من الأردنيين الذين اصبحوا بلا عمل''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©