صفقة الأسرى لا تشمل سعدات والبرغوثي

(عواصم ) - وسط احتفالات عشرات الآلاف من الفلسطينيين وعائلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ومئات الإسرائيليين المتضامنين معها ابتهاجاً بصفقة تبادل أسرى فلسطينيين بشاليط، ذكَّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس باستمرار بقاء 5 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما كشفت حركة “حماس” وإسرائيل مزيدا من تفاصيل صفقتهما موضحتين أنها لا تشمل أمين عام “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” أحمد سعدات والقيادي البارز في حركة “فتح” مروان البرغوثي. وقال عباس بعد اجتماعه مع الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز في كراكاس “أرحب بهذا الاتفاق وقد عملنا بنشاط كبير فترة طويلة لإبرامه، لكن حتى بعد الإفراج عن هؤلاء الألف أسير، سيبقى في السجون الاسرائيلية خمسة آلاف فلسطيني تنتظرهم عائلاتهم بفارغ الصبر”. وكان قد أشاد في بيان أصدره مساء أمس الأول بجهود مصر في تحقيق الصفقة. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، في بيان أصدره في دمشق إن صفقة الأسرى حققت أكثر من 90% من شروط حماس برعاية مصرية. وأضاف “شملت الصفقة أسماء من العيار الثقيل وعدم شمولها لبعض الأسماء الأخرى مثل أحمد سعدات ومروان البرغوثي وإبراهيم حامد وآخرين لا يقلل من تاريخيتها”. وتابع “أقول بكل وضوح وشفافية لشعبنا الفلسطيني الوفي: إننا قاتلنا وصمدنا وعملنا طوال الأعوام الخمسة الماضية من أجل الإفراج عن هؤلاء جميعاً وعن كبار الأسرى، وكل الأسرى كبار، وقد كان سعدات ومروان البرغوثي وعبدالله البرغوثي وإبراهيم حامد على رأس قائمة التفاوض مع آخرين من القيادات العسكرية والسياسية الذين أبلوا بلاء حسنا في مقاومة الاحتلال وممن نسميهم أمراء المقاومة. وقد حققنا إنجازاً مهماً بالإفراج عن بعضهم ولم نستطع الإفراج عن البعض الآخر”. وأوضح “كان أمامنا أن نقرر إما المضي في الصفقة بأفضل ما توصلنا إليه وتأمين الإفراج عن 315 من أصحاب المؤبدات وممن قضوا سنوات طويلة في الأسر أو أن تتأخر الصفقة ربما سنوات أخرى وربما لا تتم لا سمح الله”. وخلص إلى القول “قدرت قيادة الحركة أن ما حصلنا عليه هو صفقة مشرفة بكل المقاييس وتعد انجازا تاريخيا كبيرا لشعبنا وقد حققنا أكثر من 90 في المائة من شروطنا ومطالبنا ولذلك قررنا المضي في هذه الصفقة”. وقال المفاوض الإسرائيلي ديفيد ميدان لصحفيين في القدس المحتلة إن احتمالات إبرام الصفقة ظهرت في شهر. وأضاف أن الاستخبارات الإسرائيلية علمت حينها أن “حماس” باتت أكثر واقعية واستعدادا لإبرام اتفاق بوساطة مصرية. وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي يورام كوهين في تصريح أدلى به مع ميدان “اعتبارا من تلك اللحظة بدأت الأمور تتحرك”. وذكر ميدان أن إسرائيل رفضت الإفراج عن عدد ممن سمتهم “أسوأ القتلة”، فيما أكد كوهين أن الصفقة لا تشمل كبار الأسرى المهمين، خاصة سعدات ومروان البرغوثي وعبدالله البرغوثي والقيادي البارز في “حماس” الشيخ جمال أبو الهيجا. وقال كوهين 203 أسراء سيتم إبعادهم إلى دول لم يتم تحديدها بعد بينما يعود 110 أسرى إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية و131 آخرين إلى قطاع غزة و6 أسرى إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948. وأضاف “كانت الصفقة الطريق الأمثل لإعادة الجندي جلعاد شاليط إلى ذويه، رغم أنها قد تشجع المنظمات الإرهابية على اختطاف المزيد من الجنود الإسرائيليين”. وكشف أن 90% من تفاصيل الصفقة تم التوصل إليها قبل 3 أعوام، وقال “قائمة الأسماء كانت وضعت قبل وقت طويل، وتركزت المفاوضات في الواقع على من يذهب إلى أين ومن سيتم ترحيله”. ورأى كوهين أن الصفقة لا تشكل “خطراً كبيراً على إسرائيل”. وقال “هناك قائمة 200 ألف منتسب لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) وإضافة 200 إرهابي إليها لن يقلب الدنيا”. وقال وسيط كان مشاركاً في في المحادثات، طلب عدم نشر اسمه، لوكالة “رويترز” في غزة “إن اسرائيل طرحت جزءا كبيرا من الاسماء وحماس ضحت ببعض الاسماء ايضا وتوصلتا إلى حل وسط” وأوضح أن الجانب الإسرائيلي وافق على الإفراج عن نشطاء بارزين غير معروفين جيداً في إسرائيل. وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يطلع على ما يتم التوصل إليه أولا بأول. واتصل برئيس المخابرات العامة المصرية مراد موافي حين تم الاتفاق من حيث المبدأ وأعطاه الضوء الأخضر، فيما وافق الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على العفو عن الفلسطينيين المقرر تحريرهم. وقال “إن الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي ساعدت في تحسين مناخ التفاوض، فالظروف تغيرت واسرائيل تعي ذلك”. وذكر تلفزيون “الأقصى” التابع لحركة “حماس” أن تنفيذ الصفقة سيبدأ يوم الاثنين المقبل. وأضاف أن أسرى القطاع المفرج عنهم سيتم تسليمهم إلى مصر على أن يصلوا القطاع عبر معبر رفح البري. وأعلنت المتحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية سيفان وايزمان والمتحدث باسم وزارة العدل الإسرائيلية موشي كوهين في القدس المحتلة أن قائمة بأسماء 450 أسيراً و27 أسيرة من المقرر تحريرهم في المرحلة الأولي سيتم نشرها صباح يوم الأحد المقبل.