الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيئة المستقبل» يهيئ الصغار لاستكشاف أسلوب الحياة المستدامة

«بيئة المستقبل» يهيئ الصغار لاستكشاف أسلوب الحياة المستدامة
1 أكتوبر 2012
انهمك الأطفال في صنع شجيرات القرم من المواد المعاد تدويرها، غير مبالين بما يروج حولهم من حركة، سعداء بما يقومون به، أسلاك واسفنج وألوان خضراء ولوح كرتوني وصمغ، يتبعون تعليمات المدرب لتتكون الشجرة بعد لحظات خضراء يانعة، في حين انشغل آخرون بتطويع أسلاك لتصنيع أسماك مزينة بالحقيق والخرز. (أبوظبي) - توزع الأطفال على ورش تعليمية يشرف عليها مجموعة من المتخصصين خلال معرض «بيئة المستقبل» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في منارة السعديات بجزيرة السعديات، وانطلق الخميس الماضي وتستمر فعالياته على مدار العام ويهدف إلى استكشاف مقومات أسلوب الحياة المستدامة، وتهيئة جيل للمستقبل واعٍ بالقضايا البيئية، إذ قامت الهيئة بتطوير «بيئة المستقبل» بالتعاون مع نخبة من الهيئات والمؤسسات في أبوظبي. ويضم المعرض أقساماً عدة تقدم رؤية معمقة حول تأثير الإنسان وخياراته المعيشية على كوكب الأرض، كما يتيح المعرض للزوار من الطلبة والأطفال فرصة التجريب والاضطلاع على أجود الخيارات البيئية المستدامة، كما يفسح لهم المجال بدون شروط للولوج في ورش العمل، وذلك للتعرف على العوامل المساعدة على استمرار الحياة بشكل أفضل، حيث قال جيمس ماثيوز ضابط تعليم في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومشرف على إحدى ورش تعليم الأطفال، إن الورش تعتمد على مواد مستهلكة في صناعة شجيرات القرم، وهي ورشة تثقيفية حول كيفية الحفاظ على هذه الأشجار، وعن أهميتها من الناحية البيئية، كما أشار ماثيوز إلى أن هذه الشجرة تعتبر مكونا بيئيا مهما في إمارة أبوظبي، وتدخل ضمن التنوع النباتي لهذه الإمارة. تجربة وأضاف، تشكل التجربة التعليمية التفاعلية للأطفال أحد أبرز المحاور التي يقوم عليها «بيئة المستقبل»، الذي يعرِّف الأطفال بتأثير أنماط الحياة العصرية التي يتبعها سكان الإمارات على البيئة، ويقتصر تعليمنا في هذه الورش على رسم خطوات صنع شجرة القرم، ونوفر الخامات التي تدخل في تصنيعها، ومن هذه الخامات: الأسلاك الكهربائية المستعملة، أوراق الكرتون، اسفنج تغليف المواد، صباغة خضراء، ولصق، ونعلم الصغار كيفية العمل باليد وحل الأسلاك وتقطيعها، ثم لفها على مدار الإسفنج بعد تكويره مرات عده، لصنع كرة ثم تثبيتها على لوح كرتوني، وصبغها باللون الأخضر، وهذا العمل اليدوي سيأخذه الطفل معه لبيته متذكرا رسالة المعرض وهو استعمال المواد المستهلكة في صنع تحف فنية، كما سيحمل معه رسالة الحفاظ على هذه الشجرة، وباقي مكونات الغطاء النباتي لإمارة أبوظبي وباقي الإمارات، وهذا سيؤثر بالطبع على مستقبل الأطفال واختياراتهم الفكرية. القرم والهامور تتحرك بحيوية ونشاط، تملأ وجهها ابتسامة عريضة، تشرح للصغار كيفية خلق شجرة القرم وسمك الهامور، من مهملات قد لا ينتبه لها البعض، تلف الإسفنج بالأسلاك، تقطع وتثبت وتطلي باللون الأخضر لتصنع غابة من الشجيرات الخضاء، ولا تتوانى في الشرح وفي تمرير الرسائل التعليمية، إنها فاطمة سيف عمر ضابط تعليم بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تخصص فنون من جامعة زايد. وعن هذه الورش التعليمية قالت إن المعرض هو عبارة عن تصور لمستقبل دولة الإمارات، وكل ما يعرض في بيئة المستقبل من منتج مستدام هو ما يُطمح إليه وما يتم التخطيط له، في أفق 2050، إذ يقدم رؤية معمقة حول تأثير الإنسان وخياراته المعيشية على كوكب الأرض، كما ستؤثر هذه القرارات على مستقبل الإمارات، وطموح المعرض أن يجعل تصرفات الإنسان تتجه نحو الاستدامة، ولا يركز المعرض على تغيير تصرفات الأفراد فيما يروج حولهم. ولفتت إلى أن المعرض يركز أيضا على جزئية مهمة وهي كيفية الاستمتاع بالحياة، حيث تعتمد هذه الورش على المواد المستعملة التي لا تؤذي البيئة، حتى وإن تحللت فإنها لا تتسبب في تسمم التربة، من أسلاك الكهرباء، وأوراق الكرتون وغيرها، أما عن صنع شجرة القرم فإنها تعتبر مكونا مهما في بيئة الدولة، وقد حصلت الإمارات على عجوائز بيئية، ولفت باهتماماتها العالم حول شجرة القرم، مما جعل هذه الشجرة رمزا لدولة الإمارات، وتأتي أهمية هذه الورش التفاعلية من كونها تساعد على رفع مستوى الوعي عند الطلبة تجاه القضايا المهمة. وفي ذات السياق أكدت فاطمة سيف أن الزوار من الأطفال والطلبة توضع أمامهم عدة اختيارات لولوج الورشات المتنوعة، موضحة أن ورشة «اصنع سمكة» تسلط الضوء على صناعة نماذج لسمكة الهامور، والسبب في اختيار هذه السمكة هو للكشف عن مخاطر تهددها بالانقراض، حيث يعتبر سمك الهامور من أهم العناصر الغذائية في الإمارات والخليج بشكل عام، ولعل ما يعانيه القطاع من صيد جائر لهذه السمكة بمختلف أحجامها، والرمي بالمخلفات في المياه التي تؤدي إلى انقراضها، جعل الورشات تتمحور حول هذين المكونين المهمين، ومن هذا الباب فإننا نحاول القول إن المواد التي تقتل السمك برميها كمخلفات يمكن استعمالها لصنع أشياء ذات قيمة. كما يهدف القيمون على المعرض إلى لفت انتباه الزوار وشدهم للتساؤل عن أهمية اختيار سمكة الهامور في الأساس، ومن هذا المنطلق سيتم التعريف بأحد مكونات الغطاء النباتي في الدولة. وأضافت فاطمة سيف ضابط تعليم في الهيئة أن المواد المعاد تدويرها في ورشة «اصنع سمكة»، هي علاّقات الملابس، بحيث يتم طيها وتطويعها لتأخذ شكل سمة بمختلف الأحجام، ثم تزيينها بالخرز والعقيق، موضحة أن المواد التي تسبب التلوث يمكن إعادة النظر في استعمالها بشكل لا يؤثر على الثروة الحيوانية والنباتية. العلوم من أجل الحياة اختارت أن تقوم بتجارب علمية أمام زوار المعرض من الطلبة والأطفال، بطريقة مبسطة تشد انتباه الجميع، مفرقعات وأصوات، مستعملة طريقة التشويق، هكذا عملت سو ماكراث الملقبة بسو وهي مديرة مؤسسة «العلوم من أجل الحياة» المتخصصة في توفير خدمات التواصل التعليمية واستشارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إذ أكدت أن المؤسسة تهدف من خلال قيامها بهذه التجارب الحية إلى إحداث التغيير وتحقيق النتائج وجعل العلم أكثر مرحا من خلال عملها الحالي كمتخصصة في مجال العلوم، موضحة أن الأطفال يستوعبون بشكل كبير ما تقدمه بهذه الطريقة الترفيهية، إذ تجمع المعرفة المتعمقة والإبداع مع خبرتها العلمية والاستراتيجية لتطوير وتقديم مجموعة من الأنشطة والتجارب التي شدت انتباه الأطفال مما جعلهم يتوافدون على ركنها بطريقة ملفتة، إذ تحفز على التفكير وتشجع على طرح الأسئلة وتفسح المجال للتخيل والابتكار، وساعد سو في نجاحها على الخشبة إشراكها للأطفال ومنحهم فرصة التجريب على المسرح مما يعطيهم الثقة بالنفس ويساعد على بلورة أفكارهم الإبداعية، ويعمل بيئة المستقبل على توفير أخصائيين يقومون بتقديم الشرح الوافي للجمهور على اختلاف فئاته العمرية ومستوياته الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©