الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواجهة نقص المياه

1 أكتوبر 2012
عندما التقيت الدكتور علي القبلاوي الخبير في النباتات والبحوث المتعلقة بها، وجدت أن الكثير من المعلومات التي ذكرها مهمة في وقت نحن فيه بحاجة لكل قطرة ماء، ونحن كدولة، منذ أن تم وضع الاستراتيجيات الخاصة بالاستدامة بها، توجهنا للبحث عن الحلول المستدامة في مجالات الطاقة والمياه، خاصة أن الأخيرة أصبحت من التحديات التي تواجه المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضا في الوطن العربي، ولكن نحن هنا للتحدث عن آليات التعاطي مع تحدي شح المياه، ولذلك كانت البحوث التي ذكرها القبلاوي حلاً مسانداً في وقت نبحث فيه عن البدائل. من خلال الهيئات والبلديات التي تدير الزراعة والتشجير في الحدائق والشوارع، بدأ العمل على اقتلاع تلك الأشجار التي أصبحت تحيط بالفيلل والقصور، والتي ثبت انها تستهلك جزءا كبيرا من مياه الري التي تسقى بها الأشجار القريبة منها، كما أنها تؤثر بشكل سلبي على أساس البيوت والمجاري، وربما تصل لتحت البيت المجاور. وأصبحت إدارات التشجير تزرع عوضا عنها الأشجار المحلية، واليوم يأتي الدكتور علي ليثبت من خلال تلك الأبحاث أن دولتنا غنية بنباتات محلية، تنبت من تلقاء نفسها، ليس من 30 أو 40 سنة، ولكنها متوافرة منذ مئات السنين. فهناك العشرات من النباتات التي تعيش دون سماد ولا ماء وهي منتشرة في مختلف أرجاء الإمارات، وتصلح لأن تكون بديلا عن نباتات الزينة في الشوارع والحدائق، ومنها ما يصلح كنبات يوفر الظل، ومنها ما يملك الجمال ليحتل مساحات من شوارعنا، والأروع أنه لن تحتاج للكثير من المياه، لأنها توجد الآن في السفوح وعلى الأراضي المنبسطة وفوق الجبال، دون أية مساعدة من بشر ودون يد تقدم مياهاً للري. تلك النباتات لا توفر فقط الكميات الهائلة من المياه التي تستخدم للري، وإنما سوف توفر لنا ما يمكن تحويله لمواد غذائية ولوقود حيوي، وربما نتحدث عن أن مياه الري يعاد استخدامها، ولكن رأي العلماء أن تلك المياه حتى وإن تمت معالجتها، لابد أن تبقى بها مواد ثقيلة تستقر في الأرض وتتراكم مع مرور الأيام والسنين، حتى تصبح ذات يوم مشكلة خطيرة تنبئ بكارثة جديدة، وهذا رأي الخبراء والعلماء وليس اجتهاداً منا. إننا بحاجة لإعادة النظر بشأن ما يتم استيراده من نباتات ربما يكون لها مظهر جميل، ولكنها كلفت ملايين الدراهم من أجل السماد والمبيدات والمياه المعالجة التي أيضا كلفت ملايين الدراهم، ولكن نباتات الدولة المحلية لن تحتاج إلا للقليل من العناية. وفي ذات الوقت هي مقاومة للحشرات والحرارة، ولذلك هي مرشحة لأن تكون البديل من أجل مواجهة شح المياه، والاستغناء عن الكميات التي تستخدم للري، وكل المطلوب تكثيف الدراسات حولها للبدء في نقلها للمدن، لتدخل البيوت وترعى الحدائق المنزلية. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©