الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العرب حددوا مواسم الأنواء الجوية عبر علم الفلك

العرب حددوا مواسم الأنواء الجوية عبر علم الفلك
1 أكتوبر 2012
الشارقة (الاتحاد) - كان العرب بحاجة إلى الإلمام بعلم الفلك ومواقيت ظهور الكواكب الثابتة أو المجموعات النجمية وهي الكوكبات، لعلاقتها بالأنواء الفصلية والمواسم، وهي ضرورية لحياتهم أيضا إذ اعتمدوا عليها في معرفة سبلهم في الصحارى الخالية كمعالم أو علامات يستدلون بها، فكانت النجوم هي علاماتهم.. وقد جاء في الآية الكريمة: «وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُون».. فكانت رحلتهم للشام بالاسترشاد بالنجم القطبي وإلى اليمن بالاسترشاد بالنجم سهيل. وقد لوحظ أن هناك اهتماما مبكرا لدى العرب بالنجوم، حيث سماء الجزيرة العربية تكون صافية معظم أوقات العام، والأجواء الصحوة جعلتهم يرتبطون بعلامات السماء فهي دليلهم على الأرض، وهي مواقيتهم في تحديد الأزمنة وهي ملهمهم في الأدب والشعر حيث حاكوا أساطيرهم حولها، وفي لقاء مع إبراهيم الجروان، الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، والمشرف العام للقبة السماوية بالشارقة، تحدث حول الأنواء والمواسم ليمنحنا مزيدا من المعلومات، قائلاً: عرف عرب الجزيرة العربية مصطلحات وتسميات الأنواء الجوية للتعبير عن مواسم الإمطار وهبوب الرياح والعواصف، عن طريق حسابات الدرور التي تعتبر من التراث المحلي، كما عرفوا أوقات الحر والبرد وتحركات الغيوم وهدوء وغضب أمواج البحر، وكل ما يتعلق بتغيرات الأجواء ومواسم الزرع والحصاد والصيد، وعلاقة ذلك بالمظاهر الفلكية من تغير موقع الشمس وأطوار القمر، وأيضا طوالع النجوم اللامعة ومواعيد الأنواء، وعلاقتها بالمنازل القمرية داخل البروج الشمسية، حتى ثبتت هذه التسميات واستمرت إلى وقتنا هذا، وهناك بعض التسميات جاءت من عدة مصادر منها ماله علاقة بمراحل نضوج ثمار النخيل، مثل الخريف الذي نسبه البعض إلى خرف التمر. ويضيف الجروان: هناك أيضا ما هو مرتبط بحرارة الجو مثل شهر ربيع وجماد، وكان ارتباطهما بحرارة الجو في زمن النسيء، حيث كانت العرب قبل الإسلام تنسئ أي تزيد شهرا قمريا على السنة الثالثة، أي كل ثلاث سنوات، وذلك لتتوافق السنة القمرية مع السنة الشمسية، فيظل رمضان في وقت الرمضاء والحر، وجماد وقت البرد، وهذا ما تعمل به اليهود إلى زماننا هذا وقد حرمه الإسلام، ونزلت آية في تحريمه «إنما النسيء زيادة في الكفر». أيضا انتبه علماء العربية إلى أن أسماء بعض الأشهر لا تنطبق مع المعاني التي تفهم منها، مثل رمضان وهو من الرمض وهو الحر الشديد مما يدل على أنه من أشهر الصيف، وهو حاليا شهر متنقل ينتقل بين الأزمنة في ثلاثة وثلاثين شهرا قمريا يمر خلالها بكل الفصول، وأن الوقت مقدار من الزمان ويكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر، والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة التي تطلق على فترة ما، فيقال خمس سنوات، ويقال عام ألف وأربعمائة هجرية. ويضيف الجروان موضحا أن دائرة البروج أو منطقة البروج هي منطقة في السماء 9 درجات شمالا و9 درجات جنوبا، حول مسار الشمس الظاهري الذي تتحرك فيه الشمس عبر السماء، وهو مدار الشمس الظاهري على الكرة السماوية، وتحتوي دائرة البروج على البروج الاثني عشر. كل ذلك من أهم ما يستدل به العرب على المواسم سواء بالنسبة للصيد في البحر، أو للزراعة أو السفر ويعرفون منه خروج ودخول الفصول في السنة الواحدة، ولكل نجم حسابات تم وضعها يعرف من خلالها متى يتم تقليب الأراضي الزراعية ومتى توضع الأسمدة، ومتى يزرعون والوقت المناسب للحصاد، وحتى بالنسبة للصيد فإن أهل الخليج قد حفظوا عن ظهر قلب موعد وضع الأسماك للبيوض، وخلاله يمتنعون عن صيد أنواع بعينها كي يتيحوا للأمهات الفرصة لوضع البيض. ومواطنو الإمارات والخليج العربي يعرفون بواسطة حسابات الدرور موعد هجرة الأسماك وموعد عودتها، ويستدلون بالنجوم خلال سفرهم بالسفن على الطرق التي يسلكونها في البحار والمحيطات، ومن أشهر البحارة الذين جابوا البحار والمحيطات الرحالة فاسكو دي جاما. كما برز أحمد بن ماجد بن عمرو الأسدي التميمي، وتم تلقيبه بأسد البحار وهو ملاح من إمارة رأس الخيمة، وقد حفظ البحار والمحيطات عن ظهر قلب، لأنه كان يحفظ أسماء النجوم والبروج والطوالع، وهو من ورث الملاحة عن والده وجده، وأسهم في معرفة القياسات وصفات البحر والبحار وأسماء الأماكن، كما اشتهر كأحد كبار قادة البحار في البحر الأحمر، وبلغ صيته حتى الصين وسطر اسمه في سجلات التاريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©