الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع - عبد الرحمن لوتاه

26 يناير 2007 02:13
الفرق بين الملعب والاستوديو رغم كل ماقيل قبل مباراة العراق والسعودية وللأسف من كثيرين- سواء في وسائل الإعلام بأنواعها أو في المجالس أو في دهاليز البطولة وبين المشاركين فيها- عن نية الفريقين (الصعود معاً بالتعادل) إلا أنهما أثبتا في المباراة عكس ماتوقعه وروج له البعض، فكانت مباراتهما في أدائها قبل نتيجتها خير دليل على دحض الشائعات، وأثبتت أن شعب الخليج وبطولته لايعرفان التواطؤ وأنه غير موجود في قاموس البطولة ولا يمكن أن يتواجد، ولو حصل التعادل بين الفريقين فلن يلومهما أحد، لأنهما فريقان كبيران وأديا مباراة جيدة وأكثر من نزيهة وأثبتا أن بطولة الخليج لامكان فيها لمثل هذه الأمور مثل ما أشيع قبل المباراة· إن المتابع لأحداث البطولة وللتغطية الإعلامية سوف يلاحظ تغييراً كبيراً بين التغطية الإعلامية في السابق وبين التغطية الإعلامية في هذه البطولة، وهذا شيء جيد يحسب للبطولة ولكننا نتمناه أن يكون جيداً في نوعية التغطية وليس فقط في حجمها، نتمناه إعلاماً واقعياً ومنطقياً بدل أن يكون إعلام مبالغة ومهاترات، نتمناه إعلاماً هادفاً رزيناً لا إعلام حروب وإشاعات، نتمناه إعلاماً متطوراً كما تطورت البطولة فنياً لا إعلاماً يعود بالبطولة الى الوراء، هي مجرد أمنيات قد يحققها لنا البعض وقد لاتجد لدى البعض الآخر أذناً صاغية، لأنه لايستطيع العيش في الأجواء النظيفة ولذلك هو يسعى لتعكير الجو ليعيش· كثيرة هي أستوديوهات التحليل الكروي هذه الأيام وبرامج الرياضة المتعلقة بتحليل مباريات البطولة ومليئة بأشكال وألوان من البشر تحلل قبل المباراة وأثناءها وبعدها ويكثر فيها الحديث والكلام الفني وغير الفني، وأغلبه لاعلاقة له بالمباراة ولابالتحليل الفني، لأن أغلب الحديث عن المباراة يصدر من أشخاص غير فنيين وهو مجرد (كلام) يملأ به ضيوف البرنامج وقت البرنامج في مقابل التواجد داخل الأستديو أوحباً في الظهور الإعلامي فقط، وقليل منهم من يكون فنياً مختصاً ومؤهلاً للحديث عن المباراة من ناحية فنية حتى صار الحديث عن المباراة لايختلف بين الجالسين على المقهى وبين بعض المحللين الرياضيين، وحوَّل البعض كأس الخليج وكأنها موسم تجاري أو(سوق الجمعة)- إن صح التعبير- وحوَّلها البعض الى مصدر رزق ودخل إضافي، وكل هذا بعيد عن (التحليل الفني) وقد يكون أي شيء آخر من التحليلات· أخيراً فإن كل مايقال ومايكتب عن أي مباراة قبل أن تلعب هو مجرد أقوال مرسلة يتفنن المتحدث أو الكاتب بالحديث عنها ويقول مايشاء، ويكثر الحديث الفني من أشخاص غير فنيين، فالفني الوحيد والمختص قبل وأثناء وبعد المباراة هم مدربو الفريقين المتباريين، وكل مانسمعه ونشاهده من كلام عن الأمور الفنية ليس هو الحقيقة، فالتدريب ووضع الخطط يكون داخل الملعب، أما الاجتهادات من داخل الأستوديو فهي مجرد كلام مرسل لايجب الأخذ به كمسلَّمات، وعليه لايمكن الركون إليه كحقيقة لتقييم عمل المدربين· (من يجلس داخل الأستوديو ليس كمن يجلس داخل الملعب) شعار أتمنى أن تضعه جميع تلفزيوناتنا في البرامج التحليلية كخلفية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©