الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض دولي للكتاب يتوج احتفالات الجزائر باليوبيل الذهبي لاستقلالها

معرض دولي للكتاب يتوج احتفالات الجزائر باليوبيل الذهبي لاستقلالها
1 أكتوبر 2012
حسين محمد (الجزائر) - احتضن «قصر المعارض» بالجزائر العاصمة الدورة الـ17 للمعرض الدولي للكتاب، بمشاركة 749 دار نشر تنتمي إلى 36 بلداً، منها فرنسا، التي جاءت في مقدمة دور النشر الأجنبية باعتبار الفرنسية اللغة الأجنبية الأولى في الدولة. وشهدت دورُ النشر الجزائرية حضوراً قياسياً بـ240 داراً، والعربية بأكثر من 450 داراً أغلبها من لبنان ومصر وسوريا. وجاءت إقامة المعرض تتويجا لاحتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لدحر المستعمر الفرنسي وإعلان الاستقلال. في الصدارة حرص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تدشين المعرض بنفسه وطاف طويلاً رفقة وزيرة الثقافة خليدة تومي، بمختلف أجنحته وتوقف في بعض الأجنحة المحلية والعربية، ويبدو أن لهذا الاختيار علاقة بمدى عرضها لكتب تتناول الثورة الجزائرية (1 نوفمبر 1954- 5 يوليو 1962)، والتي تحتفل الجزائر منذ 5 يوليو 2012 بالذكرى الخمسين لانتصارها على الاحتلال الفرنسي، وتتويجها باستقلال البلاد في 5 يوليو 1962. وقدّمت دار «الشروق» المصرية بالمناسبة بعض الكتب هدية للرئيس بوتفليقة، وتتناول بعض الشخصيات الوطنية الجزائرية وفي مقدمتها الشيخ عبد الحميد ابن باديس، المعروف بـ»رائد النهضة الجزائرية الحديثة»، والذي ناضل طويلاً للحفاظ على إسلام الجزائر وعروبتها وأسهم في إحياء الفكر التحرري لدى الجزائريين. بينما قدَّم محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، للرئيس ديواناً يتضمن أهم ما كتبه أبرزُ الشعراء المصريين من قصائد يمجّدون فيها الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. وحرصت العديدُ من دور النشر المحلية على إبراز الكتاب التاريخي في صدر أجنحتها احتفالاً بهذه الذكرى البارزة في تاريخ البلد، فقدمت «دار الكتاب الحديث» مجموعة كتب ثورية ومنها مجلّد «تاريخ الجزائر الحديث»، كما قدمت «دار الهدى» آخر ما صدر عن المناسبة في عام 2012، وعرضت «منشورات الشهاب» عددا من الكتب التاريخية المميزة التي استقطبت القراء باللغتين العربية والفرنسية، ومنها «هنري كيريال وشبكات دعم الثورات» للمؤلف الفرنسي جاليسو رونو، الذي أشاد بدور كيريال في دعم الحركات التحررية عموماً والثورة الجزائرية خصوصاً والتي كان أحد ابرز أصدقائها من الأوربيين، وتعرض لاضطهاد الفرنسيين بسبب إصراره على نصرتها. وأكدت جويدة حميران، مسؤولة بـ»منشورات الشهاب» أن الكتاب حظي بإقبال كبير من القراء الذين تهافتوا على اقتنائه ولاسيما حينما لبى رونو دعوتها وحضر يوم 22 سبتمبر إلى جناحها لبيع كتابه بالتوقيع. وأكدت حميران أن «الكتاب الثوري حظي هذه السنة باهتمام كبير من زوار المعرض». وقدمت الدارُ أيضا كتاب «هذا اليوم.. 5 يوليو 1962»، الذي يصف فيه 16 كاتبا جزائريا بارزا معايشتهم للفرحة العارمة، التي غمرت الشعبَ كله يوم الاستقلال واحتفالاته الصاخبة في ذلك اليوم التاريخي، إثر انتصاره على للاحتلال الفرنسي الذي جثم على صدره 132 عاما. «التقليدية» تتراجع اشتهر معرضُ الجزائر الدولي في أغلب دوراته السابقة باستقطابه لثلاث فئات من القراء، تتعلق الأولى بالكتاب الديني، والثانية بشبه المدرسي الموجه للطلبة، والثالثة كتب الطبخ والحلويات التي تستقطب السيدات، إلا أن طبعة هذا العام خالفت هذه «القاعدة»، ولوحظ تراجعُ الإقبال على هذه الكتب مقارنة بدورات السنوات الماضية، وأوعز بعض الزوار ذلك إلى ارتفاع أسعار الكتاب الديني، بينما أكدت دور النشر العربية أنها خفضت الأسعار إلى حد أن أصبح معها هامشُ ربحها ضئيلاً حفاظاً على قرائها من الجزائريين، بينما عزا متتبعون آخرون الأمر إلى خصوصية هذه الدورة التي جاءت للاحتفال بمناسبة مرور نصف قرن على استقلال الجزائر، حيث أُعطيت توجيهاتٌ لمختلف دور النشر الجزائرية وحتى العربية بضرورة إبراز الكتاب التاريخي ومنحه الأولوية والصدارة في العرض. واعتبر الطلبة المعرضَ فرصة لاقتناء الكتاب شبه المدرسي بأسعار مناسبة مقارنة بأسعار المكتبات، أما الباحثون الجامعيون المتخصصون فأقبلوا بكثرة على اقتناء الكتب النادرة في مختلف التخصصات الجامعية من مختلف الدور العربية، يقول جمعي يحياوي، وهو باحث يعدّ أطروحة ماجستير في الاقتصاد «جئتُ من ولاية باتنة ( 430 كلم شرق الجزائر) بحثاً عن كتب قد تنفعني في أطروحتي التي بدأتُ التحضير لها مؤخراً، هي فرصة نادرة للباحثين الجامعيين لا تتكرر ولا ينبغي تضييعُها». ويؤكد أحمد اليازوري، صاحبُ «دار اليازوري» ونائب رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، أن «إقبال الباحثين الأكاديميين الجزائريين على الكتاب الأكاديمي في مختلف التخصصات كبيرٌ للغاية، وخاصة الاقتصاد والعلوم الإدارية ومختلف العلوم الإنسانية». ومن خلال مشاركة الدار الأردنية في 10 دورات كاملة، أصبحت منذ 5 سنوات «تضع احتياجات الباحثين الجزائريين من الكتب الأكاديمية ضمن معايير نشرها». ويضيف اليازوري «القراءة في تصاعدٍ متواصل بالجزائر، ومعرض الجزائر الدولي للكتاب هو أقوى معرض عربي يقبل أهلُه على اقتناء الكتب، وهو أكبر المعارض العربية التي يتجمع فيها الناشرون العرب، ومعرض هذه السنة يمهِّد لانتخابات اتحاد الناشرين العرب في 2013». العودة إلى «القصر» خلافاً للدورتين الماضيتين اللتين شهدتا امتعاضاً من الناشرين المحليين والعرب لإقامتهما في مخيَّم واسع، أبدى أغلبُهم هذه السنة ارتياحه لعودة المعرض إلى «قصر المعارض»، والذي يعتبره زغاد إسماعيل، ممثل «دار الهدى» الجزائرية مكانه الطبيعي الذي يشجع القرَّاء على زيارته. وشهد المعرض إقبالاً هائلاً من الزوار، ولم تقدِّم بعد الهيئة المنظمِّة له أية أرقام تقريبية حول عددهم هذه السنة، ولكن رئيس محافظة المعرض، حميدو مسعودي، قدّر عدد زوار دورة 2011 بنحو 1.2 مليون زائر. وتوقع العديدُ من المتتبعين أن يفوق عدد الزوار هذه السنة، مليوناً ونصفَ المليون زائر. ووجدت «دار الكتب القانونية.. مصر- الإمارات» ضالتها في معرض الكتاب، ووجد الباحثون في العلوم القانونية بدورهم ضالتهم فيها من خلال ما توفره من كتب قانونية متخصصة، ويؤكد مدير الدار، أسامة شتات أن «إقبال القراء في دورة هذه السنة يفوق السنوات الماضية بكثير». مشيرا إلى أن قراءً من العامة يقتنون أيضاً الكتب القانونية، وليس الباحثون في القانون وحدهم، معتبرا الجزائريين «مـن أكثر الشعوب العربية شغفاً بالقراءة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©