الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفريق التاسع - محمد بن سيف الرحبي

26 يناير 2007 02:14
الألعاب المصاحبة لا أدري أي فكرة تلك التي نبتت في أذهان ربابنة الرياضة الخليجية، خاصة أولئك المعنيين بدورة الخليج، فما جدوى كل ذلك الظلم الذي يقع على الألعاب المصاحبة في الكأس الخليجية والمشاركين فيها؟ ظلوا طوال الدورة في الظل، لا أحد يكاد يتذكر من فاز ومن خسر، العيون مصوبة أحداقها باتجاه كرة القدم، أين تدحرجت وأي رأس دحرجت؟ عرفت المنطقة كأس الخليج بكرة القدم، حفظت نجومها وتتبعت سخونتها والتصريحات المشتعلة، تنافست المنتخبات عليها وبذلت الغالي والرخيص لإعداد منتخب يستطيع أن يقف وراءه مواطنو كل دولة بفخر مع أشقائهم مواطني دول الخليج الأخرى، سبق مجلس الخليج الكروي تأسيس مجلس التعاون، وتعاون أبناء الخليج في مجال الكرة قبل التفكير في كيان سياسي يجمع بينهم، منذ سبعينيات القرن الماضي وكرة القدم هي السفير الدائم بين دول الخليج، حطت في المنامة وكانت الحركة الرياضية في أبسط وجودها، مثلما عرفت الترحال في جميع البلدان الخليجية الأخرى، وفي كل مرة كان يضاف صرح على الأرضية الرياضية في كل دولة منها· هذه كرة القدم التي شكلت البعد الخليجي، ووقعت بامتياز على هذا التواجد بين الأشقاء، وحتى بعد أن خفت صوت عواصف الصحراء والحروب، كانت عودة العراق مشهودة الى كيانها الخليجي عبر كرة القدم، سبق ذلك افتتاح السفارات وإعادة السفراء· دورة الخليج لبست ثوبا مميزا يوائم بين فكرة البطولات القوية، ومفهوم البيت الخليجي الواحد، ليس مهما أن تكون هناك حساسيات بين فريق وآخر، وجمهور وجمهور، فهذا يحدث حتى داخل البيت الصغير، وهذه متعة كرة القدم، موقعة سلمية تخضع لقانون المحبة قبل قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم، تجاوزت هذه البطولة المراهقات الكروية التي وسمتها في مراحلها الأولى، صارت ناضجة وقادرة على وضع التفكير المنطقي والعقلاني فوق كل شيء، صارت الروابط أكثر متانة، فلم نسمع التصريحات الحارقة للمشاعر بأن فريقا ما يفكر في الانسحاب، وأن التهديد بالخروج من البطولة يصبح الكلمة السهلة على الأفواه لتبدو كأنها انتقام، تجاوزت البطولة تلك الحساسيات المفرطة لتضع الحدث في مستواه الناضج والرائع· كل ذلك فعلته كرة القدم، ونجومها الذين تألقوا فحفظتهم الذاكرات الرياضية الخليجية، لكن من يتذكر نجوم كرة السلة أو الطائرة؟ كم واحدا منا يعرف أسماء لاعبين في كرة اليد؟ هم قلة من يدركون ذلك، وقد يكون من الممكن معرفتهم بشكل أكثر لو كانوا وحدهم دون أن تحمل ظل ما تحدثه كرة القدم من أضواء· الدورة المقبلة في مسقط وقد لا تكون تلك الألعاب حاضرة، هذا ما يمكن قراءته في ضوء تصريحات المسؤولين العمانيين الذين لا يبدون حماسا لفكرة الألعاب المصاحبة، فوجودها أشبه بفكرة الحسناء التي تسير في زفتها مجموعة من الفتيات، حتى وإن كن أكثر جمالا لكن لا أحد يتذكر سوى تلك الحسناء صاحبة الحظوة·· وسيدة الفرح، ومن البديهي ألا تترك حسناء الخليج مكانتها لأي ضرة تقترب منها، فهي الدرة التي رعاها أهلها طوال عقود من السنوات، فرحوا معها، وبكوا حين فقدوا فرصة الاقتراب من حظوتها، فرفقاً بمن يسير في ركب سيدة الرياضة الخليجية، هم أبطال أيضا، لكن ضعوهم في مكانهم تحت ضوء الشمس، لا في مكان خلفي حيث يشار اليهم ضمن عمود صغير داخل صحيفة· alrahby@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©