الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرات تعزز ارتباط العمل الصحفي بالتكنولوجيا الرقمية

مبادرات تعزز ارتباط العمل الصحفي بالتكنولوجيا الرقمية
1 أكتوبر 2012
نسبة كبيرة من الصحفيين باتوا غير قادرين على العمل من دون الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي يعبر فيه عدد منهم عن قلقهم من خطر مواقع التواصل على مهنة الصحافة، ويستمر بالمقابل في إطلاق المزيد من المبادرات الهادفة إلى رفد مهنة المتاعب بدفع جديد، وذلك جنباً إلى جنب جهود المزاوجة بين التكنولوجيا الرقمية وعمل الصحافة، محترفين ومؤسسات، على الرغم من وجود مخاوف تتعلق بخصوصية الصحفيين وإنتاجيتهم، وأحياناً تصل إلى قلق من تأثير الإعلام الاجتماعي على استمرارية الصحافة بمفهومها التقليدي. أبوظبي (الاتحاد) - من المبادرات الجديدة الرامية إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في العمل الصحفي؛ إعلان جائزة أوروبية غير مسبوقة، وإطلاق مسابقة تمويل أوروبي للكتابات الصحفية، أما اللافت فكان سعي مجموعة باحثين أوروبيين إلى مساعدة الصحفيين على الاستفادة من الشبكات الاجتماعية. «اللاقط الاجتماعي» يرتكز عمل هؤلاء الباحثين على مبدأ أن وضع ونشر تحديثات مستمرة متوافرة على منصات التواصل الاجتماعي، يعني وجود كميات هائلة من البيانات التي يتاح للصحفيين التبحر فيها والتدقيق والاستفادة منها في قصصهم وتحليلاتهم، مثل متابعة الأخبار العاجلة المتتالية المتعلقة بحدث ما أو مراقبة ردود فعل الجمهور المتابع للبيانات المتلاحقة على مواقع التواصل. ولكن برنامج مشروع الأبحاث الذي يسمى «اللاقط الاجتماعي»، وجد أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تعلق مثل هؤلاء الصحفيين بمواقع التواصل كلياً. وهذه النتيجة هي من نتائج السنة الأولى للبحث الذي يستمر ثلاث سنوات ويسهم في تمويله جزئياً «برنامج ورشة العمل السابعة» التابع للمجموعة الأوروبية. وركز البحث حتى الآن على كيفية تعامل الصحفيين في أوروبا مع محتويات وسائل التواصل الاجتماعي والمصاعب التي يجدونها في ذلك، ولكنه تناول فقط حالتين من حالات استخدام الصحفيين لوسائل الاتصال الاجتماعي، وهما الأخبار ومعلومات الترفيه. ففي حالة الأخبار مثلاً سيساعد البحث على تحديد وابتكار نموذج تطبيق يكون موجهاً للصحفيين الذين يبحثون عن شبكات اجتماعية لأجل الأخبار. وفي نهاية المشروع ستكون هناك فترة تقييم للدرجة التي يمكن فيها أن يصبح نموذج التطبيق المقترح منتجاً تجارياً أو قسماً يمكنه تغذية منتجات تجارية أخرى. أفضل الممارسات في هذه الأثناء، جاء إعلان إدارة موقع «تويتر» عن إطلاق خدمة تسمى «أفضل الممارسات» للصحفيين ولغرف الأخبار، ليؤكد أهمية بحث «اللاقط الاجتماعي» ويتقاطع معه. وتشمل الخدمة الجديدة بشكل رئيس أربع أدوات هي: «أطلق تغريدة القوية»، و»استخدم روابط المواضيع/ الهاشتاغ في سياق ما»، و»اذكر مصادرك»، و»تشارك في قراءاتك». وقال موقع «تويتر» إنه قام بتحليل آلاف التغريدات من 150 مصدراً إخبارياً معروفاً وصحفيين أفراد من مختلف أرجاء العالم من أجل التوصل إلى أول أربع «أفضل ممارسات». وأوضح مارك لوكي، مدير المحتوى الإبداعي للصحافة والأخبار في «تويتر»، أن واحدة من أفضل الممارسات لزيادة الانخراط والالتزام في الموقع بالنسبة للصحفيين هي أن يغردوا بشكل دوري عن مواضيع يقومون بتغطيتها في عملهم. وتحدث لوكي عن بحث قام به الموقع بهذا الشأن، ونقل عنه موقع» برو آند نيوز» أن «بحثنا يظهر أن ازدياد عدد المتابعين للمستخدمين الذين يضعون عدداً من التغريدات بين أوقات زمنية قصيرة هو أكثر بنسبة 50% من المعدل». وذكر كذلك أن التغريد «الحي» أو وضع تحديثات عن حدث إخباري متعلق بتغريدتك الأساسية هو أيضاً طريقة لزيادة المتابعين وتعزيز التفاعل. الإنتاجية والخصوصية ينظر المعنيون بأهمية إلى مثل هذه النتائج والأبحاث انطلاقاً من العدد المتنامي للصحفيين الذين بات عملهم معلقاً بمواقع التواصل الاجتماعي أو هذا ما يظنونه. وفي هذا الإطار، بيَنت دراسة بريطانية جديدة أن أكثر من 25% من صحفيي المملكة المتحدة قالوا إنهم «لا يستطيعوا العمل بعزل عن وسائل الإعلام الاجتماعي». وذكر موقع «أيجوفمونيتور» أن دراسة «الصحافة الاجتماعية لعام 2012» الصادرة عن جامعة كنيسة القديس كاونتربري وسيسيون، كشفت كذلك عن قلق الصحفيين بشأن تأثير الإعلام الاجتماعي على إنتاجيتهم وخصوصيتهم، حيث صرّح 16% من الصحفيين المستجيبين مع الدراسة أن «الإعلام الاجتماعي سيقتل الصحافة». ومقارنة مع دراسة الجهة نفسها للعام الماضي، خلص البحث إلى أن الصحفيين استخدموا هذا العام أدوات إعلام اجتماعي متنوعة أكثر، كما أنهم باتوا «أكثر تبعية للإعلام الاجتماعي في العديد من مهام عملهم». وشمل المسح البحثي للدارسة استخدامات الصحفيين وانطباعاتهم وموقفهم من الإعلام الاجتماعي لدى 769 صحفياً من المملكة المتحدة ممن تم استطلاع آرائهم عبر الإنترنت. جائزة فلكية من ناحية ثانية، أعلنت مؤخراً نتائج الدورة الأولى للجائزة الأوروبية للصحافة المتخصصة بعلم الفلك، حيث أقيم للغاية حفل في مجلس العموم البريطاني لمنح الجائزة الجديدة التي فازت بها كاتيا موسكفيتش الصحفية في شبكة بي بي سي. وضمت لجنة التحكيم ممثلين عن المرصد الجنوبي الأوروبي (المعروف بـ ESO) و«مجلس التسهيلات التكنولوجية والعلمية»، الذي نظم مسابقة الجائزة بالتعاون مع الهيئة الفلكية الملكية وجمعية الكتاب العلميين البريطانيين. وقال موقع «ريداوربت»، المتخصص في شؤون الفلك، إن الهدف من الجائزة هو تعزيز تغطية وسائل الإعلام لشؤون الفلك كسبيل للتعريف بروائع الفلك، مشيراً إلى أن هذه التغطية تعتبر سبباً رئيساً لاختيار الطلاب وظائف في مجال العلوم. وقال أعضاء لجنة تحكيم الجائزة إنهم اختاروا الفائزة تقديراً للسلسلة المميزة التي كتبتها عن منظار المراقبة الضخم التابع للمرصد الجنوبي الأوروبي الواقع في بارانال في تشيلي. وتلعب المملكة المتحدة دوراً بارزاً في علم الفلك وفيزياء الجزيئات على السواء، وتحتل الترتيب الأول في العالم في علم الفلك. وفي سياق تشجيع الصحافة كذلك، تم مؤخراً الإعلان عن تمويل مشاريع الصحفيين لكتابة مواضيع وقصص إخبارية أوروبية أو عابرة للحدود، على أن تكون قصصاً مميزة تهم جمهوراً أوروبياً. وأوضح موقع على الشبكة متخصص في هذا الشأن (Jo rnalismf nd.e )، أن هذا التمويل يشمل أيضاً المواضيع الصحفية التي يتعاون فيها صحفيون من أكثر من بلد، لأن ذلك يسهم في حشد المعرفة والوقت لأبحاث أفضل. وبسبب تعدد اللغات والتقاليد الإعلامية، فإن مثل هؤلاء المتعاونين المحتملين لن يكونوا متنافسين مباشرة فيما بينهم، بل على العكس، فمن خلال قيام كل منهم نشر قصتهم الصحفية المشتركة لدى مجموعات وقراء أكبر بكثير ويمكنهم الحصول على ردود فعل أقوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©