الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار من كاليفورنيا

12 مارس 2009 02:34
لقد كان شهراً حافلا بالنسبة للعلاقات الأميركية- الإيرانية، فقد أطلقت إيران مؤخراً قمرها الاصطناعي الأول إلى الفضاء في ما اعتبرته صحيفة ''نيويورك تايمز'' ''طلقةً على الواجهة الأمامية للدبلوماسية الأميركية''، بينما نقل أوباما رسالة سرية إلى الرئيس الروسي في محاولة لتسخير الروس في جهود دولية لاحتواء برنامج إيران النووي، وكل ذلك في وقت يستعد فيه الإيرانيون للتوجه إلى صناديق الاقتراع في يونيو المقبل· غير أنه بينما يناقش عدد من المتنافسين في الحملة نجاح خطابات نجاد وسياساته، فإن الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية تواصل دورانها· لم يتأخر أوباما في التشديد على أن واشنطن ستواصل ''الحوار البناء'' مع طهران، في حين ألمح نجاد إلى بدء المحادثات في ''جو من الاحترام المتبادل''· وهذه كلها في الواقع خطوات أولى واعدة لنسج علاقات أميركية- إيرانية جديدة؛ غير أن إشراك إيران بشكل مباشر لم يحن بعد على اعتبار أن ما قد يُنظر إليه على أنه تدخل أميركي خلال موسم الانتخابات في إيران لن يخدم سوى مصلحة المتشددين· يصف النظام الإيراني الولايات المتحدة اليوم بـ''المتغطرسة العالمية'' أكثر من وصفه لها بالشعار القديم ''الشيطان الأكبر''؛ على أن الشعور بأن أميركا لا تحترم إيران شعور يتقاسمه المتسوقون العاديون والإصلاحيون الشجعان ورجال الدين المتشددون على حد سواء· وبالتالي، فإن تغيير هذا التصور السائد بين الشعب هو السبيل إلى أي تقدم في العلاقات· ومعلوم أن مركز السلطة في إيران هو خامنئي الذي يمارس سيطرة شبه تامة على الكثير من دواليب السلطة· وبالتالي، فإن الحوار مع المسؤولين الإيرانيين من أصغرهم إلى أكبرهم - بمن فيهم الرئيس ؟ ليس في الحقيقة سوى عملية نقل للرسالة إلى خامنئي، والفرق الوحيد هو من ينقل هذه الرسالة· وهنا يأتي دور كاليفورنيا، الولاية التي تقطنها جالية إيرانية كبيرة ومؤثرة وتستطيع، رغم وجود عدد كبير من الميول السياسية داخلها، لعب دور في نقل رسالة مهمة إلى مواطنيها السابقين· ثم إن التقويم الإيراني يقدم فرصة جيدة لأوباما من أجل التقرب منها والتواصل معها وتفنيد التصورات الخاطئة الشائعة بينها· ففي وقت لاحق من هذا الشهر، سيتم الاحتفال بـ''نوروز''، وهو أول أيام السنة الفارسية الجديدة؛ وهنا، يجدر بأوباما أن يغتنم هذه الفرصة للسفر إلى كاليفورنيا وعقد اجتماع في مجلس المدينة مع الجالية الإيرانية، حيث يستطيع من خلال إلقاء خطاب هناك، مخاطبة الشعب الإيراني والحكومة الإيرانية بشكل غير مباشر، من دون التداعيات السياسية لمفاوضات مباشرة قد تستغرق وقتاً طويلاً· ولأن الجالية الإيرانية تربطها وشائج قوية بوطنها الأم ومازالت على تواصل مع عائلاتها وأقاربها، فإن هذه الصلات غير المباشرة، هي التي ستنقل رسالة أوباما إلى بقية الإيرانيين· ويمكن لأوباما أن يشدد على أن ماضي إيران المتسامـــح والشامـــل والمتنوع لمرحلـــة ما قبل الثورة ينبغي أن يكون القدوة والنموذج بالنسبة للمستقبل· ومما لا شك فيه أن الحكومة الإيرانية قد ترى أن مصالحها الاستراتيجية تقتضي التلكؤ والمماطلة وتعمد الغموض من أجل تحسين موقفها التفاوضي، وهو ما يستوجب ضرورة أن تبقي إدارة أوباما عيونها مفتوحة وتراقب جيداً برنامج إيران النووي· ومع ذلك، فإن خطاباً من قبل أوباما يسعى رسمياً إلى إغلاق الفصل المتعلق بتصنيف إيران ضمن ''محور الشر''، ويستحسنه الإيرانيون العاديون، سيساعد على تحسين صورة أميركا هناك· فقد وجد الألمان شريكاً لهم في الرئيس كينيدي حين كانوا يعتقدون أنهم وحيدون ومُتخلى عنهم· وربما أزف اليوم الذي يجد فيه الإيرانيون الذين أُحبطوا من إخفاقات ثورتهم الأمل في كلمات بسيطة تنم عن الاحترام تصدر عن رئيس أميركي إنساني ومتعاطف· جوشوا جروس باحث بكلية فليتشر للقانون والدبلوماسية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©