السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دخلت السجن في مكناس

27 أكتوبر 2014 00:02
نعم، لقد دخلت السجن، ومعي 3 أشخاص، وهو من أضخم السجون في المغرب، ومن أشدها رعباً وقساوة، وكانت تجربة مخيفة، ولكنها شيقة، نويت بعدها، أن آخذكم معي في رحلة في هذا السجن الرهيب لمعرفة تفاصيله. لنرجع إلى البداية.. أتى شهر سبتمبر، وحل الشتاء، وهو الوقت المفضل لي لزيارة بلاد المغرب الجميلة، حيث جرت العادة خلال السنوات الماضية أن أقضي أياما من الشتاء في مدن المغرب المختلفة، إذ أجد نفسي في تلك البلاد، خاصة بعد تعرفي بمجموعة من الأشخاص الذين أفخر بالتعرف إليهم، ولم أكتف بالزيارة لوحدي، بل بدأت في السنوات الماضية بأخذ أصدقاء لي، لأعرفهم على وجه المغرب الحقيقي، وقد أصبحوا مغرمين مثلي بتلك البلاد التي ما زلت أرى أنها تحتاج منا لتعريف أكبر بمقوماتها السياحية القوية. مكناس.. أرض الزيتون هذه المرة كان جزء من الرحلة إلى مكناس، التي تعني (المحارب) باللغة الأمازيغية، وقيل: سميت مكناس بهذا الاسم لأن أهلها كانوا يكنسون الزيتون المتساقط من الأشجار في ضواحيها، فسموها (مكناس). مكناس: هي مدينة بناها المولى إسماعيل – الذي ستجد كل شيء مبني حول اسمه، وهي عاصمة الدولة الإسماعيلية، ومن غرائب ما سمعته عن المولى إسماعيل أنه كان لديه أكثر من 500 من الأولاد والأحفاد!!، وتقع مكناس في شمال المملكة على بعد 140 كيلومترا عن الرباط، والمدينة كأكثر مدن المغرب الحالية، تنقسم إلى قسمين، قديم، وحديث، صراحة كانت جولتنا مميزة جداً خاصة في الجزء الخاص بالمدينة القديمة، بداية من باب منصور (الذي يعتبر خامس أكبر باب في العالم)، ومروراً بمرابط الخيول، وصهريج الصواني وقصر المنصور، ومرورنا بالأسوار القديمة. عندما دخلنا السجن وقد دخلنا السجن؟ نعم سجن مولاي إسماعيل الرهيب، وكانت تجربة عجيبة، السجن كان خاصاً بالمعارضين للسلطان، ويسمى حبس أو سجن قارة، وهو السجن الوحيد في العالم – حسب ما يقال – بلا أبواب، كما أن مساحته تقدر بعشرات الكيلومترات، غير معروفة التشعب تحت مدينة مكناس، وقد بناه المولى إسماعيل – كما ذكرنا - لمعارضيه الذين يثيرون الفتن في ذلك الوقت، وهو بأكمله تحت الأرض. السجن عبارة عن دهاليز ومتاهات، ولكل قاعة عدة ممرات وتفرعات، وكما يقال فلم يدخل هذا السجن أحد، وخرج منه حياً، كما أن فيه قاعات للتعذيب والتعليق!! ولكي لا يضيع السياح فيه، تم إغلاق جزء منه، لفصل الممرات الباقية، حيث ضاع سياح أجانب في متاهاته قبل فترة من الزمان، ويقال إن مساحته تعادل مدينة مكناس بأكملها. السجن بكل صراحة يعتبر مكاناً رهيباً ومخيفاً، مع كل ما يحيط به من أساطير، وكان مرشدنا يحدثنا عن الكثير منها، والتي لا نعلم صدقها ومدى صحتها، ولكن المكان فعلاً مكان يقبض القلب، ويشير إلى حقبة مخيفة. هذه قصة دخولي إلى السجن، الذي خرجت منه من دون كفالة، وكانت من الزيارات المخيفة التي ستبقى مطولاً في الذاكرة. أبو اليازية - علي السعد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©