المزروعي: معرض بريسون يؤكد استقطابنا للأفضل بين فنون العالم

أتاح معرض المصور الفرنسي العالمي الراحل هنري كارتييه بريسون مشاهدة 160 صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود عكست حياة ومدن أوروبا وشعوبها في أوضاع متعددة ومراحل مختلفة على مدى ستة عقود ماضية· ويقدم معرض بريسون المقام حالياً في قصر الإمارات بأبوظبي تحت عنوان ''الأوروبيون 1929-''1991 صورة حيّة لأوروبا خلال السنوات التي تلت الحرب مباشرة ووثقت بصورة بليغة أحوال القارة في وقت كانت تكافح فيه لاستعادة عافيتها من ويلات الحرب العالمية الثانية· وكان محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث قد افتتح المعرض أمس الأول والذي يقام ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي ،2009 ويستمر حتى 31 من الشهر الجاري· وقال محمد خلف المزروعي في بيان صحفي لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ''يعتبر هنري كارتييه بريسون واحداً من أشهر المصورين الفوتوغرافيين وأكثرهم إبداعاً على مستوى العالم، وشغلت صوره بالأبيض والأسود خيال أجيال من المصورين الفوتوغرافيين''· وأضاف ''إن بريسون من أوائل المصورين الفوتوغرافيين الذين طوروا أسلوب ''تصوير الشارع''، ومن دواعي الفخر الكبير والسعادة الغامرة أن ترعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هذا المعرض''· وأكد المزروعي ''أن هذا المعرض يعد الأول من نوعه الذي يحتوي على 160 عملاً لبريسون يعرض في دولة الإمارات كجزء من مهرجان الإمارات الدولي للتصوير الفوتوغرافي· وأضاف ''وباستضافة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث هذا المعرض الأول في المنطقة تعزز التزامها باستقطاب الأفضل من بين فنون العالم وثقافاته، وتقديمه في الإمارات، وتؤكد على مهمتها في جعل أبوظبي العاصمة الثقافية للمنطقة·· ويتيح لنا تقديم هذا المعرض أيضاً فرصة العمل مع جهة مرموقة وهي وكالة ''ماغنوم للصور'' التي أسسها بريسون مع زملائه من المصورين الفوتوغرافيين روبرت كابا وجورج رودجر وديفيد سيمور عام ،1947 إلى جانب مؤسسة هنري كارتييه بريسون التي تشكلت في 2003 للمحافظة على إرث بريسون وضمان استمراريته للأجيال القادم''· وفي تصريح لـ''الاتحاد'' قال المصور الفوتوغرافي بدر النعماني المدير الفني لمسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي ومنظم المعرض ''يعتبر هذا المعرض هو الأول خليجياً ونقدم فيه أعمال بريسون خلال رحلته عبر القارة الأوروبية بين عامي 1929 و1991 حيث تعرض صوراً التقطها في عام 1929 وهي من أقدم الأعمال ولذا نرى أن كل الصور المعروضة هي الأصل الأول لالتقاطها''· ونوه النعماني إلى أن أعمال بريسون تدرس لاكتشاف كيفية خلق هذه التكوينات وهي التي أعطته عبقريته، هذا بالإضافة إلى أنه يعد واحداً من المبدعين في فن البورتريه والصور الصحفية التي كان يلتقطها وبخاصة إذا عرفنا أن من أبرز أعماله تصوير لغاندي· وأشار النعماني إلى أن بريسون كان يستخدم كاميرته الشهيرة ''لايكا'' التي تعتبر عشقه الأول والأخير حتى توقفه عن التصوير في آخر حياته ورجوعه إلى فن التشكيل حيث يعتبر من الرسامين السرياليين بالألوان المائية· وسبق أن قدم هذا المعرض للمرة الأولى في ''البيت الأوروبي للتصوير الفوتوغرافي'' بباريس، كما عرض في غاليري هيوورد بلندن عام 1998 احتفالاً بالذكرى الـ 90 لميلاد بريسون ''1908-''2004 وقد طور سحر الكاميرا بعد اكتشافه لـ ''لايكا'' كاميرته التي رافقته طيلة حياته وقد أقام معرضه الأول في نيويورك عام 1933 ووضع أفلاماً مع جان رينوار، وأصدر عام 1952 كتابه الأول ''صور على عجل'' وحصل على عدد كبير من الجوائز ''''10 وأقيمت معارضه ''31 معرضاً'' وأصدر كتباً عن التصوير ''38 كتاباً'' وصور ''7 أفلام عالمية'' وتقتني أعماله ''15مكتبة عالمية ومتحفاً ومعهداً للتصوير''·