الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراءة بوتين لسياسة واشنطن

27 أكتوبر 2014 00:10
بعد أن أكد على أنه لا نية لدى الكريملن في التراجع عن موقفه في أسوأ أزمة تقع بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة على خلفية المسألة الأوكرانية، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، بمحاولة «إعادة تشكيل العالم برمته» من أجل خدمة مصالحها الخاصة، وذلك في سياق خطاب ناري يُعد واحداً من أكثر خطاباته انتقاداً لسياسات واشنطن خلال فترة زعامته لروسيا. وبعد مرور سبعة أشهر على اندلاع النزاع في أوكرانيا الذي شهد مقتل 3400 شخص، تنبأ بوتين بأن هذا النزاع لن يكون أيضاً هو الأخير الذي يقع بين روسيا والولايات المتحدة، مندداً بالعقوبات التي فرضها البيت الأبيض على بلده قائلاً إنها لا تهدف سوى إلى إرغام روسيا على الإذعان. وفي كلمة بثت على القنوات التلفزيونية الوطنية ودامت قرابة ثلاث ساعات، لم يصدر عن بوتين أي مؤشر على إمكانية تقديم موسكو تنازلات لتهدئة المخاوف وبواعث القلق الغربية بشأن دور روسيا في أوكرانيا، التي ضغط فيها بوتين أولاً على الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش على خلفية اعتزام هذا الأخير توقيع اتفاقية تجارة مع الاتحاد الأوروبي، وقام فيما بعد بضم شبه جزيرة القرم بعد أن أرغم محتجون موالون لأوروبا يانوكوفيتش على الفرار. ثم ساعد أيضاً في إشعال تمرد موالٍ لروسيا في شرق أوكرانيا. وقال بوتين في هذا الصدد إن روسيا «لا تطلب من أي أحد إذناً» في ممارسة دورها وإبداء مواقفها تجاه مختلف شؤون العالم. وعلى رغم أن كلمات بوتين الغاضبة لم تحمل بين طياتها أي جديد، إلا أنها مثلت نموذجاً لخطابه المعارض للولايات المتحدة في منتدى سنوي هدفه الأصلي هو وضع لمسة ودية تجاه الغرب على صورة روسيا. يذكر أن بوتين يتحدث كل عام أمام «منتدى فالداي»، وهو تجمع لمحللين وصحفيين ومسؤولين من روسيا والغرب، وبعضهم معروف بانتقاده للكريملن. وقد عقدت دورة هذه السنة في منتجع «سوشي» على البحر الأسود. واللافت أن بوتين سبق له أن استغل مناسبة انعقاد المنتدى في الماضي لتقديم غصن زيتون لأولئك المنتقدين. ففي العام الماضي، على سبيل المثال، تلقى بوتين أسئلة من محامين من المعارضة بعد يوم على تقديم مساعديه تنازلات سياسية لهم. وفي بعض الأحيان، كان الرئيس الروسي يحكي نكتاً وطرائف أيضاً. غير أن خطاب وحصة الأسئلة والأجوبة لهذه السنة لم تضم أياً من التصريحات التي تهدف إلى تلميع الصورة. وبدلاً من ذلك، عبّر بوتين عن رؤية للعالم مباشرة وجدية تنتقد الولايات المتحدة، لأنها تستغل مكانتها كقوة عظمى خلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة لإملاء شروطها على بقية العالم. كما حمّل بوتين الولايات المتحدة مسؤولية التصاعد في الأعمال الإرهابية على الصعيد الدولي، واستئناف سباق تسلح عالمي، وتدهور عام في الأمن العالمي. وقال بوتين: «إنني أشعر دائماً بالذهول حيال مسؤولية شركائنا عن ارتكاب الأخطاء مرة تلو المرة»، متهماً الولايات المتحدة بتفريخ الإرهاب عبر قلب الأنظمة القائمة في كل من سوريا والعراق وأفغانستان. كارون دميرجيان * * موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©