إعداد - أنور إبراهيم:
تجرى اليوم في أحد فنادق مدينة دوسلدورف انتخابات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اليويفا لاختيار رئيس جديد لهذه الهيئة الكروية·
المنافسة ستكون على أشدها بين الرئيس الحالي السويدي لينارت يوهانسون (77 سنة) والنجم الكروي الفرنسي الشهير ميشيل بلاتيني الذي اكمل منذ شهور قليلة عامة الحادي والخمسين فهو من مواليد 21 يونيو ·1955
النتيجة ستتوقف الى حد كبير على اتجاهات وآراء الـ52 ممثلاً للاتحادات الأوروبية المحلية·· والمنصب يستحق عناء المنافسة عليه والقتال من أجله لما يتمتع به شاغله من مكانة ونفوذ كروي على مستوى القارة الأوروبية بل والعالم كله·
وعلى امتداد شهور طويلة حاول بلاتيني اقناع وإغراء ممثلي الدول الأوروبية المختلفة بأفكاره وآرائه ومقترحاته الجديدة والبطولات وشهرته كلاعب فذ أمتع الملايين بفنه لسنوات طويلة عندما كان يتألق سواء مع منتخب بلاده أو ناديه الايطالي الشهير يوفنتوس، قد يشفع له ويسهم في فوزه ولكن متى كان التاريخ الكروي وحده كافيا لنجاح نجم في منصب اداري رفيع المستوى؟
والحقيقة ان بلاتيني لا يعتمد فقط على كونه تدرج في الادارة وتقلد عدة مناصب ادارية هامة لعل ابرزها توليه رئاسة اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 1998 في فرنسا بخلاف توليه عوضية المجلس الفيدرالي لاتحاد الكرة الفرنسي ثم تعيينه نائبا لرئيس هذا المجلس في 2001 الى جانب عضويته للجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي وايضا اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئاسته لعدد كبير من اللجان·
وفي المقابل يعتمد يوهانسون من جانبه على سجله الحافل بالإنجازات على امتداد 17 سنة وخبرته ولباقته وقدرته الفذة على الحديث والاقناع·· ولكن هذه المدة الطويلة التي أمضاها على رأس الاتحاد الأوروبي ربما تكون مميزة له ونعمة عليه، وربما ايضا تتحول الى نقمة وعبء شديد يطيح به وبآماله في الاستمرار في منصبه·· دعونا ننتظر لنرى من يفوز هذه المرة·· بلاتيني أم يوهانسون؟
بلاتيني كيف جهوده خلال الاسابيع الاخيرة، بل والايام الخمسة الاخيرة قبل يوم الانتخابات (الجمعة) وزار عددا من جمهوريات الاتحاد السوفييتي (سابقا) وطرح افكاره وآراءه ومقترحاته الجديدة على الاتحادات الوطنية في هذه البلدان على أمل ان يحوز ثقتهم في اختياره·
وفي لقاء للنجم الكبير بلاتيني مع صحيفة ''ليكيب'' قبل الانتخابات قال: أول قرار سأتخذه عندما أفوز في هذه الانتخابات الصعبة هو تعيين لينارت يوهانسون رئيسا شرفيا للاتحاد·
فسألته الصحيفة: وماذا ايضا؟ فقال: سأغير اللوائح من أجل وضع آليات جديدة للعمل وتطوير الأداء·
وكشف بلاتيني النقاب عن انه عندما التقى بيوهانسون وجهاً لوجه منذ بضعة أشهر في سلوفينيا، قال له: لن أنسحب من ترشيح نفسي امامك فأجابني بقوله: أنا لم اطلب منك ذلك، وقلت له ايضا انني بمجرد انتخابي سوف اقترح فورا على الجمعية العمومية للاتحاد تعيينه رئيسا شرفيا·
وعندما بادرته الصحيفة بسؤال: وماذا لو خسرت؟ قال بلاتيني: لو خسرت سوف اذهب الى جزيرة بتذكرة ذهاب بلا عودة ولكنني على أية حال لا اعرف ما الذي يمكن ان يحدث بالضبط·· ففي وسطنا هذا من الممكن ان يحدث أي شيء ولكنني لا اصدق ان احدا يشتري الاصوات، والشيء الوحيد الذي اتأكد منه هو انني في دوسلدورف سألعب خارج أرضي·
تبدو باردا وهادئا·· هكذا سألته الصحيفة، فقال: نعم انا كذلك وانا لم ابع نفسي لكي يتم انتخابي واذا خسرت فسوف اكون محبطا وسأصاب بخيبة أمل لأنني اعتدت على الفوز والمكسب وإن كنت سأشعر في أعماقي بأنني فزت فعلا لأنني شرحت للجميع رؤيتي وفلسفتي في كرة القدم واقتنع بها الكثيرون وتلك هي اذن وصيتي·
واختتم بلاتيني كلامه قائلا: الطريق الى تطوير كرة القدم يأتي من توحيد الاسرة الكروية الأوروبية ولابد من جميع مسؤولي الاتحادات المختلفة حول مائدة تفاوض ونقاش ووضع ميثاق اوروبي او اتفاق جماعي يجعلنا بمنأى عن التدخلات الأجنبية في شؤون الكرة الأوروبية·
عدد اليوم
