الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محاربة الإرهاب في استراليا غرست بذور التشدد!

محاربة الإرهاب في استراليا غرست بذور التشدد!
5 أكتوبر 2015 18:24

قال خبراء إن تركيز الحكومة الأسترالية على الأمن الوطني والحرب على الإرهاب لمعالجة التطرف بدلا من التلاحم الاجتماعي واحتواء كل الأطياف ساهم في خلق بيئة أتاحت ظهور شبان مسلمين متشددين بأعداد أكبر من المتوقع. وتبذل السلطات في استراليا جهودا للتصدي لزيادة عنف الشبان في سن المراهقة داخل البلاد، وفي الوقت نفسه لمنع من يحاولون السفر إلى سوريا للقتال في صفوف المتطرفين.

ويمثل مقتل محاسب يعمل بالشرطة في سيدني يوم الجمعة على يدي صبي من أصل عراقي كردي أحدث حلقة في سلسلة هجمات مرتبطة بالتطرف. وقد أطلقت الشرطة النار على الجاني فرهاد خليل محمد جبار (15 عاما) وقتلته في موقع الجريمة. وقال جريج بارتون رئيس رئيس وحدة السياسات الإسلامية العالمية بمعهد ألفريد ديكن عن نشاط المتطرفين في استراليا «نحن نبذل جهودا فوق طاقتنا».

ورغم أن عدد السكان يبلغ 24 مليون نسمة، اثنان في المئة منهم فقط مسلمون، وكذلك المسافة الجغرافية الشاسعة التي تفصل بين استراليا والشرق الأوسط، إلا أن اتجاه شبان مسلمين في سن المراهقة للعنف في بلد اشتهر بالاستقرار الاجتماعي أمر محير.

وقالت آن علي الأستاذ المساعد بجامعة كيرتن إن تركيز الحكومة على التعامل مع قضايا الأمن الوطني واستخدام أساليب الشرطة مسألة حساسة. وأضافت «الكثير من الدول ينظر للأمر في الأساس على أنه قضية اجتماعية لها أبعاد تتعلق بالأمن الوطني ولذلك فالجهود الأولية تتركز في بناء مرونة المجتمعات والعمل مع التجمعات السكانية لا بالتعامل مع سلطات إنفاذ القانون».

وكانت آن علي قد حذرت السلطات قبل 8 سنوات من أن الأطفال المسلمين في سن صغيرة مثل السادسة تظهر عليهم علامات على عدم الرضا والانفصال عن المجتمع الأوسع. وأضافت أن هؤلاء الأطفال المسلمين ينشؤون في بيوت وأحياء يدور فيها الحديث بشكل مفرط عن الحرب على الإرهاب ويشعر فيها أباؤهم بوطأة ضغوط المجتمع ووسائل الإعلام. وقالت إن الخطاب السياسي في استراليا وتشريعات مكافحة الإرهاب التي وصفتها بأنها أقسى التشريعات عقوبة وأشملها في الدول الغربية كان لها دور في ذلك.
 
في عهد رئيس الوزراء السابق توني أبوت رفعت استراليا حجم إنفاقها على الأمن بأكثر من مليار دولار أسترالي (700 مليون دولار أميركي) في العامين الأخيرين واستحدثت قوانين مشددة من بينها حظر سفر المواطنين إلى مناطق الصراع مثل سوريا والعراق وفي الوقت نفسه سهلت مراقبة الاتصالات المحلية.

وقالت الحكومة إن القوانين الجديدة ساعدت في منع وقوع هجمات من بينها هجوم تردد أنه كان يستهدف احتفالات بذكرى الحرب العالمية الأولى في أبريل الماضي. وتم القبض على نحو 12 مراهقا في تلك الخطة وغيرها من أعمال إرهابية كان متطرفون يعتزمون تنفيذها. وكان فرهاد ثاني مراهق يقتل بعد شن هجوم على الشرطة. وقال بارتون إن الكثير من الأسباب التي تدفع الشبان في استراليا للتطرف ما زالت تمثل لغزا.

وأضاف «نحن لا نعرف مثلا السبب الذي يجعل مشكلة اتجاه الشبان للتشدد وتجنيد داعش لهم أقل في أميركا منها في استراليا». وفي حين أن قيادات التجمعات الإسلامية والحكومة والشرطة تقول إنه قد تم تحقيق تقدم في التصدي للميل نحو التشدد فإن الجميع يصرون على ضرورة تحسين التنسيق.

ويقول سمير دندان رئيس الجمعية الإسلامية اللبنانية أكثر المنظمات الإسلامية نفوذا في أستراليا إنه لم يحدث «تشاور حقيقي» مع الحكومة وإن قيادات الطائفة تشعر بخيبة أمل وإن العملية أرهقتها. ويأمل دندان أن يتم يتواصل رئيس الوزراء الجديد مالكوم تيرنبول الذي تولى منصبه خلفا لأبوت الشهر الماضي بشكل أفضل مع القيادات. وقال دندان «يعجبنا ما نسمعه لكننا نريد تواصلا عمليا وبرامج عملية وتغيرا في السياسة ».

واتفق معه بارتون في الرأي بقوله «المرة الوحيدة التي أعتقد أن بوسعنا أن نقول فيها إننا نبذل قدر ما نستطيع بدرجة معقولة هي عندما نستطيع أن نجاري الشبان ونصادقهم ونستثمر الوقت في حياتهم مثلما يفعل تنظيم داعش». وأضاف «فهو أكثر حماسة منا وأكثر التزاما ويبدو أنه يبذل جهدا أكبر منا».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©