من أجل أن تشعر الموظفات بأنهن أسرة واحدة مترابطة إنسانياً ومجتمعياً وليس فقط وظيفياً، أطلقت بلدية مدينة العين ممثلة بقطاع وسط المدينة مشروعاً نسائياً هادفاً خاصاً بموظفات البلدية، والذي يعتبر الأول من نوعه على صعيد بلدية العين، أطلقت عليه اسم فريق “جواهر” النسائي، الذي ينظم فعاليات وأنشطة اجتماعية متعددة.
(العين) - فريق “جواهر” النسائي، الذي أطلق على فريق مكون من موظفات في بلدية العين، أبصر النور منذ 10 أشهر تقريباً، قام خلالها بمجموعة من الأنشطة والفعاليات كان آخرها إقامة معرض “إبداعات موظفة” في مقر البلدية نفسه.
رؤية ورسالة
حول الفريق جواهر وأهدافه وأنشطته، تقول رئيسة “جواهر” فاطمة الشامسي “هو فريق نسائي يمثل موظفات بلدية مدينة العين، ويعبر عن رؤيتنا ورسالتنا المستمدة من رؤية ورسالة البلدية التي تهدف إلى تعزيز وتفعيل دور المرأة الإيجابي في المجتمع، وتوفير بيئة عمل تتناسب وتطلعات القيادة بتطوير الشخصيات النسائية، والنهوض بالأنشطة المختلفة، ضمن الأهداف الاستراتيجية”.
وتضيف “فريق جواهر الذي رأى النور في يناير الماضي، يعتبر أول مشروع نسائي في بلدية مدينة العين يهتم بالجانب الإنساني والعلاقات الاجتماعية بين الموظفات، كما سيساهم في خلق قناة جديدة تهتم بالعمل النسائي وتأصله وتبرزه على المستويات كافة، ونأمل أن يكون هذا الفريق نواة لفريق أكبر يشمل موظفات بلدية مدينة العين كافة مستقبلاً، وركيزة لإنشاء أول منتدى نسائي على مستوى الهيئات والمؤسسات الحكومية في مدينة العين”.
وتوضح الشامسي أن فريق جواهر يتكون من عضوية 8 موظفات و6 أخريات منتسبات للفريق، وجميعهن من موظفات البلدية، حيث تم ترشيح بعضهن من قبل مدرائهن، والبعض الآخر رشحن أنفسهن بأنفسهن، نتيجة إعجابهن بفكرة الفريق، ورغبتهن في المشاركة فيه.
ولا يقتصر تواصل فريق جواهر مع موظفات بلدية العين فحسب، بل يتعداه إلى التواصل المباشر مع نساء مجتمع مدينة العين، وفق ما ذكرته الشامسي، التي تشير إلى أن الغاية من ذلك هو إطلاعهن على الخدمات المقدمة من قبل البلدية واستطلاع آرائهن حول هذه الخدمات، وتلمس احتياجاتهن من خدمات إضافية، عبر الزيارات الميدانية والملتقيات الدورية التي تنظم معهن، من منطلق حرص الإدارة العليا في بلدية مدينة العين على إشراك المرأة في خططها التطويرية المستقبلية.
تحقيق الأهداف
حول آلية تحقيق أهداف الفريق الداخلية الخاصة بموظفات البلدية، تقول الشامسي “تعزيز وتفعيل دور الموظفة الإيجابي، وتنمية الجانب الإنساني، وتوطيد العلاقات الاجتماعية بين الموظفات، حققناه من خلال القيام بالواجبات الاجتماعية الخاصة بالموظفات، مثل تقديم العزاء أو التهاني في مختلف المناسبات، ومن خلال تنسيق بعض البرامج الترفيهية والتثقيفية للموظفات، وذلك بالتعاون مع الإدارات المعنية، ما يساهم في التواصل المثمر، وخلق جو من الألفة والتعاون والتعارف بين جميع الموظفات، ليس هذا فحسب بل إن الفريق شكل منبراً لبث هموم ومشاكل واحتياجات الموظفات، وذلك عبر تنظيم لقاءات مفتوحة مع الإدارة العليا استطعن من خلالها تقديم آرائهن ومقترحاتهن وإيصال احتياجاتهن إليها”.
واستطاع فريق جواهر أن يحقق نجاحات ملموسة على الرغم من أن تجربته لا تزال غضة، ولم تكمل عامها الأول. وحول الأنشطة والفعاليات المميزة التي نظمها الفريق، تقول الشامسي “حقق الفريق منذ انطلاقته نجاحات كبيرة في نشاطاته وفعالياته كافة، فالفريق قام بأنشطة داخلية وخارجية عدة، من أهمها مشاركة الفريق في الملتقى النسائي الشهري بالتعاون مع نادي ضباط شرطة العين، وتنظيم رحلة ترفيهية للموظفات، وتنظيم حفل شواء لموظفات البلدية”. ويضيف “قمنا كذلك بمشاركات داعمة في ختام الأنشطة الطلابية لبعض المدارس، وتنظيم الملتقى الأول لسيدات مدينة العين، والذي يعتبر أول ملتقى على مستوى موظفات مدينة العين، وتنظيم معرض إبداعات موظفة لموظفات بلدية العين، ومشاركة الموظفات في المناسبات المختلفة، وسيكون لدينا في المستقبل خطة لتوسيع أنشطة الفريق من خلال بناء شبكة علاقات قوية مع المراكز النسائية في مدينة العين كمرحلة أولى، والمراكز و المؤسسات النسائية في الدولة، والتي تُعنى بشؤون المرأة كمرحلة لاحقة، وذلك للاطلاع على أفضل الممارسات في هذا الجانب”.
إبراز المواهب
حول سبب تسمية الفريق باسم “جواهر”، تقول الشامسي “لأننا نعتبر المرأة جوهرة ثمينة لها قيمة وأثر كبير في مجتمعها قمنا بإعطاء الفريق هذا الاسم”.
وتتمتع بعض موظفات بلدية العين بامتلاكهن مواهب وإبداعات متميزة تحتاج إلى دعم وإبراز، ومن أجل ذلك أقام فريق جواهر في نهاية سبتمبر المنصرم معرضاً أطلق عليه اسم “إبداعات موظفة”. إلى ذلك، تقول الشامسي “أقمنا معرضاً على مدار يومين متواصلين على مسرح بلدية العين، عرضت من خلاله الموظفات المبدعات إبداعاتهن في مجالات عدة، مثل التصوير والرسم والتصميم والأزياء وصناعة العطور والبخور وفنون الطبخ ونقش الحناء، وساعد المعرض المشاركات في خلق بيئة عمل تحفيزية وتشجيع روح التعاون والتنافس الإيجابي بينهن، ودعم التواصل والتعارف بين موظفات بلدية مدينة العين بمختلف القطاعات، وتشجيع ودعم المشاريع الصغيرة للموظفة، علماً أن المشاركات المبدعات في المعرض هن من موظفات البلدية وعضوات جواهر أيضاً، وقد كان المعرض مفتوحاً لعامة النساء، وقد تم توجيه دعوات لجهات عدة، مثل الهيئات الإدارية والتدريسية في مدارس البنات”. من جهتهن، تعبر الموظفات المبدعات المشاركات في المعرض عن سعادتهن بإقامة معرض يتيح لهن الفرصة للتعبير عن مواهبهن، وإطلاع أكبر شريحة ممكنة من النساء عليها، ومنهن الموظفة فاطمة الحرسوسي، التي تمثلت مشاركتها بعرض أصناف مأكولات وحلويات شعبية قامت بإعدادها بنفسها، تقول إن ما شجعها على المشاركة ما تتمتع به من نفس عالٍ في الطبخ، فتخرج المأكولات شهية لذيذة من بين يديها. ولتكون مميزة أكثر حرصت الحرسوسي على تقديم أطباقها بطريقة تراثية. وتوضح الحرسوسي “لدي موهبة ابتكار كل ما هو جديد عبر إضافة نكهات خاصة، وقد ساعدني المعرض على الترويج لأطباقي ومنحي فرصة التعبير عن موهبتي التي بدأت منذ كنت طالبة في الإعدادية، وقد شاركت في معارض عدة خارج البلدية، لكنها المرة الأولى التي أشارك فيها بمعرض داخل البلدية، ومن تنظيم فريق جواهر، وأتمنى أن ينظم الفريق معارض مشابهة بصورة دورية”.
شراكات خارجية
تفتخر الموظفة حسنة الكتبي بمشاركتها في معرض إبداعات موظفة، وأن تلقب بموظفة مبدعة، حيث عرضت فنها في صنع العطور والبخور العربي، مشيرة إلى أن مشروعها المنزلي في ذلك بدأ منذ عام 2003، وقدمت نفسها إلى الجمهور من خلال المعارض المختلفة التي شاركت فيها. إلى ذلك، تقول الكتبي “حققنا مبيعات طيبة بسبب معرض إبداعات موظفة، فهو فكرة رائدة أفادتنا كثيراً، وفتحت لنا أبواب تواصل مع جميع الموظفات والنساء اللواتي أتين لزيارة المعرض وأعجبن بمنتجاتنا واشترين منا، أما بالنسبة لعطوري فهي توليفة من خامات عدة إذ أمزج فيها العطور العربية بالفرنسية وأدخل العود والمسك في بعضها، وغيرها من الخامات التي أعتبرها سر المهنة”.
وفي مدخل المعرض نُصبت صور رائعة للموظفة المبدعة حصة المنصوري، التي تحدثت عن موهبتها في التصوير قائلة: “بدأ مشواري مع التصوير منذ سنوات عدة، حيث كنت أصور في صغري كل ما تراه عيني، ولكن بدايتي الفعلية في احتراف التصوير بدأت بعد التحاقي بدورتين الأولى للمبتدئين، ثم دورة أخرى للمتقدمين عام 2009، ضمن أنشطة المجمع الثقافي بالمرسم الحر بأبوظبي”.
وتضيف “هواية التصوير بالنسبة لي تجدد نشاطي بعد أعمال يومية روتينية، حيث أنني أكافئ نفسي بمنحها فرصة التقاط أجمل اللقطات، خصوصاً في تصوير الطبيعة الساحرة”.
وتؤكد المنصوري أنها استفادت كثيراً من مشاركتها في معرض إبداعات موظفة، حيث اكتسبت مهارة التنسيق للمعرض، واستقبال الضيوف وتزويدهم بشرح عن لوحاتها، إلى جانب تعريفهم بموهبتها، والحصول على دعم معنوي، وانتقادات بناءة منهم.
وتقول الموظفة عائشة الظاهري، إحدى عضوات فريق جواهر المنظمات للمعرض “أتاح لي انضمامي للفريق فرصة التعرف إلى موظفات البلدية، وتنظيم ملتقيات ومعارض، وكذلك الاستفادة من تكوين شراكات خارجية تخدم فئة المرأة في بلدية العين، ومن الأدوار التي ساهمت فيها تقديم الدعم اللوجستي للفريق، والتواصل مع الجهات الداخلية والخارجية في حالة تنظيم ملتقيات أو فعاليات تخص الفريق، ووضع مقترحات وأفكار للفريق والمشاركة في الزيارات التي يقوم بها الفريق”.
عدد اليوم
