جنبلاط: لا نهاية للصراع في لبنان

أكد رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب اللبناني وليد جنبلاط أنه لا يرى نهاية تلوح في الأفق للأزمة السياسية المحتدمة بين الائتلاف الحاكم والمعارضة· واتهم جنبلاط جماعة ''حزب الله'' بتقديم تدريب عسكري لحلفائه اللبنانيين· ولكنه قال إن الخلاف العسكري لن يتحول إلى صراع مسلح· وقال جنبلاط في مقابلة مع رويترز ''لا أعتقد أنه سيقع صراع مسلح·· لن يكون هذا في مصلحة أحد''· ووصف أعمال العنف الأخيرة في الشارع بأنها ''مناوشات''· وأضاف جنبلاط ''لا أعتبر ذلك خطيرا في الوقت الراهن·· لقد بدأنا بصورة سلمية·· سنواصل بصورة سلمية''· وقال جنبلاط إن حزب الله ''يدرب الجماعات المتحالفة معه في معسكراته·· ماذا يمكننا أن نفعل؟''· وقال جنبلاط إن تحالفه لن يذعن لمطالب المعارضة بأن يتمتع بنسبة من الأصوات تمكنه من تعطيل صدور قرارات في الحكومة· واتهم زعيم ''حزب الله'' حسن نصر الله بمحاولة ترهيب الائتلاف الحاكم· وأضاف ''أنه يثبت فوهة السلاح على رأسك ويقول لك أنا أقدم لك عرضا لا يمكنك رفضه·· حتى الآن أنا رفضت''· وأشار إلى أن التحالف الحاكم الذي تدعمه دول عربية بينها السعودية لن يخضع· وتابع قوله ''إننا نخوض صراعات بلا نهاية''· وقال إن الصراع قد يستغرق وقتا ''طويلا جدا''· وحمل الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية ذلك· وأشار إلى أنه ''ما دام بشار آمنا فالنظام السوري آمن·· وما دمنا نواجه الإمبريالية أو التوسعية الإيرانية في الشرق الأوسط فإن لبنان سيكون في ورطة''· وقال جنبلاط ''أعتقد أنه لن يخرج شيء عن القمة العربية لأن العالم العربي منقسم·· ما لم تكن هناك معجزات· وأنا لا أومن بالمعجزات''· من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن هناك مشكلات تزداد تعقيدا بلبنان وإن النفوذ الخارجي في الأزمة اللبنانية زاد بدرجة غير مسبوقة· وفي تصريحات نشرتها صحيفة ''السفير'' امس دعا موسى إلى استئناف الجهود العربية والإقليمية لإنهاء المواجهة بين الفرقاء الذين أدى صراعهم على السلطة إلى أسوأ أزمة بلبنان منذ الحرب الأهلية· ونقلت صحيفة السفير عن موسى قوله ''حجم المشكلات هائل جدا وهناك مشكلات تزداد تعقيدا·· لا بل تستولد مشكلات إضافية''· وأضاف قائلا ''النفوذ الخارجي بات ضاغطا في الموضوع اللبناني بدرجة غير مسبوقة من قبل'' دون أن يشير إلى الدول التي يعنيها· وتابع موسى ''الجامعة العربية تمكنت من إنجاز ما يمكن إنجازه لبنانيا وبات الباقي يحتاج إلى مساع عربية وإقليمية جدية''· وأشار موسى إلى خطورة انعكاسات الموقف في لبنان على الوضع في الشرق الأوسط قائلا ''الخطر الذي تنذر به الأوضاع اللبنانية بات مقلقا للغاية· ولبنان هو عبارة عن مجسم مصغر لكل ما هو موجود في المنطقة ويمكن استغلاله في مختلف أنحاء الوطن العربي·· أي أن التشققات إذا حصلت يمكن أن تمتد وتهدد سائر البلدان''· ولذلك على كل من له صلة بالوضع اللبناني أن يستشعر الخطر ويتحمل مسؤولياته بدلا من التفرج لأن أحدا لن يكون بمنأى عن أية تداعيات يمكن أن تصيب الوضع اللبناني لا سمح الله''· واعتبر المراقبون في بيروت كلام موسى بمثابة انذار قبل الانفجار، واكدت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت من جانبها لـ''الاتحاد'' أن الاسابيع القليلة الفاصلة عن موعد القمة العربية في دمشق ستشهد الكثير من الحراك العربي - الخليجي في اتجاه الضغط على سوريا لتيسير الحل في لبنان، وتحدثت عن استياء عربي - خليجي حيال عدم تعامل القيادة السورية بجدية مع الرسائل التي تم توجيهها، وفيها تلويح بمقاطعة القمة، لإفشالها عن طريق افقادها النصاب القانوني· وسط هذه الاجواء اشتعلت ''الحروب الاعلامية'' بين فريقي ''الاكثرية'' والمعارضة وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشال الحل العربي، والسعي الى السيطرة والاستئثار بالحكم، والانقلاب عليه· وأعلن المفاوض باسم المعارضة في ''اللقاء الرباعي'' النائب ميشال عون ان الاكثرية ضيعت كل الفرص للحل من خلال رفضها اعطاء المعارضة الثلث الضامن في الحكومة ونسف كل المقترحات التي نوقشت على طاولة الحوار· وأكد النائب نبيل نقولا الذي كان مساعداً لعون في اجتماعات اللقاء الرباعي ''إن الأمور عادت الى نقطة الصفر'' محملاً فريق السلطة مسؤولية تعطيل الحلول من خلال سعيها لتهميش المعارضة· واعتبر رداً على سؤال لـ''الاتحاد'' ان هناك من يريد تعطيل القمة العربية بحجة عدم حل القضية اللبنانية، ويعملون في الوقت نفسه على عرقلة الحلول السياسية في لبنان، مشيراً الى ان هناك صعوبة في انتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة العربية· وشدد وزير الزراعة المستقيل طلال الساحلي المحسوب على رئيس البرلمان نبيه بري على ان ''لا بديل عن المبادرة العربية'' داعياً الموالاة الى تليين موقفها وايجاد وسيلة للتوافق مع المعارضة، خصوصاً وانها رفضت القبول باعطاء المعارضة الثلث الضامن ولم تقبل حتى بالمثالثة، وهذا يدل على انها لا تريد المشاركة الحقيقية· واوضح ان المسألة محصورة في اطار المبادرة العربية حتى الآن وان موسى قد يأتي الى بيروت قبل 11 مارس الموعد المحدد لانتخاب رئيس الجمهورية، لأن اللبنانيين في حاجة الى دفع حقيقي باتجاه الحلول، لافتاً الى ان التركيز الواقعي والفعلي في هذه المرحلة على هذه المبادرة، ولكن ذلك لا يعني انه لا يمكن ان تتوفر مستقبلاً آفاق أخرى· وكشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض ان هناك ''خطوات ستتخذها الاكثرية بعد القمة العربية'' مشيرة الى ان ''قوى 14 مارس'' تبذل كل الجهد لانجاح المبادرة العربية قبل القمة· وأبلغ قطب بارز في فريق الاكثرية ''الاتحاد'' من جانبه بأن ''قوى 14 مارس'' قررت التحرك على المستوى العربي، وتشكيل وفد يمثلها للقيام بجولة على عدد من العواصم العربية، للكشف بالوقائع رغبة المعارضة في تعطيل الاستحقاق الرئاسي وتحميل قوى 8 مارس مسؤولية تعقيدات الازمة، وطلب المساعدة العملانية لمواجهة انقلاب هذا الفريق على الحكومة والحكم في لبنان·