أكد راشد حمد الراشدي نائب مدير عام مكتب التنظيم والرقابة، أن ترشيد استهلاك الكهرباء والماء من أبرز التحديات التي تواجه إمارة أبوظبي خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن الزيادة السنوية على طلب الطاقة والمياه تراوحت بين 8% و9% خلال السنوات العشر الماضية.
ويساهم مكتب التنظيم والرقابة، بالتعاون مع الجهات المعنية في تحقيق رؤية أبوظبي 2030، ويعمل على وضع موارد المياه والكهرباء في مكانها الملائم كونها أحد المقومات الرئيسية الذي يضمن تحقيق التنمية واستمراريتها.
وقال الراشدي، في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، حول الدعم المقدم للمواطنين والمقيمين في قطاع الكهرباء والماء: يتم دعم المواطن من قبل الحكومة بنسبة 80%، والمقيم بنسبة 50% من التكلفة الفعلية، متوقعاً مضاعفة كلفة إنتاج الماء والكهرباء، خلال السنوات الست المقبلة.
وأوضح، أنه يتم بناء محطة كهرباء جديدة كل ثلاث سنوات، وزيادة الاستثمار في شبكات النقل والتوزيع، وتعزيز قدرات قطاع الكهرباء والماء لمواجهة ضغط الاستهلاك خصوصاً خلال ساعات الذروة في فترات الصيف، لافتاً إلى خطط مستقبلية تدعم القطاع لضمان استمرارية الخدمة.
وأضاف: طبيعي ارتفاع الطلب على خدمات الكهرباء والماء، ما يؤثر بشكل مباشر على الموارد؛ لذا من الضروري ترشيد استهلاك الماء والكهرباء؛ لأن الحفاظ على الموارد الطبيعية خطوة أساسية لبناء مستقبل مستدام لإمارة أبوظبي.
وقال: احتياجات التكييف والتبريد تمثل حوالي 65% من الاستهلاك خلال فترات الذروة في أشهر الصيف، لافتاً إلى أن إجمالي استهلاك الإمارة من مياه التحلية عام 2013 حوالي 1?1 مليار متر مكعب، بزيادة سنوية 9% خلال العشر سنوات الماضية، متوقعاً أن يتجاوز الاستهلاك 1?5 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، مشيراً إلى أنه تتم متابعة ومراقبة تعليمات جودة المياه بدقة، وأن القطاع يفحص 200 ألف عينة للمياه، بمعدل 550 عينة في اليوم.
وأكد الراشدي حرص الإمارة على توفير مياه صالحة للشرب للمواطنين والمقيمين في أماكن إقاماتهم، لافتاً إلى مراقبة جودة المياه من قبل مكتب التنظيم والرقابة، لتطابق شروط ومعايير منظمة الصحة العالمية.
وحول الحلول البديلة لتوفير الطاقة، بجانب التوعية بترشيد الاستهلاك، قال: تتوجه الحكومة إلى تنويع مصادر الطاقة، لذا تم بناء محطة شمس 1، وتعتبر إحدى أكبر المحطات في المنطقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتوليد الطاقة من المفاعلات النووية بقدرة إنتاجية 5600 ميجاوات على أن تدخل الخدمة بدءاً من سنة 2017.
وبالنسبة لرفع وعي المستهلك حول ترشيد استخدام المياه والكهرباء، قال: قدم مكتب التنظيم والرقابة بالتعاون مع مكتبي «وفر طاقة»، و«وفر مياه»، مبادرات مميزة بدءاً من مشروع حدث منزلك مع مكتب «وفر طاقة»، الذي يضم 10 منازل في أبوظبي ذات متوسط استهلاك عال للكهرباء.
ولفت إلى أن المشروع يركز على مساعدة مجموعة من السكان على ترشيد استهلاك الكهرباء من خلال دراسة وتقييم الاستهلاك في منازلهم واقتراح تدابير للحفاظ على الطاقة، ومراقبة الاستهلاك قبل وبعد تنفيذ المبادرات وتقييم التوفير المحقق، بهدف ترشيد الاستهلاك بنسبة 25% وتحقيق عائد استثماري في أقل من 3 سنوات.
وحول مبادرات ترشيد استهلاك المياه، قال الراشدي، تم عمل دراسة على نمط الاستهلاك في 150 فيلا من ضمن 30 مجمعاً سكنياً في أبوظبي، أظهرت أن 30% من الماء يتم استخدامه واستهلاكه يومياً من قبل المستهلك في فتح صنابير المياه، خاصة عند تنظيف الأسنان، وارتفاع معدلات الري بنسبة 20% في الفلل المشاركة (أكثر من 1200 لتر في اليوم)، مطالباً الجمهور بقراءة إرشادات الاستهلاك والتوعية والابتعاد عن هدر المياه والإسراف، مشيراً إلى أن المتر المكعب الواحد من المياه تبلغ تكلفته 10 دراهم.
عدادات ذكية في 400 منزل
لفت الراشدي إلى مشروع العدادات الذكية لدراسة معدلات استهلاك الطاقة والتي تم توزيعها على 400 منزل في أبوظبي، وتساعد في قياس معدلات الاستهلاك في المنزل، حيث يتم إرسال البيانات بشكل دقيق إلى الجهاز الذكي، والذي اسهم بشكل فعال وبارز في معرفة استهلاك الكهرباء والمبالغ المترتبة عليها، لافتاً إلى أن هذه العدادات ساهمت في خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 17%. وأضاف: حقق المشروع نتائج ممتازة استطعنا من خلالها تقليل ذروة الطلب على الكهرباء في مبردات الهواء في هذه المباني ما بين 20 و40% بين الساعة الواحدة ظهراً والرابعة عصراً.
حدائق المنازل تستهلك 60 %
قال الراشدي: قام المكتب بمجموعة من الدراسات الإحصائية حول نمط الاستهلاك، أظهرت أن 60% من استخدامات المياه تكون في حديقة المنزل، و40% في الاستهلاك الداخلي للمساكن، مشيراً إلى التعاون بين مكتب التنظيم والرقابة والجهات الحكومية للمحافظة على المياه والكهرباء والتوعية بأهمية ترشيد الاستهلاك.
تدابير الحفاظ على الطاقة
تشمل تدابير الحفاظ على الطاقة، استبدال المصابيح الكهربائية التقليدية بمصابيح موفرة للطاقة، وصيانة مكيفات الهواء، أو استبدالها في حال عدم جدوى صيانتها، وضبط توقيت الإنارة الخارجية.
عدد اليوم
