الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رصد طائر «ويلسون الفلروب» في بحيرة الوثبة

رصد طائر «ويلسون الفلروب» في بحيرة الوثبة
17 فبراير 2010 00:28
حط طائر من نوع «ويلسون الفلروب»، يعتقد أنه قادم من أميركا، رحاله في محمية الوثبة ليكون بذلك أول طائر من هذا النوع يسجل وجوده في دولة الإمارات، حيث سيضاف هذا الطائر إلى قائمة الطيور التي تشرف عليها هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع لجنة الإمارات لمراقبة الطيور ويبلغ عدد أنواع الطيور فيها حاليا 435 نوعاً. وتم رصد طائر ويلسون الفلروب Steganopus tricolor في محمية الوثبة بواسطة أحد مراقبي الطيور من أعضاء لجنة الإمارات لمراقبة الطيور. ويعتبر هذا الطائر من أنواع الطيور الخواضة التي توجد في العادة في منطقة المد والجزر. ويعتبر هذا الاكتشاف الأول من نوعه في دولة الإمارات، حيث لا يشاهد هذا النوع بالعادة إلا في الأميركتين. وتم تسجيل وجوده في منطقة الشرق الأوسط في أربع مناسبات سابقة، حيث شوهد مرتين في سلطنة عمان ومرتين في تركيا في فترة الثمانينات. وطائر ويلسون الفلروب معروف برحلاته البعيدة التي تأخذه في بعض الأحيان إلى مناطق نائية، ويتم تسجيل وجوده سنوياً خلال فصل الخريف في أوروبا الغربية. كما وصل هذا الطائر إلى جزر فوكلاند وجنوب أستراليا، والقطب الجنوبي. وبالرغم من أن ويلسون الفلروب، ليس من الأنواع المهددة عالمياً بالانقراض، إلا أنه جذب اهتمام العشرات من مراقبي الطيور حيث زار المحمية خلال الأيام القليلة الماضية العديد منهم لمشاهدة هذا النوع النادر. وعادة يعيش هذا النوع بالقرب من المياه الضحلة، والمياه الداخلية، خاصة تلك التي تتميز بنسبة عالية من الملوحة. ولهذا السبب قد تكون محمية بحيرة الوثبة موطنا مناسبا لهذا النوع، خاصة أن الطائر قد شوهد وهو يتغذى في المنطقة الضحلة من البحيرة الرئيسية. وعادة ما يتغذى هذا النوع عن طريق السباحة في المياه الضحلة، وكثيراً ما يسبح بشكل دائري، أو من خلال السير على الأقدام على طول الشريط الساحلي. وخلال الفترة الماضية لوحظ استخدام الطائر هاتين الطريقتين للحصول على الغذاء في محمية الوثبة، حيث شوهد وهو يلتقط فريسته وهي من الحشرات بطريقة مفاجئة باستخدام منقاره الطويل والرفيع بشكل ملفت للنظر. ويعتقد الباحثون بهيئة البيئة أنه وبسبب وجود عدد قليل من الموائل الأخرى المناسبة في المنطقة فمن المرجح أن يبقى الطائر في منطقة المحمية لبعض الوقت ليتغذى قبل أن يغادر متجهاً نحو الشمال. ووصف ماجد المنصوري الأمين العام للهيئة هذا الاكتشاف الجديد بأنه إضافة قيمة لقائمة طيور دولة الإمارات المتزايدة، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء مرة أخرى على أهمية المحمية للطيور المهاجرة. وعبر أوسكار كامبل العضو بلجنة الإمارات لتسجيل الطيور وأول من شاهد الطائر عن سعادته بهذا الاكتشاف. وقال: “إن محمية بحيرة الوثبة تعتبر مكاناً رائعاً لمراقبة الطيور، وهناك دائماً فرصة حقيقية لمشاهدة طيور نادرة، ولكن لم أكن أتصور أن طائراً من هذا النوع يمكن أن يصل إلى هنا في منطقة تبعد آلاف الكيلومترات عن موقع شتائه الطبيعي في أميركا الجنوبية”. وأكد دكتور سالم جاويد نائب مدير قسم المحافظة على الطيور بالهيئة ومدير محمية بحيرة الوثبة أن وجود ثلاثة طيور فلامنجو (فنتير)، اثنان منهما كانا قد تم ترقيمهما في بحيرة توزلا في تركيا في العام 2007 وآخر تم ترقيمه في بحيرة يرومنيا في إيران في العام 1989، يلقي الضوء أيضاً على أهمية محمية الوثبة لطيور الفنتير وغيرها من الطيور المائية الأخرى. كما يدل هذا بوضوح على أهمية محمية الوثبة كمحطة توقف للكثير من الطيور المهاجرة. وأكد جاويد أن الحماية المستمرة لشبكة المحميات التي تضم مواقع الأراضي الرطبة الساحلية والداخلية تعتبر وسيلة مهمة للحفاظ على الطيور المائية والأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي، كما تساهم في جذب أنواع جديدة من الطيور النادرة مثل ويلسون الفلروب. ويلسون الفلروب ويلسون الفلروب هو من الطيور الخواضة الصغيرة ويتميز بمنقار طويل ورفيع. وفي أوقات غير موسم التكاثر يغلب على ريشه اللونان الرمادي والأبيض، ولكن يتحول لونه في فصل الربيع عند حلول موسم التكاثر إلى ألوان أكثر إشراقاً. وبخلاف الغالبية العظمى من أنواع الطيور، تنافس الإناث على الذكور وبالتالي فإن لون ريشها يكون أكثر زهواً. وبعد أن تضع الإناث البيض، تقوم الذكور باحتضان ورعاية الأفراخ، دون مساعدة الإناث. وويلسون الفلروب هو من الطيور المحبة للملح، ويمكن مشاهدته بالقرب من البحيرات المالحة خلال موسم الهجرة. وهذا النوع هو من أكبر أنواع الفلروب التي تتكاثر في مناطق العشب القصير في أميركا الشمالية، ومعظمها في غرب الولايات المتحدة، خاصة شمال ولاية كاليفورنيا وكنساس وغرب كندا إلى الشرق من أونتاريو. ويبدو أن أعدادها بدأت تتناقص، ربما نتيجة للتغييرات في استخدام الأراضي. محمية بحيرة الوثبة يذكر أن محمية بحيرة الوثبة، التي تشرف عليها الهيئة، تقع على مسافة 40 كيلومترا جنوب شرق العاصمة أبوظبي وتبعد مسافة 3 كم عن منطقة المصفح. وقد منحت المحمية التي تبلغ مساحتها حوالي 5 كم مربع الحماية الكاملة في يوليو من العام 1998 بتوجيه من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حيث تم تسويرها وحمايتها ومراقبتها بصورة متواصلة لتصبح بعد ذلك من المواقع المهمة للطيور البحرية والمائية في الدولة. وتزور المحمية سنوياً الآلاف من الطيور المهاجرة في فصل الشتاء، بما فيها الطيور الخواضة والبط والطيور الجارحة، وفي عام 1999 سجلت المحمية كأول موقع تنجح به عمليات تكاثر طيور الفنتير (الفلامنجو أو النحام الكبير) في شبه الجزيرة العربية منذ عام 1920. ولسنوات جذبت المحمية اهتمام الباحثين ومراقبي الطيور المهتمين بدراسة أنواع الطيور الشائعة وغيرها من الطيور النادرة التي تزور المحمية في فصل الشتاء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©