محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ استعاد الوحدة توازنه، بفوز صعب على الشباب بهدف سعيد الكثيري، في اللقاء الذي جمعهما أمس الأول، في الجولة الثانية لبطولة الدوري لكرة القدم، والذي أقيم باستاد آل نهيان في أبوظبي، وظهر “العنابي” بصورة جيدة، بعد عودته إلى طريقة 4 ـ 4 ـ 2، خاصة في الجانب الهجومي، ولولا “سوء الطالع”، وغياب الانسجام في بعض الهجمات، لحسم “أصحاب السعادة” في وقت مبكر، خاصة أنه كان الطرف الأفضل في المباراة، باستثناء فترات قليلة، انخفض فيها “رتم” الأداء، قبل أن يقوم المدرب بتنشيط الفريق، من خلال التغيير الناجح، عندما دفع باللاعب محمد الشحي الذي أسهم بفعالية في الفوز عبر صناعته الهدف الوحيد.
ولعب قائد الوحدة ونجمه إسماعيل مطر دوراً كبيراً في الظهور الجيد للفريق في المباراة، وقام بدور مؤثر، رغم أنه عاد من إصابة أبعدته فترة طويلة عن تحضيرات الفريق، بالإضافة إلى أن الانسجام بين عناصر المقدمة الهجومية ما زال يحتاج إلى الوقت. وبشكل عام كان هناك بطء في نقل الوسط الذي تألق فيه بشكل لافت الكرواتي سردان، كما ظهرت بعض الأخطاء الدفاعية التي تستوجب التصحيح، ويحسب للفريق أن الكثيري أنصفه في النهاية، بعد إهدار فرص عدة أبرزها كرتين وقفت العارضة بالمرصاد دون معانقتهما الشباك.
أما الشباب فقد كان أقل في مستوى من مضيفه، ولم يتمكن من مجاراة أصحاب الأرض في مناسبات عديدة خلال اللقاء، ومع ذلك أتيحت أمامه فرص للتسجيل، ولكنها ضاعت لغياب التركيز عن مهاجميه، بجانب التألق الواضح لحارس الوحدة عادل الحوسني في الكثير منها.
وتبقى الحلقة الثالثة، ممثلة في بعض القرارات التي أثارت حالة من الجدل، منها مطالبة الوحدة بضربة جزاء لمصلحة مارسلينهو ضد عصام ضاحي لاعب “الجوارح”، وأيضاً واقعة ضرب الأوزبكي حيدروف لحمدان الكمالي، والتي كانت تستحق البطاقة الحمراء، ورغم هذه الأخطاء، فإن فوز الوحدة لعب دوراً مهماً في عدم تأثيرها على النتيجة، وعموماً فإن طاقم التحكيم اجتهد لإخراج المباراة إلى “بر الأمان”.
وكان الكرواتي برانكو مدرب الوحدة دبلوماسياً في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، عندما أكد أن أداء التحكيم كان جيداً، رغم أن الحكم توتر بعض الشيء خلال المباراة، مثله مثله كل من كان في الملعب، لكنه لم يكن متحيزاً، بل عادلاً في قراراته بشكل عام.
وأبدى برانكو سعادته الكبيرة بهذا الفوز، لأنه كان هدية جيدة للجمهور الذي منحه “العنابي” مشاهدة جيدة، عبر المستوى الذي قدمه، متمنياً أن يشاهد جمهوراً أكبر في المباريات المقبلة.
وتطرق برانكو إلى حالة اعتداء حيدروف على حمدان الكمالي، حيث قال: “عندما سقط الكمالي لم يكن يقصد تأخير اللعب، بل لأنه تعرض لضربة قوية، وما حدث من حيدروف كان يستحق عليه الطرد.
وأضاف: “الشباب فريق قوي، ويملك لاعبين أصحاب بنية جسمانية صلبة، ورصدت 25 خطأً ارتكبها لاعبوه في لقاء الجولة الأولى أمام بني ياس، وأنا سعيد بما قدمه فريقي، وبأن يكون فوزه الأول أمام جمهوره، والنتيجة كانت مهمة جداً بالنسبة لنا، وأعتقد أن الانتصار مستحق، وجاء بعد سيطرة كبيرة على الملعب خلال اللقاء.
واعترف برانكو بأن ضياع عدد كبير من الفرص أمام مرمى الشباب أقلقه، وجاء هدف الفوز ليبدد هذا القلق، وأشاد بصفة خاصة بسعيد الكثيري، وقال: “لقد تحدثت قبل المباراة بأن الشباب إذا كان يملك مهاجماً مثل سياو، فإن الوحدة لديه سعيد الكثيري الذي لا يقل خطورة عنه، وأنا في غاية السعادة بما قدمه، والهدف الرائع الذي أحرزه، وأكثر سعادة أنه المهاجم الصريح المواطن الوحيد الذي يلعب أساسياً، ويستحق التواجد في التشكيلة، بعد العمل الكبير الذي قام به منذ بداية التحضيرات وحتى الآن.
وعن إهدار الكثيري لعدد من الفرص في المباراة قال برانكو: “هذا أمر طبيعي” وأي مهاجم من الممكن أن يضيع فرصاً ويسجل أخرى، ولا يوجد من يحرز أهدافاً من كل الفرص التي تتاح له، والكثيري لم يجد فرصته الكافية في المواسم الأخيرة، وبمزيد من المشاركة سيكون أكثر استثماراً للفرص، خاصة أنه مهاجم من طراز رفيع”.
وأكد برانكو أن تأخر الفوز يجعله فخورا أكثر بفريقه، لأن لاعبيه لم يسيطر عليهم اليأس، وظل إصرارهم على المكسب قائماً حتى الدقائق الأخيرة، وأعتقد أن النتيجة عادلة، وفي كرة القدم عندما لا تسجل تستقبل أهدافاً لكن رغبة فريقي في الفوز كانت كبيرة.
وأوضح برانكو أن تغييره في خط الدفاع جاء لتفضيله السرعة في الأداء، لذلك كان خياره هو الدفع بعثمان الهامور الذي برز بشكل لافت في لقاء النصر بكأس “اتصالات” ويقدم أداء متطوراً باستمرار، لذلك دفع به في المباراة ونقل عيسى سانتو إلى مركز قلب الدفاع بجانب حمدان الكمالي.
عدد اليوم
