غزة - وكالات الأنباء: ارتفع عدد القتلى في الاقتتال بين ''حماس'' و''فتح'' بقطاع غزة إلى 9 نشطاء واختطاف نحو 32 من الحركتين خلال أقل من 24 ساعة، في تجدد للاشتباكات وعمليات الخطف بين الحركتين الفلسطينيتين، وعودة غيوم التوتر والعنف المتبادل لتغطي سماء الأراضي المحتلة، لتنهار مجدداً دعاوى التهدئة والخط الاحمر للاقتتال الفلسطيني الداخلي· في الوقت الذي احتفلت فيه ''حماس'' بمرور عام على فوزها في الانتخابات التشريعية، بينما تأجلت الجلسة الثانية من الحوار الوطني لتشكيل حكومة الوحدة الفلســــــــــطينية إلى يوم غد الاحد بسـبب تدهور الأوضاع·
وجاءت الأحداث على خلفية مقتل عنصر من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية وإصابة 5 آخرين في انفجار غامض لعبوة ناسفة وضعت على جانب الطريق في بلدة جباليا شمالي غزة واستهدفت سيارة جيب وعناصرها مساء أمس الأول·
ففي فجر أمس، قامت مجموعة من القوة التنفيذية التابعة لـ''حماس'' بقتل ناشط من ''فتح'' هو نبيل الجرجير (في العشرينيات من عمره) خلال عملية اقتحام لمنزله·
وأكد ماهر مقداد المسؤول في ''فتح'' أن ما حدث كان بمثابة عملية إعدام للجرجير، فيما نفى المتحدث باسم القوة التنفيذية اسلام شهوان اتهامات ''فتح'' وقال إن ''فرقة من القوة توجهت إلى منزل الجرجير المتهم الاول في تفجير العبوة الناسفة على طريق سيارة القوة التنفيذية، ولكنه رفض وقاوم وحدث اشتباك مما أدى إلى إصابته ثم مقتله''·
وأعلن مصدر طبي فلسطيني أن ناشطاً من ''حماس'' قتل وأصيب آخر بعد أن أطلق مسلحون النار على سيارة كانا يستقلانها في جباليا· وقال المصدر إن القتيل هو رائد صبح، وأكد المتحدث باسم ''حماس'' أن صبح قتل'' بينما كان في سيارة تنادي بمكبرات للصوت لتظاهرة تنظمها حماس بمناسبة مرور عام على فوزها بالانتخابات التشريعية''·
وافاد شهود عيان ان عناصر من ''القوة التنفيذية'' حاصروا منزل منصور شلايل احد القادة الميدانيين في كتائب الاقصى في جباليا الذي تقول القوة التنفيذية إن النار اطلقت من منزله على صبح·
في الوقت نفسه، توفي عنصر من القوة التنفيذية يدعى خليل الانقح (35 سنة) متأثراً بجراحه كان قد اصيب بها في الانفجار الذي استهدف دورية القوة التنفيذية أمس الأول· وقال مصدر طبي إن الانقح ''كان أصيب بجروح حرجة نقل على اثرها إلى مستشفى الشفاء في غزة للعلاج وتوفي في وقت لاحق''· ليصل عدد قتلى الانفجار الغامض إلى عنصرين من ''حماس''·
ونفت حركة ''فتح''علاقتها بالحادث، وأكد المتحدث باسم ''كتائب الأقصى'' أن ''لا علاقة للكتائب بهذا الانفجار، وأن وضع العبوة الناسفة على جنبات الطريق معهود لدى حماس''·
واكدت مصادر طبية مقتل الشاب موسى عسلية متأثرا بجراح اصيب بها اثر انفجار عبوة في جيب للقوة التنفيذية، فيما قتل عنصر من حماس يدعى اياد ابو زيد خلال المواجهات المستمرة بين الطرفين في شمال قطاع غزة·
واطلق مجهولون الرصاص على سيارة تقل نشطاء من ''حماس'' في جباليا مما أدى إلى اصابة اثنين منهما·
من جانبه دان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية بعد صلاة الجمعة في احد مساجد غزة في تصريح للصحافيين هذا التفجير قائلا ''الجريمة التي حصلت مؤسفة بكل المقاييس ونحن جادون لكشف خيوطها وكشف من يقف وراءها''·
واضاف هنية ''نحن مصممون على الاستمرار في الحوار لقطع الطريق على مثل هذه الجرائم والوصول الى هدف الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية القادرة على انهاء الحصار وحماية المشروع الوطني وانهاء الاحتقان''·
وفي عمليات خطف متبادلة، قامت ''كتائب شهداء الأقصى'' الجناح العسكري لـ''فتح'' بخطف 20 عنصرا من عناصر ''حماس'' بينهم 9 من القوة التنفيذية في نابلس وأحد عناصر ''كتائب القسام'' عقب قتل الجرير، فيما اختطفت القوة التنفيذية 8 من عناصر ''كتائب الأقصى في منطقتي جباليا وبيت لاهيا·
واتهمت ''حماس'' في بيان عنيف للغاية ''فتح'' التي وصفها بـ''أذناب التيار الانقلابي'' باطلاق النار على منزل عضو المجلس البلدي في بلدة بيت حانون، وأكد البيان '' أن القوة التنفيذية ستلاحق القتلة والعملاء حتى ينالوا جزاءهم الذي يستحقونه'' على حد وصف البيان الحماسوي!·
وفي علامة على الفوضي ''الهدامة'' في غزة، أطلق مسلحون مجهولون النار على منزل وزير الخارجية محمود الزهار، كما أطلق مسلحون النار في رام الله على مقر البعثتين الكندية والألمانية والبنك العربي مما تسبب في الحاق اضرار بالمباني دون أصابة أحد·
وقتل حتى الآن أكثر من 35 فلسطينيا منذ بدء الاقتتال بين حركتي ''حماس'' و''فتح'' عقب دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) إلى اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة الشهر الماضي·
وتعقيبا على تأجيل جلسة الحوار الوطني، أكد المتحدث باسم ''فتح'' توفيق أبو خوصة أن ''الحوار بأكمله قد ينفجر''، وأضاف ''كيف يمكن ان يمضي الحوار بوجود قنبلة تحت الطاولة وأخرى على سطح الطاولة''·
عدد اليوم
