الخرطوم - وكالات الانباء: أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن القوات الحكومية قصفت المناطق الشمالية من إقليم دارفور، ولكنه نفى في الوقت نفسه خرق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة دولية أوائل الشهر الحالي·
وقال الرئيس السوداني إنه ''لم يكن أمام الحكومة من خيار سوى استخدام قواتها المسلحة للرد على هجمات الجماعات المتمردة''·
وكان قادة المتمردين في شمال دارفور قالوا في وقت سابق إن طائرات حربية حكومية قصفت ثلاث قرى في عطلة الاسبوع وهو ما نفته الحكومة السودانية بقوة·
وأكد الرئيس البشير أن قواته نفذت الهجمات·
وأضاف البشير: ''لم يكن أمام الحكومة سوى الهجوم حيث نفذت جماعات المتمردين أكثر من 80 بالمئة من الهجمات على المدنيين مما أضر بالامن''· وقال ''إن الحكومة لا تدعمهم وإنما تحاربهم''·
وتابع قائلا ''بعد توقيعي اتفاقية سلام مع جماعة التمرد الرئيسية في مايو الماضي شكلت جماعات المعارضة المنافسة تحالفا جديدا أطلقت عليه جبهة الانقاذ الوطني والتي استهدفت أولئك الذين وقعوا اتفاق السلام ولم نسمع أي إدانات لذلك، وكان علينا إرسال قواتنا للتعامل مع الموقف''·
وكان قد تم الاعلان عن خطة وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما في وقت سابق الشهر الحالي ولكن لم يتضح أي من الجماعات المتمردة تحديدا قد وافقت عليه·
وكان البشير قد أعلن عن التزامه الكامل بالخطة الدولية لارسال قوة دولية وأفريقية إلى دارفور·
من ناحيته قال توم ارنولد الرئيس التنفيذي لوكالة كونسيرن وورلدوايد الدولية أمس بعد زيارة لدارفور ان الهجمات على موظفي الاغاثة وخطف المركبات يصيب جهود الاغاثة بالشلل في الإقليم·
واضاف ارنولد في اشارة الى الهجمات على وكالته والوكالات الاخرى ''في الشهرين الماضيين فقط قتل 12 من موظفي الاغاثة وفقد خمسة كما خطفت 90 مركبة للوكالات· ''انعدام الامن المتزايد على الارض يزيد من صعوبة الوصول الى السكان بشكل لم يحدث من قبل ابدا''·
وتضاف تصريحات ارنولد التي تأتي بعد اسبوع قضاه في غرب دارفور الى الشكاوى المتزايدة لمنظمات الاغاثة بأن العنف ضدها يعرقل الجهود الرامية الى مساعدة 2,5 مليون شخص شردهم الصراع·
ويعمل نحو 14 الف موظف اغاثة في دارفور· وقال ارنولد ''لم يعد بامكاننا المخاطرة بالسفر على الارض بين مخيمين·'' المجال الذي يمكننا العمل في اطاره يتقلص بشكل لم يحدث من قبل ابدا· وهذا هو الحال بالنسبة لكل وكالات الاغاثة·
وأبدى ارنولد تشاؤمه بشأن التوصل لحلول سريعة قائلا ان وكالته تعمل على افتراض ان مخيماتها للمشردين ستظل هناك في عام ·2012
وقال''الازمة سـتتفاقم في 2007 بالنسبة للمشردين وموظفي الاغاثة اذا لم يكن هناك اعتراف اكبر من جانب المجتمع الدولي وتحسن ملموس في الامن''·
خمس سنوات اخرى على الاقل هي الافتراض العملي لمخيماتنا والتي ستأوي حينها اطفالا عمرهم ثماني سنوات ولدوا هناك''·
واضاف ارنولد ان الصعوبات التي تواجه موظفي الاغاثة تؤثر بشكل خاص على عشرات الالاف من الاطفال الذين تقطعت بهم السبل في المخيمات وتجعل التعليم لا يحظى بأولوية·
وجاءت تحذيرات ارنولد مع توجه راديكا كومارسوامي الممثلة الخاصة للامين العام للامم المتحدة والمعنية بالاطفال في الصراعات المسلحة إلى السودان أمــس في زيارة تستغرق أسبوعا حيث ستزور دارفور وجنوب السودان لمناقشة توفير المزيد من الحماية للاطفال·
عدد اليوم
