الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حملة «منتزهاتنا» مبادرة تربوية تكرس الثقافة البيئية بين الطلاب

حملة «منتزهاتنا» مبادرة تربوية تكرس الثقافة البيئية بين الطلاب
31 يناير 2014 21:41
التربية البيئية، أو الوعي البيئي، ليست مجرد معلومات تدرس عن مشكلات البيئة، أو تدهور الوسط الحيوي أو استنزاف الموارد الطبيعية، لكنها تتمثل في إيقاظ الوعي الناقد للعوامل الكامنة في جذور المشكلات البيئية، وتنمية القيم الأخلاقية التي تحسن من طبيعة العلاقة بين الإنسان والبيئة، فالتربية البيئية في المدارس إذن، عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى الطلاب، وإثارة اهتمامهم نحو البيئة بمعناها الشامل والمشاكل المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهارتهم للعمل كأفراد وجماعات لحل المشكلة البيئية الحالية وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة، وهذا يتطلب نمطا جديدا من التعليم الذي يساير متطلبات التغيير في الحياة من جميع جوانبها. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - اتساقاً وهذا المنظور، شرعت مدرسة المنهل الدولية الخاصة في أبوظبي، بالتعاون مع بلدية أبوظبي، بإطلاق حملة «منتزهاتنا» خلال العام الدراسي الحالي 2013- 2014 لتأسيس ونشر الوعي البيئي بين الطلاب والمجتمع من خلال أسرهم، والإسهام الفاعل في برامج التنمية المستدامة، حيث يرمي التعليم بالأساس إلى مساعدة الناس على أن تكون لديهم المواقف والمهارات والمناظير والمعارف اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة والتصرف على أساسها لتحقيق ما يعود عليهم أنفسهم وغيرهم بالفائدة الآن وفي المستقبل، وحيث تعتبر التنمية المستدامة إحدى أهم المشاريع الرئيسية لهيئة البيئة في أبوظبي، التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الاستدامة البيئية، وإدارتها بأفضل الأساليب المتاحة، وتنفيذ الأنشطة الميدانية التي تساعد على تجسيد مفاهيم الوعي البيئي وتحويلها إلى تغيرات إيجابية في سلوك الأفراد «الطلاب» والأسر والمجموعات. الأهداف يوضح محمد أبو كساب، مدير مدارس المنهل الدولية الخاصة، أهداف الحملة، ويقول:«إن رفع مستوى الوعي البيئي وسط قطاع الطلاب يتحقق من خلال الممارسات البيئية الإيجابية والوصول إلى المجتمع المحلي، وتأهيل الطلاب في مجال التعليم البيئي، وبناء قدراتهم في مجال تنظيم الرحلات والإشراف على الأنشطة والفعاليات الطلابية الميدانية. ونؤكد هنا أهمية نشر الثقافة البيئية بين الطلاب باعتبارهم شريحة أكبر وأكثر تأثيراً في المجتمع من خلال وجودهم بين أسرهم، وبين أقرانهم من الطلبة، ومن ثم تتأتى أهمية اعتماد هذه الثقافة وربطها بالمنهاج المدرسي، لأن غرس مفاهيم الثقافة البيئية بطريقة سلسلة يمكن تطبيقها وفق المعايير والأسس التعليمية، والوصول إلى ثقافة بيئية تبدأ من روح المجتمع وأبنائه، سواء فيما يتعلق بالمحافظة على البيئة من حيث الصحة العامة إلى القضايا الأكثر أهمية كإدارة تدوير النفايات والتغيير المناخي وتأثير التلوث الهوائي، والبيئة البحرية والساحلية والتسوق البيئي وترشيد الاستهلاك والصحة والبيئة». تنمية المهارات ويكمل: «إن تنمية الوعي لدى الفئات المستهدفة وإثارة اهتمامهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة في معالجة القضايا المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل القضايا البيئية وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة، والعمل على زيادة الوعي لمفهوم التنمية المستدامة وفائدتها للبلاد، وتعريف الطلاب بأهمية التنمية المستدامة في إدارة الموارد الطبيعية، والتعريف بالطاقة البديلة التي تتوافق مع البيئة الصحية، وإعداد الطالب كمواطن يستوعب ما هو مطلوب، ويستطيع أن يتكيف مع المتغيرات الضرورية، ويسهم في هذه العملية، والمدارس تتحمل مسؤولية هذا الإعداد، فالأمل أن يصبح طلابنا مواطنين لا يتجنبون فقط زيادة المشكلات، بل أيضاً يدعمون عملية التغيير في عدد كبير من الأشياء التي يواجهونها يومياً، قادرين على التعامل مع أية تحديات جديدة، وأن يكونوا مقتنعين بأن المسؤولية تقع على عاتقهم أيضا في أن يستخدموا معرفتهم ومهاراتهم لخدمة الآخرين وبيئتهم، وبالتالي يجب أن يروا أنفسهم كأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، ولديهم الكفاية والفرصة للتأثير فيه». البرنامج تشير سحر مومني، مسؤولة الأنشطة، إلى أن حملة أو مبادرة «منتزهاتنا» يتوافق واستراتيجية وخطة مجلس أبوظبي للتعليم، وقسم البيئة والسلامة، وهذا المشروع يشمل تعديل سلوك الطلاب نحو البيئة والتوعية به من أجل الحفاظ عليها باعتباره ثقافة عامة، ومنهج من مناهج التعليم، ونسعى إلى تحقيق أهداف الحملة من خلال رصد الاحتياجات من الخدمات اللازمة بالحدائق، وتنظيم ورش العمل، وتوعية الطلاب، وطبع « بروشورات» خاصة بذلك، والاتصال بأولياء الأمور، وإرسال رسائل نصية توعوية لهم للمشاركة في الحملة. وتوعية الطلاب وأسرهم بالسلوكيات الإيجابية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة، ولا سيما في الرحلات والإجازات الأسبوعية، وما يقترن بها من فعاليات، كطريقة «الشواء»، والتخلص من النفايات والمخلفات، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية تجاه المرافق العامة والمحافظة عليها، وكيفية الاهتمام بالحدائق العامة وتجميلها. كما تشير إلى خطة البرنامج المدرسي الذي يشمل فعاليات الحدائق، والمسابقات الطلابية، وعمل مجسمات ولوحات ورسومات فنية و« بروشورات» التوعية، وفعاليات خارجية يقوم بها الطلاب إلى الحدائق العامة في أبوظبي، وقضاء يوم مفتوح بها خلال الفترة من 2 24 فبراير الجاري، والمشاركة في فعاليات بلدية أبوظبي وشركاؤها، مثل المسابقات الحركية، والمراسم الحرة، ومسابقات قراءة القصص، والأعمال اليدوية، ومسرح العرائس. التعليم ليس تلقي الدروس وحفظها لكتابتها في ورقة الامتحان قالت أميرة كونجي، المشرفة التربوية في مدرسة المنهل: لا يجب أن تكون العملية التعليمية تنصب فقط على تلقى كماً من الدروس والمعلومات وحفظها ووضعها فى ورقة الامتحان، إنما يجب استثمار الأنشطة والوسائل التعليمية والندوات والإذاعة المدرسية والملصقات والأنشطة الرياضية والرحلات الميدانية إلى الأماكن الطبيعية وغيرها حتى تصبح وسيلة لتنمية سلوكياتهم الإيجابية على التنمية المستدامة. ومن خلال البرنامج نحاول بقدر الإمكان السعي نحو الأفضل من أجل تنشئة جيل صالح يحب بلده على قدر كبير من المواطنة الصالحة والمسؤولية تجاه مجتمعه، فعلينا إعاده توجيه التربية الحالية لإبراز التنمية المستدامة ويتم ذلك من خلال المجتمع المحلى والأهل والطالب نفسه والمدرسة والمعلم والمناهج». وأوضحت أن الحملة تستهدف تعديل مفاهيم الطلاب حول أهمية الحفاظ على البيئة وزراعة النباتات والاستفادة منها، وتعديل السلوكيات البيئية للطلاب، وتحسين البيئة بالاحتكاك المباشر والتعامل معها، كما تنفذ الرحلات الميدانية البيئية إلى المحميات الطبيعية، والعمل على إشراك الطلاب في عملية التقييم والتدقيق البيئي، ودمج المفاهيم البيئية ضمن المنهاج التعليمي، وتفعيل أنشطة الأندية البيئية التي يمكن من خلالها مشاركة أولياء أمور الطلاب والمجتمع المحلي للتوعية المجتمعية في اتجاه تنمية الوعي البيئي وتعزيز السلوكيات البيئية الإيجابية، وإشراك الطلاب في الرحلات البيئية والأنشطة الميدانية لكسب المزيد من الخبرات والمعارف بقضايا البيئة، ومن ثم تقييم ربط المناهج الدراسية بالبرامج البيئية، وذلك من خلال الحفاظ على نظافة المدرسة أو نظافة الحديقة المدرسية، والفصل الدراسي. الاستدامة والتدقيق البيئي ترى هدى صادق، منسقة التربية الرياضية أن حملة «منتزهاتنا» تنطلق من خلال التأكيد على تحقيق الاستدامة البيئية في المدارس، وتحقيق الوعي البيئي عن طريق التدقيق البيئي واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من التأثيرات البيئية، وبناء قدرات المعلمين والطلاب للنهوض بالأعباء الإرشادية والتوجيهية للتعليم البيئي، وإنشاء وإدارة النوادي البيئية في المدارس وذلك لتمكين الطلبة من التعرف على القضايا البيئية الهامة التي لم يتم تناولها بالمناهج الدراسية. ومن العناصر الإلزامية الأخرى للمشاركة أيضاً زيادة التواصل مع الطلبة من خلال الرحلات البيئية والأنشطة الميدانية. وهذا يتطلب مشاركة إيجابية في أنشطة المجتمع المحلي الذي تمثله مديرية بلدية أبوظبي، والأندية البيئية في المدارس، ومشاركة أولياء الأمور، وكافة أعضاء الهيئة التعليمية، لأن توعية الأفراد جزء لا ينفصل من النظام البيئي وأن كل ما يفعلونه يغير بيئتهم تغييرا ضارا أو نافعا، ومن الأهمية اكتسابهم المعلومات والمهارات الأساسية التي تساعدهم على حل المشكلات البيئية التي تواجههم في حياتهم اليومية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©