عواصم -وكالات الأنباء: أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن ''قلقه الشديد'' بشأن البرنامج النووي الإيراني، داعياً طهران لتلبية مطالب مجلس الأمن الدولي، لكنه شارك مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي في التحذير من عمل عسكري ضد إيران، فيما دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي هاشمي رفسنجاني المسؤلين الإيرانيين إلى ''التروي واستخدام لغة أكثر حكمة'' في الحديث عن النزاع·
وصرح مون في حديث لإذاعة ''أوروبا-''1 الفرنسية أمس قائلاً: ''أنا قلق جداً بشأن تطور البرنامج النووي في إيران وكان مجلس الأمن الدولي صدق على قرارات مهمة بفرض قيود عليه، ويجب على السلطات الإيرانية الالتزام بها، ومن واجب الأمين العام التأكد من تنفيذها بالتنسيق الوثيق مع أعضاء المجلس''، لكنه رفض أي تحرك عسكري غربي ضد طهران وشدد على ''وجوب'' مناقشة المسألة في مجلس الأمن، موضحاً أنه يدعم ''من حيث المبدأ'' تسوية النزاعات عبر الحوار·
من جانبه، شدد البرادعي على أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيدة لعلاج النزاع الدائر مع إيران بشأن برنامجها النووي، وقال أثناء مناقشة لمسألة الانتشار النووي في المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس مساء أمس الأول: ''إن شن هجوم على إيران سيكون كارثة ستؤدي إلى نتائج عكسية تماماً''، وأضاف: ''التهديد باستخدام القوة سيلهب الموقف في إيران ويشجع الحكومة على السعي وراء برنامج أسلحة نووية وسيقوي موقف من يقولون: فلنكتسب قنبلة لنحمي أنفسنا''·
وذكر أنه لا يستبعد تماماً استخدام القوة، لكن من الضروري اتباع طريق الدبلوماسية بشكل كامل فالتجارب السابقة أظهرت أنه يجب عدم التسرع في استخدامها، مستشهداً بالعراق، حيث لم تعثر الولايات المتحدة على أسلحة نووية، بعدما غزته عام ·2003 وأوضح: ''إنني على قناعة بأن السبيل الوحيدة إلى الأمام بشأن إيران هي الدخول في حوار وعلينا الاستثمار في السلام، لأنه إذا فشل المجتمع الدولي في عمل ذلك فإن العواقب ستكون أسوأ عشر مرات ولذا أتمنى أن نكف عن الحديث عن الخيار العسكري ونركز على إيجاد حل''· وقال: ''في العراق، استندنا إلى معلومات خاطئة، ودخلنا حرباً كانت كارثة وإيران لا تملك اليوم منشآت يمكنها صنع السلاح النووي''· وأضاف: ''بالتأكيد، لديهم المعرفة والخبرات لإنتاج السلاح النووي، فهل ستقصفون المعرفة والخبرات؟''·
كما حذر رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز في كلمة مماثلة في المنتدى من أنه ''إذا حدث عمل عسكري فستكون له نتائج كارثية ليس على المنطقة فحسب بل وعلى العالم بأسره''، وفي ختام المناقشة طابت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران العدول عن قرارها بمنع 38 مفتشاً دولياً تابعين لها من دخول اراضيها، وفي الوقت نفسه، وجهت إيران رسالة إلى الوكالة تطلب فيها إقالة رئيس ''دائرة الضمانات الإيرانية'' في مقرها بفيينا البلجيكي كريس شارلييه المسؤول عن عمليات تفتيش البرنامج النووي الإيراني· وقال دبلوماسي: ''كريس شارلييه معروف بموقفه الصارم والدقيق حيال إيران وهو يعرقل جهود طهران لإخفاء كل ما يتعلق بتطور مشروعها النووي''·
وفي انتقاد لتشدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، قال رفسنجاني خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد جامعة طهران: ''يجب استخدام الخطابة بأسلوب أكثر حكمة، حيث إن الوضع الحالي ليس طبيعياً والعدو يريد فرض نفسه بحرب نفسية،علينا التروي في هذا الوضع وأن نكون متنبهين، ولنا رؤية بعيدة المدى تتناسب مع حجم التطورات المحيطة بنا''· وأضاف: ''في حين تبدو التهديدات بفرض عقوبات أوشن هجمات على إيران مجرد حرب نفسية، يظل من الضروري انتهاج السياسة النووية بأسلوب عقلاني''· وحذر الولايات المتحدة من أن استخدام القوة ضد بلاده ''لن يحقق أي نتيجة''، متسائلاً: ''ما الذي جنوه في أفغانستان والعراق؟''· وأضاف: ''علينا أن ننقل الحرب النفسية إلى بلادهم التي لا تشهد هدوءاً في الوقت الحالي، لأن الكونجرس يعارض خطة الرئيس الأميركي جورج بوش لإرسال المزيد من القوات إلى العراق''·
عدد اليوم
