الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأقوى» و «أريد حلاً» ثرثرة نسائية بعيدة عن المسرح

«الأقوى» و «أريد حلاً» ثرثرة نسائية بعيدة عن المسرح
1 أكتوبر 2012
السيد حسن (كلباء) - نالت قضايا المرأة حيزاً كبيراً من خلال عروض مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في دورته الأولى، وإن كان عرضا «الأقوى» و«أريد حلاً» اللذان قدما أمس الأول على خشبة مسرح المركز الثقافي بكلباء، هما الأكثر تناولاً لتلك القضايا النفسية والشخصية التي تعانيها جميع نساء العالم دون استثناء. والعرض المسرحي الذي يحمل عنوان «الأقوى» الذي قدم في اليوم السادس من يوميات مهرجان المسرحيات القصيرة من إخراج سميرة النهال وتمثيل سلوى الأميري في دور الزوجة وحنان البلوشي في دور العشيقة ودانة سعيد في دور النادلة والعرض مقتبس من نص للمؤلف السويدي أوغست سترينبيرج، وهو من أبرز كتاب المسرح في السويد. والعرض الثاني الذي قدم على الخشبة ذاتها وفي الليلة نفسها «أريد حلاً» من إخراج يوسف محمد الكعبي وتمثيل محمد حسن بدور فؤاد وعائشة غريب القايدي بدور لجين وعلا عدنان ذيب بدور ميري والعرض مقتبس عن نص للمؤلف المسرحي النرويجي هنريك إبسن الذي يعد من رموز المسرح الواقعي وصاحب نص «بيت الدمية» المثيرة للجدل. وجاء عرض «الأقوى» يحمل الكثير من ثرثرة عشيقة مقابل صمت دائم لزوجة سرق منها زوجها. وبدأ العرض بدخول العشيقة الثرثارة إلى مقهى عرفت معالمه من أكواب الشاي والقهوة والنادلة ذات الزي المميز، بينما كانت تجلس الزوجة الأولى في ركن من المقهى تطالع إحدى المجلات وتحتسي القهوة. ويعد هذا العرض هو الأطول من بين عروض المهرجان التي قدمت حتى الآن، حيث قارب على النصف ساعة لم ينقطع خلالها صوت العشيقة التي ظلت تتحدث بمفردها أمام الزوجة الأولى، وكانت تقص عليها كيف نجحت في سرقة زوجها في دلالات بعضها ضمنية وأخرى صريحة في محاولة لإقناعها بأنها الأذكى والأجمل منها، بينما بقيت تلك الزوجة لا تأبه بها ولا تستمع لثرثرتها عارضة عنها في كل ما تقول. وكان أداء العشيقة حنان البلوشي جيداً في أجزاء من دورها، كما جاء رتيباً ومملاً في البعض الآخر، وكان حرياً بالمخرجة سميرة النهال أن تختصر كلماتها وتحدد هدفها بما لا يعطي انطباعاً للمشاهد بالملل من ثرثرة لا طائل منها. كما جاء دور الزوجة مقتضباً تماماً، ويكاد يقتصر فقط على ضحكات سخرية من تلك العشيقة. وجاءت السينوغرافيا موفقة إلى حد كبير ومتماشية مع روح وجو العرض المسرحي، كما تماشت معه الإضاءة التي أضفت على أجواء المسرح الكثير من معاني الأنوثة، كما داعبت مشاعر وأحاسيس العشيقة والزوجة. والعرض في مجمله العام قدم نوعاً من المونودراما الملتهبة والتي دائماً ما تفرض نفسها بين أي زوجة وعشيقة تتنافسان في حب رجل واحد. وقدم المخرج يوسف الكعبي عرضه المسرحي «أريد حلاً» عن نص هنريك إبسن والعرض استغرقت مدة عرضه ما يقارب سبع دقائق فقط، ويتناول العلاقة بين الرجل والمرأة متمثلة في فؤاد زوج لجين التي اكتشفت أن زوجها يخونها ويغرد بعيداً خارج سرب الزوجية، وبدا أن ما قدمه العرض عبارة عن حوار سريع بين الزوج وزوجته حاول فيه هذا الزوج مصالحتها بتقديم باقة من الورد لها معتذراً عما بدر منه من أعمال صبيانية، إلا أنها لم تقبل الاعتذار، ورفضت هذا الصلح المتكرر منه، ثم تركته وحيداً على خشبة المسرح ونزلت هي بين الجمهور تبوح بهمومها ومشكلاتها وكأنها تريد أن تقول له إنها منسحبة بلا رجعة وهنا ينتهي العرض. أشعرنا المخرج بأنه في عجالة من أمره وربما في عرضه، وكأنه قد جاء قبل الافتتاح وقرر المشاركة في المهرجان بهذه الحوارية البسيطة للغاية التي لم تبرز الطاقات الفنية للممثلة، ولم يبد فيها الممثل جهداً يستطيع من خلاله إقناع زوجته أنه لن يعود مرة ثانية للخطيئة مع العشيقة المتكررة. وفاجأ يوسف الكعبي الجمهور بانتهاء العرض وقد وضعت تلك الزوجة حلاً بالقطيعة في وقت أن العرض يبحث عن حل بما يشير إلى وجود مشكلة ما لازمت هذا العرض نصاً وإخراجاً وتمثيلاً. وعلى هامش المهرجان، أقيم حفل تكريم لجميع المشاركين في مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في دورته الأولى بحضور أحمد بورحيمة مدير المهرجان والفنان عبدالله المناعي وتم خلاله تكريم جميع المخرجين والممثلين والمشاركين في المهرجان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©