الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: الصدمات النفسية مرتبطة بتعاطي المخدرات

خبراء: الصدمات النفسية مرتبطة بتعاطي المخدرات
1 أكتوبر 2012
(أبوظبي) - أكد أطباء وخبراء نفسيون دوليون، وجود ارتباط بين الصدمات النفسية التي يواجهها بعض الأشخاص وتعاطي المخدرات، وطالبوا من يتعرضون لتلك الصدمات بضرورة مراجعة الأطباء النفسيين لتفادي الآثار الجانبية لأي صدمة، مؤكدين أهمية علاج مريض الإدمان من الصدمة التي تعرض لها بالتوازي مع علاجه من الإدمان، باعتبار أن الإدمان عرض لمرض موجود. وذكر الأطباء أن السيدات أكثر عرضة للصدمات النفسية، ومنها العنف المنزلي والتحرش في مواقع العمل والاغتصاب والاتجار في البشر والطلاق، فيما تترك الصدمات النفسية التي يتعرض لها الأطفال آثاراً سلبية عند الكبر قد توقع الصغار في تعاطي المخدرات. جاء ذلك، خلال فعاليات ورشة تدريبية تختتم اليوم في أبوظبي، ونظمها المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع برنامج هارفارد في مجال الصدمات النفسية للاجئين بالشراكة مع جامعة الإمارات، تحت عنوان “الورشة التدريبية للصدمات النفسية وانعكاساتها على المرضى المدمنين والأشخاص العاديين”، وتضمنت التعريف بنهج الصدمة في محيط دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وأساسيات الصدمة عن طريق الرعاية. حضر افتتاح الورشة الدكتور حمد الغافري مدير المركز الوطني للتأهيل، والبروفيسور محمد حسن بني ياس نائب مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة. وقال الدكتور حمد الغافري مدير المركز الوطني للتأهيل، إن الورشة تعقد ضمن جهود المركز في تقديم الخدمات التعليم والتدريب للكوادر الوطنية والعاملين في المجال نفسه، في تقديم خدمات الرعاية الصحية النفسية من خلال ورشة متخصصة في مجال الصدمات النفسية وعلاجها، وطرق التعامل معها من ناحية المهارات الأساسية العلمية المدروسة والبرامج العلمية العلاجية المتخصصة في هذا المجال، وأضاف أن ذلك الأسلوب العلمي يتم اتباعه في المركز وفرعه بـ”خليفة” سواء في حالات الرجال أو الحالات النسائية، حيث يتم حالياً علاج 3 سيدات في فرع مدينة خليفة من الإدمان. وقال الدكتور هشام فاروق العربي رئيس قسم التوعية الصحية والدراسات والبحوث بالمركز الوطني للتأهيل، إن المركز يتجه لتمكين القدرات الوطنية المتخصصة في علاج الإدمان تلبية لاحتياج علمي جديد ظهر مؤخراً، وهو التعامل مع الصدمات النفسية وتأثيرها على الشخص العادي والتي قد تكون أحد أسباب اللجوء إلى الإدمان. ولفت إلى أهمية توفير كوادر وطنية مؤهلة بالمركز في هذا التخصص، خاصة أنه مرتبط بجهات عدة، منها مركز رعاية الأحداث، ومؤسسة التنمية الأسرية، ووزارة الداخلية والمنشآت العقابية، وهي جهات تحتضن أشخاصاً يعانون آثاراً وصدمات نفسية، وبدأ المركز في تقديم هذه الخدمة خاصة للنساء والأطفال وكذلك الذكور، لافتاً إلى أن النساء أكثر الفئات تعرضا للصدمات النفسية، وتشمل العنف الأسري والعنف المنزلي والاعتداء والاغتصاب والاتجار بالبشر وغيرها، وهي أسباب لابد من علاجها وسحب تأثيراتها التي تتراكم مع الزمن. وقال الدكتور علي المرزوقي من المركز الوطني للتأهيل، إن الورشة سلطت الضوء على الربط الموجود بين الصدمات النفسية والإقبال على تعاطي المخدرات، حيث يتعرض بعض الأشخاص إلى اعتداء في مرحلة الطفولة أوفي أي مرحلة من مراحل العمر فيكونون أكثر عرضة من غيرهم للتأثر من صدمات مستقبلية ما قد يؤدي بهم إلى الإدمان، كما أن المدمنين الذين تعافوا من الإدمان قد تؤثر فيهم الصدمات النفسية، لذا فإن علاج الأزمة أو الصدمة النفسية لا بد أن يترافق مع علاج الشخص من مرض الإدمان. وقدم الدكتور أسامة توكل عثمان أستاذ الطب النفسي المشارك بكلية الطب جامعة الإمارات ورقة عمل تناول فيها تعريفات الصدمة النفسية، مشيراً إلى أن هناك ثلاثة أنشطة بحثية متصلة بمشروع التعاون المشترك بين الجامعة، وهارفارد والمركز الوطني - مسح استبياني- لمنطقة الشرق الأوسط تركز على رأي المعالجين في مواطن القوة والضعف في برامجهم للصحة العقلية والرعاية الصحية الأولية، وعلاج الصدمات، وتتضمن مراجعة معلوماتية للأبحاث المنشورة عن موضوع الصدمات النفسية والصحة العقلية والرعاية الصحية الأولية في الشرق الأوسط وبلدان طريق الحرير القديم، وإجراء تدريب للمدربين في الدولة لاستخدام أفضل الممارسات. أكد الدكتور عثمان تأثير الصدمات النفسية على إحساس الفرد المتكامل بهويته وبالشخصية والكرامة وأنها تشعره بأنه أقل اكتمالاً وأقل إنسانية وتؤثر على الإحساس الروحاني والمقصود به الاتصال بشيء أكبر من الذات. وتعتبر الصدمة تجربة تتميز بكثافة مشاعر الخوف واليأس الناجمة عن العوامل البشرية أو غير البشرية مثل الكوارث الطبيعية، وتتسبب في الإضرار بالقدرة على الثقة بالنفس وبالبيئة وزيادة الحذر وقلة الدافعية، ويتطور المصدوم نفسياً إلى اضطراب في القدرة على التحكم بالنفس، وتصدر منه تصرفات كرد فعل متهور أو متردد، وتشويش في الإحساس بالوقت، والتوقيت المناسب. كما تؤثر الصدمة النفسية على المعتقدات والإحساس بالجدارة، والقدرة على الثقة بالنفس وبالآخرين وبالبيئة، وعلى تصور المصدوم للعالم من حوله، وعلى الإحساس ومدى القدرة على إطلاق أو تقييد العاطفة في آن واحد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©